مي سكاف ترحل وهي تهتف "لسوريا العظيمة لا سوريا الأسد"

مي سكاف ترحل وهي تهتف "لسوريا العظيمة لا سوريا الأسد"


23/07/2018

غيّب الموت، في العاصمة الفرنسية باريس اليوم الإثنين، الفنانة السورية مي سكاف، التي يطلق عليها المعارضون لنظام بشار الأسد "أيقونة الثورة السورية" نظراً لمقاومتها الشجاعة لنظام الاستبداد في دمشق؛ حيث كانت نبرة معارضتها في الآونة الأخيرة شديدة ومعجونة باللوعة والألم.

وخلال الثورة السورية، أعلنت سكاف رفضها لنظام الأسد. وفي أثناء مظاهرة سلمية مع عدد من المثقفين تم اعتقالها، وتم إطلاق سراحها، بانتظار موعد محاكمتها، لكنها توجهت بشكل سري مع ابنها إلى الأردن، ثم انتقلت إلى باريس، لتشهق هناك أنفاسها الأخيرة.

آخر ما نشرته مي سكاف في صفحتها على الفيسبوك

نوبة قلبية مفاجئة

وأفاد مقربون من الفنانة الراحلة في تصريح لـ"حفريات" بأنّ سبب الوفاة، "نوبة قلبية مفاجئة" داهمت سكاف، وأخمدت صوتها، وهي في قمة عطائها؛ إذ تذكر "الويكيبيديا" أنها من مواليد 13 نيسان (أبريل) 1969، ولها باع طويل في الدراما التلفزيونية والسينمائية والمسرحية.

وحققت سكاف، في بداياتها، نوعاً من التألق في دور (تيما) في مسلسل (العبابيد) مما لفت إليها الأنظار، فتنوعت أدوارها بين الشاشتين الكبيرة والصغيرة. بدأت موهبتها منذ أن كانت تدرس في جامعة دمشق (قسم الأدب الفرنسي)؛ حيث كانت تشارك زملاءها طلبة الجامعة في تقديم أعمال مسرحية في المركز الثقافي الفرنسي، وقد لفتت اهتمام المخرج السينمائي ماهر كدو، الذي اختارها لبطولة فيلمه (صهيل الجهات)، عام 1991 فتألقت من جديد في هذا الفيلم مما شجع المخرج السينمائي عبد اللطيف عبد الحميد على اختيارها لفيلمه (صعود المطر).

خلال الثورة السورية أعلنت سكاف رفضها لنظام الأسد. وفي أثناء مظاهرة سلمية مع عدد من المثقفين تم اعتقالها

بدأت ظهورها التلفزيوني تحت إدارة المخرج نبيل المالح الذي اختارها لمسلسله (أسرار الشاشة).

شاركت سكاف، كذلك، في مسلسل (البواسل) مع المخرج نجدت أنزور، وفي مسلسل (بيت العيلة) من تأليف دلع الرحبي وإخراج هند ميداني. بعد ذلك ظهرت في عمل مختلف، في مسلسل بعنوان (لشو الحكي) للمخرج رضوان شاهين؛ حيث أدت في عدة أدوار، في حكايات منفصلة، الواحدة عن الأخرى، والمسلسل صامت، ومدة كل حلقة فيه لا تتجاوز العشرين دقيقة، ويشترك فيه مجموعة من الممثلين منهم على سبيل المثال بسام كوسا وكاريس بشار.

العودة بفيلم "سراب"

وفي عام 2017 عادت سكاف إلى عالم السينما من خلال فيلم قصير تم تصويره في العاصمة الفرنسية باريس بعنوان "سراب"، تقوم فيه سكاف بدور "ريما مرشيليان" وهي سيدة سورية هاجرت إلى فرنسا خلال سنوات الثورة السورية، وفي خضم الانتخابات الفرنسية الأخيرة يراودها حلم بأن تصبح أول امرأة تحكم بلداً عربياً .

ونعى سكاف على مواقع التواصل الاجتماعي، عدد من أصدقائها وصديقاتها، ورصدت "حفريات" تعابير الحزن من خلال "الفيسبوك"؛ حيث كتبت الفنانة يارا صبري "مي اسكاف. نوبة قلبية، راحة أبدية. وداعاً مي الحبيبة".

كتبت الفنانة يارا صبري "مي اسكاف. نوبة قلبية، راحة أبدية. وداعاً مي الحبيبة"

مي الثائرة

وتساءل المخرج المسرحي نبيل الخطيب "مي الغالية والثائرة والشريفة...ليش؟؟؟". في حين كتبت الفنانة أسماء مصطفى "توفيت الفنانة المناضلة (مي سكاف) قبل ساعتين في العاصمة الفرنسيه باريس إثر نوبة قلبية حادة. وجعني قلبي كتيررر. مي سكاف لِسَّه بكير ...حاكيتك وأنا بفرنسا ..وكان صعب نلتقي ...لِسَّه بكير ..قلنا بلكي جمعنا الميدان ..وباب توما ..أول مره لتقينا ..ب2005 مهرجان الرقه المسرحي.. بكير ياسمينة الشام... رحتي بالغربة... لروحك السلام والرحمة..ولف طل.. وولف راح.. هيك العمر".

المخرج المسرحي نبيل الخطيب "مي الغالية والثائرة والشريفة...ليش؟؟؟"

وكان آخر ما نشرته مي سكاف على صفحتها في "الفيسبوك" يوم 21 من الشهر الجاري: " لن أفقد الأمل... لن أفقد الأمل.. إنها سوريا العظيمة وليست سوريا الأسد".

ما كتبته الفنانة أسماء مصطفى في صفحتها على الفيسبوك

الصفحة الرئيسية