ميليشيا الحوثي.. تنظيم إرهابي

ميليشيا الحوثي.. تنظيم إرهابي


18/01/2021

صلاح الجودر

خبر تصنيف ميليشيا الحوثيين باليمن جماعة ارهابية لم يكن مستغربًا أو وليد اللحظة، فمنذ العملية الانقلابية على الشرعية اليمنية في العام 2014 وهذه الجماعة تمارس أبشع صور العنف والارهاب والتجويع للشعب اليمني، بل وترفض كل الحلول والوسائط لإخراج الشعب اليمني مما فيه، فرغم الحالة الاجتماعية الصعبة التي كان يعيشها هذا الشعب الا أن جماعة الحوثي زادت من معاناته، وأصبحت الحالة الإنسانية باليمن يرثى لها، فهي بين كماشة الفقر والجوع والارهاب الحوثي!.

ومؤخرًا أدرجت الحكومة الأمريكية الحوثيين في اليمن على قائمتها السوداء، واعتبرت ثلاثة من قادتها إرهابيين دوليين (عبدالملك الحوثي وعبدالخالق بدرالدين الحوثي وعبدالله يحيى الحكيم)، وهذا التصنيف يسعى لمحاسبة القادة الحوثيين على أعمالهم الارهابية خلال السنوات الماضية، خاصة هجماتهم المتكررة على السكان المدنيين، والمدن السعودية وكذلك طريق التجارة العابر لمضيق باب المندب.

الأراضي اليمنية التي تحتلها جماعة الحوثي القادمة من صعدة هي اليوم أشبه بالأرض المحروقة، لا ماء ولا طعام ولا كهرباء ولا دواء، فاصبحت تلك الميليشيا رأس الحربة الإيرانية المسمومة في خاصرة الأمة العربية والإسلامية من بوابة اليمن السعيد!، فقد حاصرت تلك الميليشيا الرئيس الشرعي (عبدربه منصور هادي) ورئيس الوزراء، واغتالوا الرئيس السابق علي عبدالله صالح، واعتقلوا القادة العسكريين، وفككوا الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة، وسرقوا أموال الدولة من البنك المركزي، وما خفي كان أعظم.

القرار الامريكي الأخير بتصنيف ميليشيا الحوثي (منظمة ارهابية) هي بداية التضيق على تلك الجماعة لدفعها للحلول السلمية من إلقاء السلاح والجلوس على طاولة الحوار وترك الشعب اليمني يقرر مصيره، فهذا القرار يفضح الممارسات التي قامت بها ميليشيا الحوثي منذ احتلال صنعاء، الممارسات التي تستهدف دول المنطقة برمتها، لذا لابد من ردع تلك الميليشيا، وإنهاء الغوغائية التي تقوم بها نيابة عن راعية الارهاب بالمنطقة (إيران).

القرار الامريكي مع أنه تأخر ستة أعوام الا أنه أفضل من أن لا يأتي، لذا هذه الخطوة يجب أن تتبعها خطوات تحاصر الحوثي، فيجب فرض عقوبات حظر السفر وتجميد الأموال ومراقبة دخول السلاح ومطاردة الحوثيين المطلوبين للعدالة وعدم منح حق اللجوء السياسي.

إن تصنيف ميليشيا الحوثي منظمة ارهابية سيفتح الطريق لمحاكمة قادة هذا التنظيم على الجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب اليمني ودول الجوار، وسيتم مراقبة مرور الأموال وتجميدها، ووضع قيود على النشاط الاقتصادي للميليشيا، وجميعها للحد من نشاط ميليشيا الحوثي الارهابية التي تسرق الإغاثات الانسانية، فقد ذكر بعض مسئولي برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة بأن (الحوثيين يوزعون حوالي نصف المساعدات الغذائية التي تقدمها الأمم المتحدة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، فيما يوزع النصف الآخر على مسلحيهم أو يبيعونه في السوق السوداء)، وذكرت شبكة (سي.أن.أن) إلى (أن العالم يعمل على تأمين الغذاء لنحو 16 مليون يمني بحاجة إلى الطعام، لتأتي ميليشيا الحوثي فتحول وجهة المساعدات بقوة السلاح إلى مسلحيها، وتحول المعونات من مساعدة إلى وسيلة قتل جديدة)، وذكر المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي (ديفيد بيزلي) لصوصية الحوثيين، وكشف أن مساعدات غذائية شهرية قيمتها 175 مليون دولار جرى توجيهها إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين، للمساعدة في تمويل الصراع.

اعتبار ميليشيا الحوثي جماعة ارهابية سيقطع علاقتها مع حلفائها بخاصة إيران الداعم الرئيس، وسيمنع الإمدادات عنها، وهذا القرار يعتبر (جزء من احترام المجتمع الدولي لمبادئ حقوق الإنسان والالتزام بصيانة الأمن والسلم الدوليين) كما جاء عن وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني في تغريدة له،

القرار الامريكي بتصنيف ميليشيا الحوثي منظمة ارهابية كشف ضعف المنظمات التابعة للأمم المتحدة والتي تأخرت كثيراً عن تصنيف هذه الجماعة رغم ما تشاهده من إجرام في حق الشعب اليمني، فرغم اعترافها باجرام الحوثي وميليشياته من قتل وتخريب وتدمير وتهجير وسرقة للمساعدات الإنسانية الا أنها لم تحرك ساكناً، الأمر الذي زاد من أمد الحرب ومعاناة اليمنيين.

القرار الامريكي بلا شك خطوة لمحاصرة الحوثيين ودفعهم للحوار، فاستقرار المنطقة يبدأ من تأمين الممرات المائية ومنها مضيق باب المندب، وادراج ميليشيا الحوثي على قائمة الارهاب واعتبارها تنظيم ارهابي هي محاولة لتقطيع أذرع إيران بالمنطقة، ويبقى الدور على حزب الله اللبناني والحشد الشعبي العراقي، وإن غداء لناظره لقريب

عن صحيفة "الأيام"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية