مكتشف الحمض النووي مجرَّد من ألقابه الفخرية... لماذا؟!

مكتشف الحمض النووي مجرَّد من ألقابه الفخرية... لماذا؟!


14/01/2019

سحب مختبر "كولد سبرينغ هاربور" في الولايات المتحدة الألقاب الفخرية من مكتشف الحمض النووي، وحائز جائزة نوبل، جيمس واتسون، بسبب تصريحاته عن تفاوت القدرات الفكرية للأعراق المختلفة.

وقالت شبكة "سي إن إن"، أمس: إن مختبر "كولد سبرينغ هاربور" الذي كان يرأسه عالم الأحياء الجزيئي واتسون (90 عاماً) سابقاً، قرّر تجريد العالم الذي ساهم في اكتشاف الحمض النووي "DNA" من ألقابه الفخرية؛ بسبب تعليقات صدرت عنه في برنامج تلفزيوني مؤخراً".

وقد اتخذ المختبر القرار بعد تكرار إدلاء واتسون بملاحظات تربط بين مستوى الذكاء والعرق، وترى أنّ السود أقلّ ذكاءً من البيض.

مختبر "كولد سبرينغ هاربور" جرّد العالم جيمس واتسون من ألقابه الفخرية؛ بسبب تصريحاته العنصرية

وكان العالم الرائد في دراسات الحمض النووي، قد استشهد خلال برنامج تلفزيوني بوجهة نظر مفادها؛ أنّ الجينات تؤدي إلى فروق في النتائج بين السود والبيض في اختبارات الذكاء.

ووصف المختبر ملاحظات العالم بأنها "متهورة وغير مدعومة بسند".

وأصبح الدكتور واتسون مديراً لمختبر "كولد سبرينغ هاربور" عام 1968، ثم رئيساً له عام 1994، ومستشاراً للمختبر بعدها بنحو عقد من الزمن.

وذكرت وكالة أنباء "أسوشيتد برس"؛ أنّ اسم واتسون أطلق على مدرسة ضمن المختبر تكريما له.

ولم تكن هذه المرة الأولى؛ فقد سبق لواتسون أن أدلى بتصريحات مشابهة عام 2007، إلا أنّه اعتذر عنها لاحقاً.

وجيمس ديوي واتسون، عالم وراثة وبيولوجيا جزيئية، شارك في اكتشاف التركيب الجزيئي للحمض النووي منقوص الأكسجين، وهو المادة التي تشكّل أساس علم الوراثة.

ونال واتسون، عام 1962، جائزة نوبل، بالمشاركة مع موريس ويلكينس وفرانسيس كريك، تقديراً لاكتشافهم الرائد للتركيب اللولبي المزدوج لجزيء الحمض النووي، عام 1953، وهو أهمّ اكتشاف علمي في القرن العشرين.

وباع الدكتور واتسون الميدالية الذهبية التي تحمل شعار جائزة نوبل، عام 2014، وقال حينها إنّه أصبح منبوذاً من المجتمع العلمي بعد تصريحاته عن الأعراق.

ويقضي واتسون حالياً فترة نقاهة في دار خاصة للعناية، بعد تعرضه لحادث سيارة، وقيل إنّ وعيه بما يجري حوله "محدود جداً".

وفي تصريحات سابقة، عام 2007، قال واتسون لصحيفة "التايمز": "أنا متشائم بشأن مستقبل إفريقيا؛ لأنّ كلّ سياساتنا الاجتماعية مبنية على فرضية أن ذكاءهم (الأفارقة) مثل ذكائنا، بينما تقول كلّ التجارب إن الأمر في الحقيقة ليس كذلك"، وأضاف العالم المثير للجدل "الذين اضطروا للتعامل مع موظفين سود، وجدوا أن هذا غير صحيح".

وقد أدّت ملاحظاته إلى خسارته منصبه في المختبر، وإعفائه من كافة مسؤولياته الإدارية، ما دفعه إلى كتابة رسالة اعتذار، فأعيدت إليه ألقابه التكريمية كمستشار فخري.

سبق لواتسون أن أدلى بتصريحات مشابهة عام 2007 إلا أنّه اعتذر عنها لاحقاً

لكن مختبر "كولد سبرينغ هاربور" قال إنّه يجرده الآن من تلك الألقاب، بعد أن تبين أن وجهة نظره لم تتغير، وذلك في برنامج وثائقي بعنوان "عظماء أمريكان: تفكيك شيفرة واتسون"، عرض في وقت سابق هذا الشهر على قناة "PBS" التلفزيونية الأمريكية التي تحظى بشعبية كبيرة.

ووصف المختبر في بيان له ملاحظات الدكتور واتسون بأنها "مستهجنة وغير مدعومة علمياً"، وأضاف "وهي تناقض الاعتذارات التي يتقدم بها".

من جانبه، صرّح ابن الدكتور المثير للجدل، روفوس، بأنّ "آراء والده قد تجعله يبدو متعصباً وتمييزياً لكن هذه ليست الحقيقة"، مضيفاً "تصريحاته قد تمثّل تفسيره، الذي قد يكون ضيقاً للمصير الوراثي؛ فقد عدّ والدي المختبر حياته، ومع هذا، المختبر يعدّه الآن عبئاً".

يذكر أنّ مختبر "كولد سبرينغ هاربور"، هو مؤسسة خاصة غير ربحية، مقرّها نيويورك، وتقوم بأبحاث رائدة، تركز على السرطان، وعلم الأعصاب، وعلم الأحياء النباتية، وعلم الجينوم.

الصفحة الرئيسية