من جديد.. الإرهاب يضرب تونس

من جديد.. الإرهاب يضرب تونس


28/06/2019

تبنّى تنظيم داعش الإرهابي التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا، أمس، عناصر أمنية في تونس العاصمة وأوقعا قتيلاً وثمانية جرحى.

تنظيم داعش الإرهابي يتبنى التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا عناصر أمنية في تونس العاصمة

ونشر مركز "سايت" الأمريكي المتخصّص برصد المواقع المتطرفة، بياناً نقلاً عن "وكالة أعماق" الناطقة بلسان التنظيم المتطرف يذكر أنّ "منفّذَي الهجوم على عناصر الأمن التونسي في العاصمة هما من التنظيم"، وفق ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط".

وكانت السلطات التونسية، صرحت إنّ انتحاريين فجّرا نفسيهما، أمس، في هجومَيْن منفصلَيْن استهدفا نقاطاً أمنية في العاصمة.

وأوضحت وزارة الداخلية التونسية، في بيان؛ أنّ "الانتحاري الأول استهدف دورية أمنية في شارع شارل ديغول، بالقرب من السفارة الفرنسية في شارع الحبيب بورقيبة، وسط العاصمة تونس، ما أسفر عن مقتل رجل أمن، وإصابة أربعة أشخاص"، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".

وتابع البيان؛ "بعد ذلك بقليل، فجّر انتحاري آخر نفسه بالقرب من مركز للشرطة في منطقة القرجاني"، مضيفةً أنّ الهجوم أسفر عن إصابة أربعة أشخاص.

انتحاريان يفجّران نفسيهما في هجومين منفصلين استهدفا نقاطاً أمنية في العاصمة تونس

 وقامت الشرطة بتطويق موقعَي الهجوميْن؛ تحسّباً لوجود انتحاريين آخرين يخططون لتنفيذ أيّ هجوم.

بدورها، أكّدت وزارة الدفاع الوطني التونسية؛ أنّ "مجموعة إرهابية استهدفت، فجر أمس، محطة الإرسال الإذاعية والتلفزيونية بجبل عرباطة بمدينة قفصة، وهي محطة مؤمّنة عسكرياً، دون أن يسفر الهجوم عن أضرار بشرية أو مادية".

من جهته، وصف رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، في تصريحات للإعلاميين، العملية الإرهابية بأنّها: "عملية إرهابية جبانة وفاشلة، تهدف إلى إرباك التونسيين والاقتصاد التونسي والانتقال الديموقراطي، ونحن على أبواب موسم سياحي، وقبل بضعة أشهر من الانتخابات"، وتابع: "حربنا معهم حرب وجود، حرب حياة أو موت، ولن يهدأ لنا بال حتى نقضي على آخر إرهابي"، بحسب وكالة "رويترز".

الشاهد: الهجوم يهدف إلى إرباك التونسيين والانتقال الديموقراطي ونحن على أبواب موسم سياحي وانتخابات

وأكّد الناطق الرسمي باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب، سفيان السليتي، في تصريح لراديو "موزاييك إف إم إن"؛ أنّ "المنفذيْن استعملا الأحزمة الناسفة في عمليتي التفجير".

بدوره قال وزير السياحة التونسي روني الطرابلسي إن التفجيرين الإرهابيين لن يؤثرا في الحركة السياحية.

وأضاف أثناء تفقده للموقع الذي شهد تفجيراً إرهابياً في شارع شارل ديغول القريب من الشارع الرئيسي الحبيب بورقيبة: "الحركة السياحية ستُستأنف بشكل طبيعي في وسط العاصمة بدءاً من اليوم".

وتوالت الإدانات العربية والدولية للتفجيرين الانتحاريين؛ حيث أعربت المملكة السعودية عن "إدانتها واستنكارها" للتفجيرين، وأكّد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية على "وقوف المملكة وتضامنها مع الجمهورية التونسية الشقيقة في مواجهة العنف والإرهاب والتطرف".

تتوالى الإدانات العربية والدولية للتفجيرين الانتحاريين اللذين شهدتهما العاصمة التونسية 

وجاء في بيان وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية؛ أنّ الإمارات "تدين وتستنكر هذه الأعمال الإرهابية"، مؤكدة "موقف الدولة الثابت والرافض لمختلف أشكال العنف والإرهاب، الذي يستهدف الجميع دون تمييز بين دين وعرق، مهما كان مصدره ومنطلقاته".

وشدّدت على "وقوف دولة الإمارات وتضامنها مع الحكومة والشعب التونسي في مواجهة العنف"، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام".

ودعت الإمارات المجتمع الدولي إلى "التكاتف لمواجهة هذه الآفة الخطيرة، التي تهدّد أمن واستقرار دول العالم، واجتثاثها من جذورها".

في السياق نفسه، أرسل العاهل المغربي، الملك محمد السادس، رسالة إلى الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، أعرب فيها عن "إدانته الشديدة لهذا الفعل الإجرامي الجبان"، وفق ما ذكر بيان للديوان الملكي المغربي.

وعبّر الملك المغربي للرئيس التونسي عن "تضامن المغرب المطلق مع تونس، ووقوفه الدائم إلى جانبها في مواجهة الإرهاب، ودعم المغرب الثابت لكافة الجهود من أجل صون أمن تونس وضمان استقرارها".

وإلى الأردن؛ الذي دان العمليتيْن الإرهابيتيْن، على لسان وزير خارجيته، أيمن الصفدي، مؤكداً "وقوف الأردن بشكل كامل مع الأشقاء في مواجهة الاٍرهاب وحماية أمنهم واستقرارهم".

وقال الصفدي: إنّ "الإرهاب وظلاميته عدو مشترك"، مؤكداً "ثقة المملكة بقدرة الأشقاء على دحره والحفاظ على أمنهم واستقرارهم، وحماية مسيرتهم الديمقراطية، التي قدّمت بإنجازاتها نموذجاً في عملية التحول الديمقراطي".

وعلى الصعيد الدولي؛ نشر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تغريدة على تويتر، دان فيها الهجومين، قائلاً: "أدين بحزم الاعتداءات التي أصابت قلب تونس اليوم، كلّ أفكارنا مع الضحايا وأحبائهم، تقف فرنسا إلى جانب الشعب التونسي في هذه المحنة".

ووقعت العمليتان مع انطلاق الموسم السياحي الواعد، بحسب وصف مسؤولين تونسيّين، ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية المرتقبة، في تشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر)؛ حيث قفز عدد السياح في 2018 إلى 8.3 مليون، من 7 ملايين في 2017، وشغل الفنادق سائحون من الجزائر وروسيا وأجزاء أخرى في أوروبا.

وكانت تونس تتوقع أن يصل عدد السائحين إلى 9 ملايين لأول مرة في عام 2019.

وتقاتل تونس جماعات متشدّدة تنشط في مناطق نائية قرب الحدود مع الجزائر، منذ الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي، عام 2011، كما أذكى ارتفاع معدل البطالة التوترات خلال الأعوام الماضية.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية