من هو ملك القلوب الذي كرمته دبي كأحد "صنّاع الأمل"؟

ملك القلوب

من هو ملك القلوب الذي كرمته دبي كأحد "صنّاع الأمل"؟


23/02/2020

كرّم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الخميس الماضي صنّاع الأمل الخمسة المتأهلين لنهائيات مبادرة "صنّاع الأمل" بمكافأة مالية بقيمة مليون درهم إماراتي (نحو 272 ألف دولار) لكل منهم، لتبلغ قيمة جائزة "صنّاع الأمل" خمسة ملايين درهم إماراتي.

قلَّد الشيخ محمد بن راشد الدكتور مجدي يعقوب وشاح "محمد بن راشد للعمل الإنساني"، تقديراً لجهوده في مجال الطب

وأعلن الشيخ محمد بن راشد رصد ريع الحفل الختامي لمبادرة صنّاع الأمل لصالح مشروع بناء مستشفى مجدي يعقوب الخيري لعلاج أمراض القلب في مصر، والذي سيعمل على توفير العلاج المجاني وإجراء أكثر من 12,000 عملية جراحية سنوياً لمرضى القلب في العالم العربي، وتحديداً الأطفال الذين سيخصص المستشفى الجديد 70% من عملياته لهم دون مقابل.
ونشر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عبر حسابه على موقع "تويتر" صورة تجمعه بالطبيب الدكتور مجدي يعقوب الذي يعد من أشهر أطباء القلب في العالم، ولقّبته الصحافة العالمية بـ "ملك القلوب"، عرفاناً بمكانته العالمية الراسخة في تطوير علم جراحة القلب.
وتعليقاً على الصورة، قال الشيخ محمد بن راشد: "مع البروفيسور مجدي يعقوب.. يداً بيد.. نصنع أملاً جديداً.. أطال الله عمره وزاده همة وطاقة ونشاطاً في خدمة الناس".

وقلَّد الشيخ محمد بن راشد الدكتور مجدي يعقوب وشاح "محمد بن راشد للعمل الإنساني"، تقديراً لجهوده التي قدّمها في مجال الطب والأبحاث العلمية على مدار أكثر من 50 عاماً.

مشروع العام الإنساني العربي
وخلال حفل ضخم، أعلنت مبادرة "صناع الأمل" في دورة 2020 تبنّي مشروع بناء "مستشفى الدكتور مجدي يعقوب لأمراض القلب في مصر"، بوصفه مشروع العام الإنساني العربي.
كما توّج في الاحتفال ذاته، صانع الأمل أحمد الفلاسي وعائلته بلقب صانع الأمل العربي للعام 2020 بعد حصوله على أعلى نسبة تصويت خلال الحفل الختامي الحاشد الذي أقيم في كوكاكولا أرينا بدبي وحضره في دبي 12,000 شخص، إلى جانب متابعة الملايين من مختلف أنحاء الوطن العربي والعالم عبر شاشة التلفزيون وعبر قنوات التواصل الاجتماعي.

ملك القلوب
الدكتور مجدي حبيب يعقوب الملقب بـ"ملك القلوب" من مواليد 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 1935. ولد في مدينة بلبيس، بمحافظة الشرقية، بمصر، لعائلة قبطية أرثوذكسية، وتنحدر أصولها من المنيا. درس، كما تذكر "الويكيبيديا" الطب في جامعة القاهرة، وتعلّم في شيكاغو، ثم انتقل إلى بريطانيا في عام 1962 ليعمل في مستشفى الصدر بلندن، ثم أصبح أخصائي جراحات القلب والرئتين في مستشفى هارفيلد (من 1969 إلى 2001)، ومدير قسم الأبحاث العلمية والتعليم (منذ عام 1992). عُين أستاذاً في المعهد القومي للقلب والرئة في عام 1986، واهتم بتطوير تقنيات جراحات نقل القلب منذ عام 1967.

المستشفى الجديد المزمع بناؤه في القاهرة بدعم من مبادرة "صنّاع الأمل" تبلغ تكلفته 250 مليون دولار

في عام 1980 قام يعقوب بعملية نقل قلب للمريض دريك موريس، والذي أصبح أطول مريض نقل قلب أوروبي على قيد الحياة حتى موته في تموز (يوليو) 2005. من بين المشاهير الذين أجرى لهم عمليات كان الكوميدي البريطاني إريك موركامب.
منحته الملكة إليزابيث الثانية لقب "فارس" في عام 1966، ويُطلق عليه في الإعلام البريطاني لقب "ملك القلوب".
حين أصبح عمره 65 عاماً اعتزل إجراء العمليات الجراحية، واستمر كاستشاري ومُنظر لعمليات نقل الأعضاء. في عام 2006 قطع الدكتور يعقوب اعتزاله العمليات ليقود عملية معقدة تتطلب إزالة قلب مزروع في مريضة بعد شفاء قلبها الطبيعي، حيث لم يزل القلب الطبيعي للطفلة المريضة خلال عملية الزرع السابقة، والتي قام بها الدكتور مجدي يعقوب.
حصل على زمالة كلية الجراحين الملكية بلندن، وحصل على ألقاب ودرجات شرفية من كل من: جامعة برونيل، وجامعة كارديف، وجامعة لوفبرا، وجامعة ميدلسكس (جامعات بريطانية)، وكذلك من جامعة لوند بـالسويد. وله كراسٍ شرفية في جامعة لاهور بـباكستان، وجامعة سيينا بـإيطاليا.

 أعلنت مبادرة "صناع الأمل" في دورة 2020 تبنّي مشروع بناء "مستشفى الدكتور مجدي يعقوب لأمراض القلب في مصر"
في عام 1983 قام بعملية زرع قلب لرجل إنجليزي يُدعى جون مكافيرتي ليدخل بسبب تلك الجراحة موسوعة "غينيس" كأطول شخص يعيش بقلب منقول، وذلك لمدة 33 عاماً حتى توفي حزيران (يونيو) في 2016.
ونجح فريق طبي بريطاني بقيادة الدكتور مجدي يعقوب في تطوير صمام للقلب باستخدام الخلايا الجذعية، وهذا الاكتشاف الذي سيسمح باستخدام أجزاء من القلب تمت زراعتها صناعياً في غضون ثلاثة أعوام. يقول الدكتور مجدي يعقوب إنه في خلال عشرة أعوام سيتم التوصل إلى زراعة قلب كامل باستخدام الخلايا الجذعية. وكان الفريق الطبي قد نجح في استخراج الخلايا الجذعية من العظام، وزرعها وتطويرها إلى أنسجة تحولت إلى صمامات للقلب، وبوضع هذة الخلايا في بيئة من الكولاجين تكونت إلى صمامات للقلب بلغ طولها 3 سنتيمتراً.
الحزن يقتل القلب
وكتبت عنه صحيفة "البيان": في عمر السادسة والثمانين عاماً لا يزال البروفيسور مجدي يعقوب، أحد أشهر جراحي القلب في العالم، مؤمناً بأنّ الأمل هو المحفز الأساسي على الحياة، فـ "الناس لا تموت من الضغط أو التوتر أو فرط العمل. وعلى مدى تاريخ مهنتي الطويل، بت متأكداً من أنّ القلب يتوقف حين يكون حزيناً".
يقول الدكتور يعقوب: "الأمل يحيي القلب والعقل. في السابق، كنا نعتقد أنّ القلب مجرد مضخة للدماء، ثم اكتشفنا أنه مرتبط بالدماغ عن طريق شبكة أعصاب، وأنه يقوم بإفراز الهورمونات التي تساعد بتنظيم عملية السعادة. لذلك فإنّ الخطر المحدق على القلب لا يأتي من الإرهاق أو العمل الشاق، بل من الحزن. الحزن شيء قاس. يجعل عضلة القلب تتضخم ويقتل صاحبه. إذا عملت لمدة 16 ساعة يومياً فإنّ خطر إصابتك بتعب أو قصور في القلب أقل بكثير من إمكانية إصابتك بنوبة قلبية بسبب الحزن. لذلك رسالتي دوماً إلى الناس أن يبحثوا عما يبهج قلوبهم".

وبسؤاله: هل هذا يعني أننا "شعوب حزينة"؟ أجاب الطبيب المصري "لا أقول حزينة بمقدار ما أقول يائسة في كثير من الأحيان. ترغب بالتقدم والتطور ولا تجد الأدوات. ولكن اليوم لدينا أمل. أنظر إلى دبي. أنظر إلى مبادرة صنّاع الأمل. ويحتاج الأمر إلى تكاتف الجميع".

وسألته "البيان": تقول إنّ إيجاد حلول لمشكلات القلب عند الأطفال أهم بالنسبة لك من كل الألقاب عالية المستوى التي حصلت عليها، وأنت مكرم من ملكة بريطانيا وتحمل وصف "ملك القلوب" من الأميرة ديانا، وسماك صديقك الراحل عمر الشريف: "شبيه الأم تيريزا". كل ذلك لا يعنيك؟
"بالتأكيد يعنيني، وأشعر بالتقدير والامتنان لكل من ذكرت وغيرهم. لكن الأطفال هم المستقبل. ومنذ أن كنت طفلاً وشهدت حادثة فقدان طفل في عائلتنا بمرض القلب، أخذت على عاتقي مهمة أن أخفف من معاناتهم في هذا المجال. ولا يزال هذا الهدف نصب عيني كل يوم".
ورصدت مبادرة "صنّاع الأمل" الأكبر من نوعها عربياً لتكريم أصحاب العطاء ريع حفلها الختامي هذا العام لصالح مشروع العام الإنساني وهو بناء وتجهيز مستشفى البروفيسور مجدي يعقوب لعلاج أمراض القلب الخيري في مصر، الذي سيصبح لدى إنجازه أكبر المؤسسات الطبية المتخصصة في أمراض وجراحات القلب في العالم العربي.
رعاية لمرضى القلب بلا مقابل
ويقدم المستشفى خدمات الرعاية الصحية عالمية المستوى دون مقابل لمرضى القلب ممن لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج والأدوية والمتابعة الصحية. ويضم مجموعة متكاملة من العيادات الخارجية التي تتجاوز طاقاتها الاستيعابية السنوية أكثر من 80 ألف مريض سنوياً. فيما يستطيع المستشفى الجديد بتجهيزاته الحديثة وغرف عملياته عالمية المستوى إجراء 12 ألف عملية جراحة سنوياً؛ 70 في المائة منها للأطفال.

د. مجدي يعقوب: الخطر المحدق على القلب لا يأتي من الإرهاق أو العمل الشاق، بل من الحزن

ويوفر المستشفى التدريب لأكثر من 1000 طبيب وجراح مختص في أمراض القلب، وذلك ضمن مركز التعليم والتدريب التابع لمؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب، فيما يضع الكادر الطبي والعلمي والبحثي في المستشفى خريطة جينية تفصيلية لأمراض القلب في العالم العربي، استناداً إلى سجلات الحالات ونتائج الأبحاث وحصيلة الخبرات والمشاهدات العلمية لتطوير آليات التشخيص والتدخل العلاجي المبكر لأمراض القلب في المنطقة العربية.
وكشف الدكتور مجدي إسحاق، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مجدي يعقوب لجراحات القلب، أنّ المستشفى الجديد المزمع بناؤه في القاهرة بدعم من مبادرة "صنّاع الأمل" تبلغ تكلفته 250 مليون دولار، بينما تبلغ تكلفة إدارته السنوية 40 مليون دولار.
وقال إسحاق لصحيفة "البيان": "بوسعي أن أعلن اليوم من دبي أننا بتنا نداً حقيقياً للغرب في هذا المجال. إنّ المركز البحثي الذي ستضمه المستشفى وأكاديمية التدريب ستكون ليست الأضخم في المنطقة فحسب ولكن أيضاً في العالم كله".
وأضاف: "زارنا قبل فترة وفد أمريكي في المستشفى الحالي في أسوان، وتمنى علينا أن نقبل تدريب مبتعثين أمريكيين في مشروعاتنا الحالية والمقبلة، وهذا تأكيد على أنّ المعادلة مع الغرب باتت ندية".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية