من العداء إلى التحالف... المراحل التي مرت بها علاقة طالبان بإيران

من العداء إلى التحالف... المراحل التي مرت بها علاقة طالبان بإيران


05/09/2021

استعرض معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أبرز المراحل التي مرت بها علاقة حركة طالبان في أفغانستان والنظام الإيراني.

وأوضح تقرير المعهد أنّ هناك أسباباً كثيرة تدفع إيران إلى معاداة طالبان، ويعود التوتر بين الطرفين إلى ما قبل قيام الجمهورية الإسلامية، حين بدأت إيران تنافس أفغانستان على حقوق المياه، وفق ما نقلت العربية.

وفي عام 1998 قتلت طالبان دبلوماسيين إيرانيين أثناء اجتياحها شمال أفغانستان، ما دفع طهران إلى حشد أكثر من 200 ألف جندي استعداداً للغزو، وذبحت أيضاً طالبان أفراداً من جماعة الهزارة العرقية، وهم من الطائفة الشيعية نفسها التي تهيمن على إيران. فضلاً عن ذلك، يسيطر أعضاء طالبان إلى حدٍّ كبير على تجارة الأفيون في أفغانستان، وهو ما كان له تأثير مدمّر على سكان إيران.

بعد أعوام طويلة من العداء بين طالبان وإيران لم ينتقد المرشد الأعلى علي خامنئي طالبان بحدة منذ عام 2015

ومع ذلك، يبدو أنّ طهران غيّرت وجهة نظرها إلى حدٍّ ما خلال العقد الماضي تقريباً، فالمرشد الأعلى علي خامنئي الذي لطالما انتقد طالبان بحدة لم يتحدث ضد الحركة منذ عام 2015، وفق تقرير المعهد.

ويقول أيضاً الباحث البارز في شؤون أفغانستان بارنت روبين: إنّ إيران كانت تمدّها بقدر من المساعدة العسكرية على الأقل، فخلال زيارة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني إلى كابل في عام 2018، أخبر الحكومة أنّ طهران كانت تزود طالبان بالأسلحة والذخيرة، وحالياً إيران واحدة من أكبر شركاء أفغانستان التجاريين، وما تزال نقاط عبورها الحدودية مستمرة بالعمل، وكذلك ما تزال سفارة إيران في كابل مفتوحة.

وبالنسبة إلى رد طهران على الانسحاب الأمريكي، يشير الإعلام المحلي إلى أنّ النظام يركز بالدرجة الكبرى على موضوع الهزيمة الأمريكية بدلاً من سيطرة طالبان على البلاد.

الحكومة الإيرانية كانت تزود طالبان بالأسلحة والذخيرة، وحالياً إيران واحدة من أكبر شركاء أفغانستان التجاريين

وقد تبين أنّ العداوة المشتركة تجاه واشنطن شكلت حافزاً قوياً دفع طهران إلى التعاون مع الجماعات المتطرفة، مثل تنظيم القاعدة في العراق، ولم ينتهِ هذا التعاون إلا بعد أن أصبح القادة الإيرانيون يعتقدون أنّ تلك الجماعات تشكل تهديداً للنظام نفسه.

ولذلك، من الممكن أن تتغير مواقفهم من طالبان بشكل حاد إذا بدا أنّ التنظيم يهدد قبضة نظام إيران في الداخل، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

ومع ذلك، سوف تبذل إيران في النهاية قصارى جهدها لوضع يدها بيد خصوم الولايات المتحدة، ويجب على واشنطن أن تحدد المقاربة التي ستنتهجها بناءً على هذه الحقيقة.

ومن المستبعد جداً أن تتخلى طهران عن هدفها بزعزعة استقرار المنطقة ونشر الصواريخ التي تهدد الأهداف الأمريكية والحليفة، لذلك يجدر بواشنطن ألّا تهدر طاقة لا داعي لها لمحاولة الحد من هذه الأعمال بدلاً من الدفاع والرد عليها، والأولوية الأهم هي فرض قيود نووية أقوى وأطول مدةً، لأنه ليس من الصواب التوقع من إيران أن تتخلى عن طموحاتها النووية يوماً، بحسب المعهد.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية