من هو الجهادي الفرنسي؟ .. هذه الدراسة تجيبك

من هو الجهادي الفرنسي؟ .. هذه الدراسة تجيبك

من هو الجهادي الفرنسي؟ .. هذه الدراسة تجيبك


كاتب ومترجم جزائري
01/04/2024

ترجمة: مدني قصري


تُعدّ فرنسا الدولة الغربية الأكثر تضرّراً من ظاهرة الجهاد في سوريا، لقد أقام نحو 1300 فرنسي في الواقع في المنطقة السورية العراقية، وتم اعتقال المئات قبل وصولهم إلى وِجهتهم، في نهاية شباط (فبراير) 2018، كان هناك 323 "عائداً" إلى فرنسا، بما في ذلك 68 قاصراً.

اقرأ أيضاً: جهاد الطلب.. هل أصّل الفقهاء لصناعة الأعداء؟
تحلّل دراسة إيفري "Ifri" (المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية)، المستندة إلى مصادر قضائية أصلية، ملامح وخلفيات 137 شخصاً تمّت إدانتهم في فرنسا في قضايا جهادية، من عام 2004 إلى نهاية عام 2017. يبدو أنّ هؤلاء الأفراد يتميزون بانخفاض في مستوى التعليم والاندماج المهني، ودرجة أعلى من الفقر، ومشاركة أكبر في الجريمة، وعلاقة أوثق بالمغرب العربي وإفريقيا وجنوب الصحراء.

الإرهاب الذي يؤثر على فرنسا هو داخلي بشكل أساسي فمعظم الأفراد المدانين وُلدوا بفرنسا وترعرعوا في هذا البلد

فيما وراء الأرقام؛ يساعد التحليل النوعي على فهمٍ أفضل لعمليات التطرف والانزلاق نحو الإرهاب؛ فالأدوار التي تلعبها ديناميات المجموعة، أو الإنترنت، أو السجن، مفصلة، على سبيل المثال.

كما سلطت هذه الدراسة الضوء على كيفية تأثير الظاهرة الجهادية على الإدارات القضائية والسجون، وتمّ ذكر مسألة الارتداد إلى الجريمة على وجه التحديد، لا سيما من خلال قضايا الأفراد المحكوم عليهم بارتكاب أعمال إرهابية، والذين ارتكبوا، بعد قضاء مدة عقوبتهم، هجمات على الأراضي الفرنسية، هذه القضية أكثر سخونة؛ لأنّه يجب إطلاق سراح حوالي 60 شخصاً مداناً بالإرهاب خلال العامين المقبلين.

تُعدّ فرنسا الدولة الغربية الأكثر تضرّراً من ظاهرة الجهاد في سوريا

الجنس والعمر

العيّنة التي استعمِلت كأساس لِدراسة إيفري، تتكوّن من 131 رجلاً، و6 نساء فقط، ولا تعكس النسبة الصغيرة للنساء انخراط النساء في التنظيمات الجهادية؛ إذ تشير التقديرات إلى أنّ حوالي ثلث المواطنين الفرنسيين الذين ذهبوا إلى سوريا كانوا من النساء.

اقرأ أيضاً: هل يمكن تحويل جهادي إلى مكافح للتطرف

كون أنّ التوزيع بحسب الجنس غير متوازن للغاية، في العيّنة أمرٌ يمكن تفسيره بالاتجاه الذي ساد منذ فترة طويلة داخل الإدارة القضائية، القائم على عدم محاكمة النساء المتورّطات في التنظيمات الجهادية؛ إذ غالباً ما  تعتبَر النساء ضحايا، مدفوعات بالأزواج المتطرفين، لكن، قد تلعب النساء دوراً في تطرّف أزواجهنّ.

لاحظ العديد من المؤلفين انخفاض مستوى المعرفة الدينية لدى الشباب المنخرطين في الجهادية

تطورت الممارسة القضائية منذ نحو عامين، ويرجع ذلك بشكل خاص إلى محاولة الهجوم من قبل مجموعة من النساء في عام 2016، بالقرب من كاتدرائية نوتردام في باريس، منذ ذلك الحين، من المرجَّح أن تكون النساء، خاصة العائدات من سوريا، إرهابيات أكثر منهنّ ضحايا. وهنّ الآن يخضعن لمقاضاة منهجية، مثل الرجال تماماً.

أما بالنسبة إلى متوسط العمر؛ فهو في العيّنة عند 26 عاماً، كثيراً ما يقال إنّ متوسط عمر الجهاديين آخذ في الانخفاض، في عيّنة الدراسة؛ ثبت أنّ الجهاديين الذين صدرت ضدّهم أحكام عام 2017، هم بالفعل أصغر سناً (24 عاماً في المتوسط) من أولئك الذين حكم عليهم في الأعوام السابقة، لكنّ الانخفاض ليس مذهلاً، متوسّط العمر كان يمكن أن يكون أقلّ لو أدمِج القاصرون في الدراسة، فيما يخصّ القاصرين تم بالفعل تخصيص أعمال خاصة بالمتطرفين منهم.

من المرجَّح أن تكون النساء خاصة العائدات من سوريا إرهابيات أكثر منهنّ ضحايا

مكان الإقامة

هناك لامركزية قوية لأماكن إقامة 121 من أصل 137 جهادياً في العيّنة؛ حيث تتأثر بعض المناطق أكثر من غيرها، يفسَّر التشتت الجغرافي هذا، على الأقل، جزئياً بالانتشار المهمّ للدعاية الجهادية على الإنترنت.

اقرأ أيضاً: جهادية بريطانية سابقة تكافح التطرف بهذه الأساليب

بالنسبة إلى بنية "مراكز" الإرهاب، يمكن فهمها من خلال وجود مجندين في مدن معينة، ومن خلال ديناميات المجموعة التي تفضل إشراك عدة أشخاص من الحي نفسه، لقد تمّ فحص عناوين الجهاديين الـ121 بواسطة خريطة الأحياء ذات الأولوية لسياسة المدينة، واتّضح أنّ 49 (أو 40 ٪) من هؤلاء الأفراد يأتون من حيّ ذي الأولوية.
هذه النسبة الكبيرة من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة التي تأتي من أحياء ذات أولوية تبيّن أنّ العديد من الأفراد المدانين بارتكاب أعمال إرهابية ينتمون إلى خلفيات محرومة، ورصيدهم الثقافي ضعيف جدّاً.

مستوى التعليم والاندماج في سوق العمل

أمكن جمعُ بيانات حول المستوى التعليمي لـ68 شخصاً أدينوا بالإرهاب، 32 منهم ليس لديهم مؤهلات، وتركوا النظام الدراسي مبكراً؛ 6 منهم حاصلون على شهادة الكفاءة المهنية، و6 حاصلون على شهادة الدراسات المهنية، و16 حاصلون على درجة الثانوية العامة، و3 حاصلون على دبلوم فني عال، و2 حاصلان على البكالوريوس، و1 مهندس، و1 طبيب في فيزياء الجسيمات.

اقرأ أيضاً: محنة ابن حنبل.. مع "السَّلفيات الجهادية"

مع هذا المستوى المتدني من التعليم، ليس من المستغرب أن يواجه الجهاديون الذين تضمنتهم العيّنة، صعوبة في الدخول إلى سوق العمل، تمّ الحصول على معلومات حول الخلفية المهنية لـ124 شخصاً أدينوا بارتكاب أعمال إرهابية، وتَبيّن أنّ حالات البطالة والوظائف غير المستقرة هي الغالبة.

ليس من المستغرب أن يواجه الجهاديون الذين تضمنتهم العيّنة صعوبة في الدخول إلى سوق العمل فمستوى التعليم للعينة متدنٍّ

بالتالي، كان الدخل الرسمي لهؤلاء الأفراد منخفضاً؛ حيث كان المتوسط حوالي 1000 يورو، كان لجهاديّ واحد فقط دخل مرتفع للغاية، بفضل تهريب المخدرات، الفقر الذي نتحدث عنه هنا نسبي، في بعض الأحيان، تُعَدِّدُ الأحكام الصادرة الممتلكات التي تمّ الاستيلاء عليها أثناء عمليات التفتيش، وعلى الرغم من الدخول المتواضعة، غالباً ما يكون للمدَّعَى عليهم هواتف ذكية وأجهزة لوحية وأجهزة كمبيوتر وأجهزة ألعاب فيديو، تبيّن عمليات المصادرة، من ناحية، أنماط الاستهلاك الموجودة عند معظم الشباب من العمر نفسه، ومن ناحية أخرى؛ تشير إلى أنّ بعض الأفراد لديهم دخل مخفيّ، يحصلون عليه في بعض الأحيان من أنشطة غير مشروعة.

 

 

الجريمة

أمكن الحصول على البيانات من السجل الجنائي لـ126 شخصاً، وتبيّن أنّ 50 منهم تلقوا إدانة واحدة على الأقل، ولم يدان 15 منهم قط، ولكن كان قد تم إبلاغ الشرطة عنهم، و61 سجلاً نظيفاً. أكثر الأسباب شيوعاً للإدانة؛ العنف والسرقة أو الاحتيال وتهريب المخدرات والجرائم المرورية.

اقرأ أيضاً: داردو سكافينو: الجهاديون ليسوا حفنة من الحمقى

كما تمّ الحصول على بيانات حول العقوبات المفروضة على 96 فرداً؛ تمّ الحُكم على 22 منهم فقط بالسجن، 4 منهم حُكم عليهم بالسجن لأكثر من عامين، فيما لم يكن من الممكن معرفة عدد الأشخاص الذين نُفّذت فيهم إجراءات بديلة عن السجن، ومهما يكن الأمر، يبدو من مجموع العيّنة أنّ بيئة السجن ليست المكان الرئيس للتطرف.

تمويل العمل الجهادي

وقد أمكن جمعُ بيانات عن طُرق تمويل 59 مداناً، تتمثل طرق التمويل الأربعة التي تم الكشف عنها، بترتيب تنازلي من حيث الأهمية: الدعم من الجماعة الجهادية، أو الداعمين لها، واستخدام المدّخرات الشخصية، واللجوء إلى وسائل إجرامية (السرقة، والاحتيال، والاتجار غير المشروع)، وتبرعات الأسرة (ليس بالضرورة أن تنضم الأسرة إلى الدافع الجهادي). في جميع الحالات، تكون المبالغ المعنيّة متواضعة: من بضع مئات إلى بضعة آلاف من اليوروهات، الأمر هنا يتعلق بجهادية منخفضة التكلفة، والتي لا تتطلب إنشاء دوائر مالية معقّدة.

أكثر الأسباب شيوعاً للإدانة هي العنف والسرقة أو الاحتيال وتهريب المخدرات والجرائم المرورية

الجنسية والدين

في عيّنة من 137 شخصاً، تمّ الحصول على بيانات حول جنسية 130 فرداً، فمن بينهم كان هناك 90 فرنسياً، و29 من ثنائيي الجنسية (14 فرنسياً، و10 فرنسيين جزائريين، و5 فرنسيين تونسيين)، و11 أجنبياً: 3 مغاربة، و3 جزائريين، و3 تونسيين، وهندي، وباكستاني.

العديد من الأفراد المدانين بارتكاب أعمال إرهابية ينتمون لخلفيات محرومة ورصيدهم الثقافي ضعيف جدّاً

تؤكّد هذه الإحصائيات وجود اتجاه لوحظ في بلدان أوروبية أخرى، منذ هجمات لندن في عام 2005: الإرهاب الذي يؤثر على فرنسا هو داخلي بشكل أساسي (الإرهاب المحلي)، معظم الأفراد المدانين وُلدوا في فرنسا وترعرعوا في هذا البلد، الأحكام تتيح الحصول على تفاصيل حول أصل والِدَيْ 125 متهماً؛ 74 هم من أبوين من المغرب الكبير، و22 من فرنسا، و12 من إفريقيا جنوب الصحراء، و7 من آسيا، و1 من هايتي، ويأتي 9 أفراد من زوجين مختلطين (8 فرنسا / المغرب العربي، 1 فرنسا / إفريقيا جنوب الصحراء)، في القيمة النسبية.

يلعب عامل الهجرة، إذاً، دوراً مُهِماً في الظاهرة الجهادية؛ هنا نجد واحدة من الأطروحات التي طوّرها توبي ناثان في كتابه The Wandering Souls""، من حيث الدين؛ تمّ جمع معلومات عن 136 مدّعَى عليهم أو متّهمين، هناك 101 مسلم بالولادة (74٪)، و35 متحوّلون إلى الإسلام (26٪). نسبة المتحوّلين أقل بكثير من تلك التي تثيرها الدراسات البحثية الأخرى، من بين المتحوّلين دينياً، يوجد، على الخصوص، مسيحيّون وملحدون، لكن يوجد أيضاً بوذيان ويهودي، تتوفر معلومات قليلة عن درجة الممارسة الدينية لعائلات المدَّعَى عليهم أو المتّهمين، لكن يبدو أن العائلات غير الملتزمة أو التقليدية هي الغالبة.

اقرأ أيضاً: العراق يسلم تركيا عشرات من أطفال الجهاديين

كخلاصة لهذا الجزء الكمّي؛ يبدو أنّ الجهاديين في العيّنة يتميّزون عن متوسط عدد السكان الفرنسيين بمستوى تعليمي واندماج مهني أكثر ضعفاً، ودرجة أعلى من الفقر، وبتورّطٍ أعلى في الجريمة، وبعلاقة أوثق بإفريقيا المغاربية وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

مسارات حياة الإرهابيين

هناك ثلاثة جوانب تتعلق بمسار حياة الإرهابيين الذين تمّت دراستهم.
1. طفولة الجهاديين
الجانب الأول يتعلق بطفولة هؤلاء الأفراد، لكن نظراً إلى أنّنا لم نتمكن من الوصول إلى استطلاعات شخصية لـ137 إرهابياً، فلم نحصل على فكرة واضحة عن المشكلات التي واجهوها في طفولتهم ومراهقتهم.
في عدد من الحالات، كانت هناك قصاصات من المعلومات، متاحة، وهي تكشف عن حالات معقدة للغاية، فيما يلي بعض الأمثلة:

تشير التقديرات إلى أنّ حوالي ثلث المواطنين الفرنسيين الذين ذهبوا إلى سوريا كانوا من النساء

• بول م: لديه أب متعدد الزوجات، توفيت والدته عندما كان عمره حوالي 10 أعوام، ترعرع على يد أخته الكبرى، وهو يَعتبِر أبناءَ أخته بمثابة إخوته الصغار.
• نيكولاس م: طفل بالتبني في سن 4 أعوام، انفصل والداه اللذين تبنّياه عندما كان عمره 12 عاماً، أصبح طفلاً جانحاً في وقت مبكر، تم وضعه في مركز تعليمي في سن 13 عاماً.
• جمال ب: يصف والده بأنّه "زعيم" أمضى أعواماً عديدة في السجن، وقد تم وضعه في سجون مختلفة.
• محمد ج: كان لديه أب عنيف، مدمن على الكحول والمخدرات، ترك الأسرة قبل ولادة أخته الصغيرة.
• يوسف إ: كثيراً ما كان يتمّ إبعاده عن والدته، ودخل المستشفى بسبب اضطرابات نفسية.
• سيدني د: لم يعرف والده، توفيت والدته، وكانت مدمنة مخدرات، توفيت عندما كان عمره 12 عاماً، تمّ وضعه في ملاجئ، وتحت رعاية عائلات.
• غيطان ف: كان له أب كحولي وعنيف، انفصل والداه عندما كان عمره حوالي خمسة عشر عاماً، توفي والده، الذي أصبح بلا مأوى، في نهاية المطاف بسبب مرض فتور حرارة الجسم.
• جوناثان د: اضطرب كثيراً بسبب انتحار والده وجدّه.

اقرأ أيضاً: لنكن صرحاء... أين الخلل في البنية العقلية الجهادية المعاصرة؟
• إبراهيم ع: لم يعرف والده، أنجبت والدته سبعة أطفال من آباء مختلفين، وقد حُكم عليها بالسجن مع وقف التنفيذ لسوء معاملته.
• سمير أ: كان له أب عنيف، في سن الـ20، فقد شقيقه التوأم في حادث سير.
بالطبع، لا يمكن أن تكون الأحداث المأساوية المرتبطة بالطفولة أو المراهقة كافية لتفسير التطرف، ومع ذلك؛ فإنّ حالات الأشخاص الراديكاليين الذين يعانون من هشاشة نفسية نتيجة حالات الصدمة التي مروا بها خلال شبابهم تبدو عديدة، بما يكفي لتبرير جُهدٍ مُهِمٍّ لرفع الوعي من جانب المصالح المسؤولة عن حماية الطفل.

أحياناً يكون الأفراد الذين يتم وصفهم على أنّهم ذئاب منفردون راسخين بشكل جيد في حركة راديكالية

2. الممارسة الدينية
الجانب الثاني من السيرة الذاتية الذي لفت انتباهنا، يتعلق بالممارسة الدينية؛ لاحظ العديد من المؤلفين انخفاض مستوى المعرفة الدينية لدى الشباب المنخرطين في الجهادية.
هكذا، كتب عالم الاجتماع فرهاد خسروشافار:
"ليست المعرفة المسبقة العميقة عن الإسلام هي التي تحفّز التطرف الديني في الضواحي؛ بل على العكس من ذلك فإنّه الجهل العميق الذي يتسبب في سرعة التصديق، وهو شكل من أشكال السذاجة الناتجة عن الجهل.. الذي يشجع على التطرف الديني".

اقرأ أيضاً: تقرير أمريكي يحذّر من نوع جديد من الجهاد..

ومع ذلك، هناك فرقان دقيقان مُهِمّان، من ناحية، هناك اختلاف في الأجيال، بالنسبة للمجموعات التي أدينت في العقد الأول من عام 2000، فمن الممكن في بعض الأحيان تحديد الأعضاء الذين عاشوا لفترة طويلة في بلد إسلامي بهدف دراسة القرآن الكريم، بالنسبة إلى غير المعرَّبين، لتعلم اللغة العربية. الحالة الأكثر رمزية، المعروفة جيداً للمتخصصين، هي حالة توماس ب. الذي حضر دورات لمدة عامين بالمملكة العربية السعودية، كما تظهر وجهات أخرى مثل مصر واليمن وموريتانيا.

من ناحية أخرى؛ في المجموعات الأكثر حداثة، يتميز الفرد بمعرفته الدينية، وبالتالي فهو يحظى باحترام بشكل خاص من قبل الأعضاء الآخرين، على سبيل المثال؛ في قضية تم الحكم فيها في عام 2014  ضمّت أكثر من عشرة أشخاص، معظمهم يبلغون من العمر عشرين عاماً وقت حدوث الوقائع، أُعتبِر الشخصُ المسمّى "الشيخ أحمد" المرجع الديني للمجموعة، إنّه أكبر من الآخرين (حوالي 50 عاماً) ويمارس الرقية.

3. تأثير المجموعة
الجانب الثالث الذي يجب ملاحظته حول عمليات التطرف هو تأثير المجموعة، في العينة التي تمّ تحليلها بواسطة إيفري لا يظهر "الذئب المنفرد"؛ هذه الفكرة أصبحت أكثر فأكثر مثارَ جدلٍ، يذهب العديد من الخبراء إلى حدّ القول إنّ المفهوم ذاته يجب أن يتم رفضه؛ لأنّه، في كثير من الأحيان، يكون الأفراد الذين يتم وصفهم على أنهم "ذئاب منفردون" هم في الواقع راسخون بشكل جيد في حركة راديكالية، وربما يكون لديهم شركاء، في الأحكام التي درسناها، عرف الكثير من المدَّعَى عليهم، أو المتهمين بعضَهم البعض لفترة طويلة، كان بعضهم في نفس الفصل في الكلية، أو يلعبون كرة القدم في نفس النادي، وكان الآخرون جيراناً.

هل السجون حاضنات للإرهابيين؟

في النقاش العام غالباً ما تُعرض السجون على أنها حاضنات للإرهابيين، وتُطرح المشكلة على النحو الآتي: هل يجب ترك الجهاديين مع السجناء الآخرين، أو تجميعهم معاً؟
تُظهر التجارب التي أجريت في الخارج وفي فرنسا؛ أنّ لكلّ حلّ من الحلول عيوبه: الخطر الأول يتمثل في توليد تلوث أيديولوجي بين السجناء "الكلاسيكيين"، والثاني قد يسمح للإرهابيين بالتخطيط لهجمات أثناء الاعتقال.
في العامين المقبلين، سيتم الإفراج عن حوالي 60 شخصاً محتجزين حالياً بسبب الإرهاب، ومن المتوقع أن تحدث ذروة في الإفراج عن الجهاديين في عام 2022.
إذا خرج هؤلاء الأشخاص من السجن وهم على نفس الدرجة من التطرف، إن لم يكن أكثر من ذي قبل، علينا أن نستعد لأيام صعبة.


المصدر: ifri.maps.arcgis.com



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية