ملفات بايدن: ماذا ينتظر الرئيس الجديد؟

أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن في "خطاب النصر" الفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية بالقول: "شعب هذه البلاد قال كلمته".

وتعهد بايدن في كلمة ألقاها صباح اليوم، أمام أنصاره في ويلمينغتون ديلوير، بأن يكون أمريكياً يوحد الجميع ويسعى لأن يحظى بثقة الجميع.

وأضاف: إنه يتفهم خيبة أمل الذين صوتوا لترامب، مشيراً إلى أنّ جزءاً من التفويض الذي أعطي له هو أن نتعاون كجمهوريين وديموقراطيين من أجل رفعة أمريكا.

أبرز ملفات بايدن

وحول أزمة كورونا أكد بايدن أنه سيباشر منذ غد بتشكيل لجنة من الخبراء للتعامل مع فيروس كوفيد 19، مضيفاً: "نحن مطالبون بالعمل لاحتواء فيروس كوفيد وبناء العدالة والقضاء على العنصرية."

بايدن يتعهد أمام أنصاره بأن يكون أمريكياً يوحد الجميع ويسعى لأن يحظى بثقتهم

وتعهد بايدن بإلغاء الكثير من التخفيضات الضريبية التي أقرها ترامب للشركات والأثرياء بمجرد تولي السلطة، رغم أنّ التغييرات تحتاج موافقة الكونغرس، وفق ما أوردت "سكاي نيوز".

وخلال الـ100 يوم الأولى، تعهد بايدن بالعمل على إقرار (قانون المساواة)، وهو مشروع قانون يضيف بنود حماية واسعة جديدة لمناهضة التمييز على أساس الجنس أو النوع.

ومن المتوقع أيضاً أن يصدر أمراً تنفيذياً يدعم التنوع والشمول في الحكومة الاتحادية، ويشكل (مجلس البيت الأبيض بشأن المساواة بين الجنسين)، وهو مجلس جديد لتنسيق السياسات المتعلقة بالمرأة.

 أبرز ملفات بايدن: كورونا والضرائب وحماية المستهلك والمهاجرون والبيئة وتجارة الأسلحة الهجومية

ويؤيد بايدن تشريعات للسيطرة على الأسلحة، ووعد باستخدام سلطاته "لحظر استيراد الأسلحة الهجومية".

كما يعتزم بايدن أن يرسل إلى الكونغرس مشروع قانون بشأن الهجرة في اليوم الأول من ولايته يتضمن سبيلاً للحصول على الجنسية لنحو 11 مليون مهاجر يعيشون في البلاد بشكل غير قانوني، وهو هدف سعت إليه وأخفقت فيه العديد من الإدارات الأمريكية من الحزبين.

وتعهد بايدن بوقف عمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين خلال الـ100 يوم الأولى في السلطة.

كما يعتزم بايدن إلغاء قرارات حظر السفر التي فرضها ترامب، والتي تفرض قيوداً على المسافرين من 13 دولة، معظمها ذات أغلبية مسلمة أو دول أفريقية.

وقال بايدن: إنه سيعدل في أول أيامه بالرئاسة عن قرار ترامب التخلي عن منظمة الصحة العالمية في خطوة قوبلت بانتقادات واسعة النطاق في ظل جائحة فيروس كورونا. كما قال إنه سيعود سريعاً إلى اتفاق باريس للمناخ أحد إنجازات الرئيس السابق باراك أوباما الذي كان نائباً له. وستعود الولايات المتحدة أيضاً إلى الاتفاق النووي الذي تفاوضت بشأنه إدارة أوباما وانسحب منه ترامب.

  يعتزم بايدن بإلغاء قرارات ترامب بحظر السفر بحق المسافرين من 13 دولة معظمها إسلامية

وذكر بايدن أنه سيقضي اليوم الأول في مكالمات هاتفية مع حلفاء لإعادة مصداقية الولايات المتحدة في الخارج، بعد شعار "أميركا أولاً" الذي رفعه ترامب لمدة 4 أعوام.

وتعهد بايدن بتمديد معاهدة الحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وروسيا، وإخطار موسكو بنيّته هذه سيكون على الأرجح إحدى أولى خطواته. وسينتهي العمل بمعاهدة نيو ستارت بعد 16 يوماً من تنصيب بايدن لتُرفع بذلك كل القيود على نشر الرؤوس النووية الاستراتيجية والقاذفات والصواريخ التي تحملها، ممّا قد يؤجج سباقاً جديداً للتسلح.

اقرأ أيضاً: بايدن في البيت الأبيض.. كيف سيؤثر على الشرق الأوسط؟

كما سيتشاور بايدن "على الفور" مع حلفاء واشنطن الرئيسيين قبل اتخاذ قرار بخصوص مستقبل الرسوم الجمركية الأمريكية على الصين، وسياسات أخرى إزاء بكين حسبما قال مستشارون.

وقال لقناة يونيفيجن: إنه سيمنح "بمجرّد أداء اليمين الدستورية" وضع اللجوء لعشرات الآلاف من الفنزويليين في الولايات المتحدة بعدما فرّوا من الاضطرابات السياسية والاقتصادية في بلادهم. ولطالما درس ترامب مثل هذه الخطوة لكنه لم يقرّها قط.

  تعهد الرئيس الجديد بإلغاء الكثير من التخفيضات الضريبية التي أقرها ترامب للشركات والأثرياء بمجرد تولي السلطة

وإلى جانب الخروج من اتفاق باريس للمناخ، عدل ترامب عن عدد من السياسات البيئية الأخرى التي كان أوباما يتبعها ومن المقرر أن يستعيدها بايدن.

وسيضع بايدن أهدافاً أكبر للطاقة النظيفة، وسيحظر تأجير الأراضي الاتحادية لاستخراج الفحم والغاز الطبيعي وسيخفض انبعاثات الميثان الناجمة عن إنتاج النفط والغاز.

كما سيؤسس قسماً للعدالة البيئية والمناخية في وزارة العدل، ممّا سيعزز إنفاذ القانون ضد المتسببين في التلوث، كما سيعزز قوانين حماية المستهلك الأمريكي.

هاريس: لقد حميتم ديمقراطية أمريكا

من جانبها، قالت نائبة الرئيس الأمريكي المنتخب كامالا هاريس في خطاب النصر: إنهم منحوا فجراً جديداً للولايات المتحدة، وأضافت في كلمتها: "لقد حميتم نزاهة ديمقراطيتنا بفضل مشاركتكم القياسية في الانتخابات، لقد اخترتم الأمل والوحدة والكرامة والعلم والحقيقة."

وأهدت هاريس فوزها للنساء الأمريكيات من مختلف الأعراق، مؤكدة لكل الأمريكيين: "أيّاً كان من صوّتم له، فسنكون نزهاء وموالين لكم جميعاً.

مزاعم ترامب.. ورأي كوشنير بالهزيمة

بالمقابل أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه ربح الانتخابات الأمريكية، وأنه حصل على 71 مليون صوت صحيح وقانوني في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وكتب ترامب تغريدة على تويتر: "71 مليون صوت... أول مرّة يحصل عليها رئيس وهو في الحكم".

هاريس: لقد حميتم نزاهة ديمقراطيتنا بفضل مشاركتكم بالانتخابات واخترتم الأمل والوحدة والكرامة والعلم والحقيقة

وأضاف: "لم يسمح للمراقبين بالدخول إلى غرف العد... لقد فزت في الانتخابات... حدثت أشياء سيئة لم يسمح لمراقبينا برؤيتها. لم يحدث هذا من قبل".

وتابع: "تم إرسال ملايين البطاقات البريدية إلى الأشخاص الذين لم يطلبوا هذا الأمر مطلقاً!".

ورغم الغياب الملحوظ لصهر ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كوشنير، إلا أنّ مصادر أكدت لشبكة "سي إن إن" تواصل كوشنير مع ترامب للاعتراف بنتيجة الانتخابات، بالإضافة إلى العديد من مستشاريه الذين طلبوا من ترامب الاعتراف بالهزيمة للحفاظ على القيم الأمريكية.

ماذا قال رؤوساء دول لبايدن؟

وتشكيك ترامب لم يمنع العديد من قادة الدول من توجيه التهنئة لبايدن ونائبته كامالا هاريس.

فقد توجه ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان بخالص التهاني إلى جو بايدن بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وإلى كامالا هاريس نائبة الرئيس، وأصدق الأمنيات بالتوفيق لهما في تحقيق مزيد من التقدم للشعب الأمريكي الصديق، الإمارات وأمريكا تربطهما علاقات صداقة تاريخية وتحالف استراتيجي قوي، وسنواصل تعزيزها خلال المرحلة المقبلة".

مصادر أكدت لشبكة سي إن إن تواصل جاريد كوشنير مع ترامب للاعتراف بنتيجة الانتخابات

وقال الرئيس العراقي برهم صالح: "أتقدم بالتهنئة إلى الرئيس المنتخب جو بايدن، الذي عرفناه صديقاً وشريكاً موثوقاً به خلال عملية بناء العراق الجديد".

وأضاف: "نتطلع إلى العمل معاً من أجل تحقيق أهداف ومصالح شعبينا المشتركة، وتعزيز آفاق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".

وقالت الرئاسة المصرية في بيان لها: "أكد الرئيس السيسي في هذه المناسبة على التطلع للتعاون والعمل المشترك من أجل تعزيز العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، بما فيه صالح البلدين والشعبين الصديقين".

كما قدّم عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني التهنئة لبايدن، وأعرب في تغريدة عن التطلع إلى "العمل سوياً لتعزيز الشراكة التاريخية المتينة بين البلدين لتحقيق أهدافنا المشتركة في السلام والاستقرار والازدهار".

كما هنّأ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في تغريدة، بايدن، قائلاً: "مبروك للرئيس المنتخب جو بايدن، ونائب الرئيس المنتخب كامالا هاريس".

وأضاف: "أطيب تمنياتي لشعب الولايات المتحدة، وأتطلع إلى العمل معاً لمواصلة تعزيز الصداقة بين بلدينا".

وبعث سلطان عُمان، هيثم بن طارق، برقية تهنئة إلى بايدن، وفق ما نقلته وكالة الأنباء العمانية الرسمية.

وأعرب السلطان في البرقية عن خالص التهاني لبايدين لـ"حصوله على ثقة الشعب الأمريكي وانتخابه رئيساً للفترة الرئاسية القادمة".

من جانبه، هنأ الرئيس اللبناني ميشال عون بايدن بفوزه في الانتخابات.

 تداول مقطع فيديو سابق لبايدن حول أردوغان قال فيه إنّه "سيدفع ثمناً باهظاً"

وأعرب عون، في تغريدة عبر تويتر، عن أمله في أن "يعود في عهده التوازن في العلاقات اللبنانية الأمريكية لما فيه مصلحة الشعبين اللبناني والأمريكي الصديقين".

كما بعث الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي برقية تهنئة إلى بايدن، وفق وكالة الأنباء الرسمية "سبأ".

ووفق المصدر، أشاد هادي في برقيته بالعلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكداً تطلعه لتعزيزها وتطويرها بما يخدم البلدين والشعبين الصديقين.

رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون هنّأ جو بايدن على انتخابه.. ولكامالا هاريس على إنجازها التاريخي.

وقال: "الولايات المتحدة أهمّ حليف لنا، وأنا أتطلع لأنْ نعمل معاً عن كثب على صعيد أولوياتنا المشتركة، من تغيّر المناخ إلى التجارة والأمن".

بدوره، قال رئيس وزراء كندا جاستن ترودو: "تهانينا لجو بايدن وكامالا هاريس. بلدانا صديقان مقرّبان، وشريكان، وحليفان. تجمعنا علاقات متفرّدة على الساحة الدولية. أتطلع بحق إلى العمل معاً ومواصلة البناء على ذلك الأساس معكما".

وكان للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تصريحها حول فوز بايدن، فقد أرسلت إليه رسالة: "صداقتنا العابرة للأطلسي لا غنى عنها، إذا أردنا التعامل مع التحديات الكبيرة في عصرنا".

من جهته، قال رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون: "الأمريكون اختاروا رئيسهم... أمامنا الكثير من العمل لكي نتغلب على تحديات اليوم. دعونا نعمل معا!".

بدوره، قال رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي: "تهانينا لك جو بايدن على فوزك الرائع! عندما كنتَ نائباً للرئيس، كان إسهامك في تقوية العلاقات الهندية-الأمريكية كبيراً ولا يُقدّر بثمن. وأنا أتطلع للعمل عن كثب معاً مرّة أخرى..".   

"وخالص تهانينا القلبية لكِ كامالا هاريس! نجاحك رياديّ، ومثار افتخار كبير ليس فقط لعائلتك، ولكن أيضاً لكل الأمريكيين من أصول هندية. وكلي ثقة أن تشهد العلاقات الهندية-الأمريكية القوية مزيداً من التعزيز في ظل دعمك وقيادتك".

وقال رئيس وزراء اليابان يوشيهيديه سوغا: "أتطلع للعمل معك لتعزيز تحالف اليابان والولايات المتحدة وضمان السلام والحرية والرخاء في منطقة المحيطين الهادئ والهندي وما وراءها".

أمّا رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو، فقد قال :"فنزويلا ستكون دائماً مستعدة للحوار والتفاهم مع شعب وحكومة الولايات المتحدة".

وقد عبّر رئيس وزراء جامايكا أندرو هولنيس عن فخره  قائلاً: "لأول مرّة في أمريكا، منصب نائب الرئيس تشغله امرأة هي كامالا هاريس، والتي نفتخر أنها تحمل إرثاً جامايكياً". وتابع :"إنّ وصولها إلى هذا المنصب يُعدّ إنجازاً تاريخياً للنساء حول العالم. تحيتي لها".

بدوره رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن قال: "جو بايدن طالما كان صديقاً حقيقياً لهذه الأمّة طوال حياته، وإنني أتطلع للعمل معه في السنوات المقبلة. كما أتطلع للترحيب به عائداً لوطنه عندما تسنح الظروف!".

بايدن: "أردوغان سيدفع الثمن"

وبمجرّد الإعلان عن فوز بايدن تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع جداً مقطع فيديو سابق للرئيس الأمريكي المنتخب، حول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال فيه: إنّ الأخير "سيدفع ثمناً باهظاً على ما فعله"، وفق "بي بي سي".

اقرأ أيضاً: كيف علقت جماعة الإخوان على فوز بايدن؟

مقطع الفيديو المتداول نشره بايدن على صفحته الرسمية بتويتر بتاريخ 17 تشرين الأول (أكتوبر) 2019، وقال فيه: "أمضيت آلاف الساعات في غرفة العمليات وأمضيت ساعات عديدة على الأرض في تلك المناطق في سوريا وفي العراق، وتعرف ماذا؟ قادتنا كلهم سابقون وحاليون خجلون ممّا يحصل هنا...".

 وتابع قائلاً في المقطع ذاته: "تركيا هي المشكلة الحقيقية هنا، وسيكون لي حوار مغلق حقيقي مع أردوغان، وتعريفه بأنّه سيدفع ثمناً باهظاً على ما فعله، الآن، ادفع هذا الثمن".

وكان نائب الرئيس التركي، فؤاد أوقطاي، قد قال في تصريحات سابقة، الجمعة: إنّ بلاده ليس لديها مخاوف من احتمالية انتخاب المرشح الديمقراطي جو بايدن رئيساً لأمريكا، بينما وصف تصريحاته السابقة تجاه أنقرة بـ"المؤسفة".

وأضاف أوقطاي، في مقابلة مع قناة تركية نشرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية مقتطفات منها: إنّ أنقرة لا تفضّل مرشحاً على آخر في انتخابات الرئاسة الأمريكية. وحول احتمالية ظهور مشكلات قد تتعرض لها بلاده إذا فاز بايدن بالرئاسة الأمريكية، قال أوقطاي: إنّ "تركيا ليست تركيا القديمة، لقد حدث بالفعل تحوّل في العقلية في تركيا".

اقرأ أيضاً: هل ينعش فوز بايدن آمال طالبي اللجوء لأمريكا؟

وتابع أوقطاي: "تركيا تقف في محورها الخاص المرتكز على الأناضول وليس حول محور شخص آخر، ولديها بوصلة وتقيّم الأحداث حول العالم وفقاً لمصالحها الخاصة". مُشيراً إلى أنّ أنقرة لا تسمح لأحد بالتدخل بشؤونها الداخلية، معتبراً تصريحات سابقة لبايدن أنها "مؤسفة"، وأنّ فوزه برئاسة أمريكا هو أو ترامب "لا يعني الكثير لتركيا"، حسب قوله.