نشأت ليس الوحيد.. تعرف إلى أشهر 7 مدعين للنبوة في العصر الحديث‎

نشأت ليس الوحيد.. تعرف إلى أشهر 7 مدعين للنبوة في العصر الحديث‎


17/01/2022

ظهر مؤخراً شخص غريب الأطوار يدعى "نشأت مجد النور"، تسبب في إثارة ضجة كبيرة في العالم العربي بعدما قدمته عالمة الفلك كارمن شماس في مقطع فيديو على صفحتها في موقع "فيسبوك"، حيث ادعى أنه نبي، ودعا الناس إلى اتباع الديانة التي أُرسل بها، مطلقاً عليها اسم "الديانة النورانية".

وهذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها شخص يدعي النبوة؛ فهي ظاهرة تاريخية وتتواجد في مختلف الأزمنة والمجتمعات وليست وليدة اللحظة.

وفي هذا التقرير ترصد لكم "حفريات" أبرز 5 أشخاص ادعوا النبوة في التاريخ المعاصر: 

نشأت مجد النور

ظهر  نشأت مجد النور الذي "أرسلته السماء لإنقاذ البشر"، وفق زعمه، حاملاً عصا يفترض أنها تشفي من جميع الأمراض، واضعاً على جبهته وسومات غير مفهومة يفترض أنها خاتم النبوة، كما ادعى.

اقرأ أيضاً: "النبي نشأت": رسول الزهرة لإنقاذ البشر من دجاج كنتاكي

وتتلخص دعوة "النبي الجديد" في أنه إذا كنت تحب دجاج كنتاكي أو أي نوع من الدجاج عموماً، حتى الذي تطهوه في المنزل، فسينقرك في نار جهنم. لكنك لن تصل نار جهنم بالتأكيد، فهي مخصصة للقديسين، أما "أسفل السافلين" مثلي ومثلك فلن يذهبوا إلى النار، بل سيعيشون حيوات أخرى كدجاج يقتلهم الناس.

كما هدد مدعي النبوة في لبنان، البلدان التي ترفض الدخول في دينه، بضرب الزلازل لهم بشكل مستمر، زاعماً أنه يملك القدرة على الحديث مع الحيوانات والنباتات، محذراً من أن كورونا وغيره من مظاهر غضب السماء على الأرض ستستمر عبر "غربلة البشر" إن لم يتحول البشر إلى النباتية.

هدد مدعي النبوة في لبنان، البلدان التي ترفض الدخول في دينه، بضرب الزلازل لهم بشكل مستمر، زاعماً أنه يملك القدرة على الحديث مع الحيوانات والنباتات

ورغم أنّ ظهور نشأت بدأ في تشرين الثاني (نوفمبر) 2020، عبر مقاطع فيديو بثها على "يوتيوب"، إلا أنه لم يلقَ رواجاً بين رواد الإنترنت قبل تقديمه من قبل الفلكية اللبنانية التي يتابعها الملايين عبر مواقع التواصل.

وخلال تقيمها "النبي الجديد" قالت شماس: "هنيئاً للبنان بوجود الحكيم على أرضه أجل هنيئاً لنا نحن بوجود مرسل من السماء لمساعدة البشر والأرض انطلاقاً من أرض لبنان الحبيب..".

النبي هيثم

ظهر في مطلع القرن الواحد والعشرين في سوريا، وكان له الكثير من المؤيدين يُطلق عليهم "أتباع النبي هيثم"، ويأتمرون بأمره دون أي تفكير حتى أنه كان إذا طلب منهم قتل أي شخص لا يتوانون عن ذلك، كونهم يعتقدون بأنه نبي، وطلب ذات مرة من أتباعه الخروج ليلاً وتقليد نباح الكلب، واستجابوا له وفعلوا ذلك حتى ساعات الصباح الأولى.

اقرأ أيضاً: ادعاء النبوة: قضية عابرة أم أبعد من ذلك؟

وفي عام 2005 ألقي القبض عليه بتهمة التحريض على القتل، ووضع في سجن "إدلب"، ولكنه قام بالتعاون مع أتباعه بإثارة العديد من حوادث الشغب، مما دفع إدارة السجن أن تنقله إلى سجن "حارم" الذي يقع خارج المدينة.

ولكن ذلك لم يمنع أنصاره المسجونين أن يقوموا باحتجاز مدير السجن وعدد من أفراد الشرطة، بعد استيلائهم على بعض الأسلحة من الحرس، ولم تنجح السلطات في حل الأزمة إلا بعد الاستعانة بهيثم، الذي حضر إلى السجن وأمر أتباعه بترك مدير السجن والعودة إلى زنازينهم، فما كان منهم إلا أن امتثلوا لأمره.

الشيخة منال

ولم يقتصر ادعاء النبوة على الرجال؛ ففي تسعينيات القرن الماضي ذاع صيت امرأة مصرية تدعى "الشيخة منال" ادعت أنّ لديها قدرة على شفاء الأمراض وممارسة السحر والشعوذة.

منال وحيد مناع، مدعية النبوة في مصر

وادعت السيدة، التي أودعت السجن عام 1999، هي ومجموعة من أتباعها، أن بيتها هو مسجد الرسول والصحابة، وأن الملائكة والصحابة يتسامرون معها، مستمدة ادعاءاتها من الشريعة الإسلامية. 

وكان قد سبقها بهذه الادعاءات عمّها عمر حسانين الذي ادعى النبوة ومات في السجن بعد اعتقاله، مدعية أنه يؤدي مناسك الحج عن أتباعها بالنيابة فأسقطت عنهم هذه الفريضة.

صلاح شعيشع

 يعد الطبيب صلاح شعيشع، المولود عام 1922، من أبرز مدعي النبوة في العصر الحديث،  قبل أن يُلقى القبض عليه العام 1985 ويحكم عليه بالسجن 5 أعوام بتهم الاحتيال وازدراء الأديان.

 وقد اشتهر شعيشع قبل ذلك بإجراء عمليات الإجهاض في عيادته بالإسكندرية التي حوّلها في السبعينيات إلى مقر لدعوته التي بدأت بزعمه أن روح الرسول، صلى الله عليه وسلم، تلبّسته وجعلته يكمل دعوته بعد تفشي الفساد.

 لم يقتصر ادعاء النبوة على الرجال؛ ففي تسعينيات القرن الماضي ذاع صيت امرأة مصرية تدعى "الشيخة منال" ادعت أنّ لديها قدرة على شفاء الأمراض وممارسة السحر والشعوذة

 وبدأ شعيشع نشاطه "الديني" قبل ذلك في أوائل الستينيات حين اهتم بتحضير الأرواح، والالتقاء بمدعي التعامل مع الجان، ثم اتجه إلى الصوفية وأنشأ جماعة خاصة به، لكن لم يلبث أن انفض عنه أنصاره.

والغريب في قصة شعيشع أن أتباعه لم يقتصروا على البسطاء بل كان منهم أطباء وأساتذة جامعيون ومهندسون وبعض من كبار رجال الأعمال في الإسكندرية، وكانت له طقوس غريبة يمارسها مع أتباعه كتقبيل الرجال والنساء من أفواههم فيما كان يسميه "القبلة المحمدية القدسية"، وكان يفرض على أتباعه الإتاوات وفروض الصلاة والحج والزكاة والصيام.  

النبية الماركسية ثريا منقوش

كانت منقوش تعتنق الفكر الماركسي، وعضوة في الحزب الاشتراكي اليمني، قبل أن تبدأ قصتها مع النبوة عام‏ 1982، عندما كانت في زيارة لإحدى دول المغرب العربي، حيث تقول: "حصلت معي أحداث ربانية عظيمة وكبيرة، خلال ليلتين متتابعتين وهو ما يسمى بعث الله للنبي، ونتيجة لوعي وجداني رأيت أن الوقت قد حان من أجل أن أبلغ الناس‏".

وخلال انعقاد اجتماعات للحزب الاشتراكي اليمني وزعت ثريا بياناً يحتوي على تفاصيل نبوءتها وتطلب تصديقها والإيمان بها‏، و‏يبدأ بيان ثريا بالآية الكريمة: ‏"يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك"، وكتبت في إحدى فقراته: "حينما تختل الموازين على الأرض ويعبث الإنسان بأخيه الإنسان وتنتشر الشرور وتتداخل القيم المتناقضة ويمسي الفجور والظلم والجبروت قيماً تحكم الناس وتتحكم بحياتهم، حينها تتدخل السماء ليصطفي الله رسولا من الناس‏".

تؤكد ثريا التي كانت تعتنق الفكر الماركسي أن دعوتها رسالة سماوية، وليس فيها أي عبقرية وليست على شاكلة أفكار ماركس وهيجل، وأن ما في وجدانها أفضل مما لديهم وأفضل من كل عباقرة العالم

وتؤكد ثريا التي كانت تعتنق الفكر الماركسي أن دعوتها رسالة سماوية، وليس فيها أي عبقرية وليست على شاكلة أفكار ماركس وهيجل، وأن ما في وجدانها أفضل مما لديهم وأفضل من كل عباقرة العالم، كما تصر منقوش على أنّ رسالتها كونية للبشرية بأسرها وتشريع ومنهج للعالم‏. ‏

يذكر أنه حتى اليوم لم يصدر أي رد فعل رسمي، من مؤسسات الدولة اليمنية تجاه ما تطرحه ثريا في مقالاتها وندواتها، وكان آخرها مقال نشرته في موقع "يمن برس" عام 2015، قالت فيه: "ها أنا أوصلها لكل البشرية أنا أولى المرسلات، ختم ابن عبد الله الرسل في الذكور، وفتحتها للمرحلة القادمة التي ستستمر حتى قيام الساعة التي ﻻ يعلمها أحد سواك، وشرفتني بهذه البداية، فأنا أولى المرسلات كما كان محمد خاتم النبيين".

المهدي المنتظر!

بدأت قصة محمد عبدالله القحطاني، عندما وصفه صديقه، جهيمان بن محمد بن سيف العتيبي: بأنه "المهدي المنتظر"، الذي سيحرر الجزيرة العربية والعالم بأكمله من الظالمين، مستنداً في حديثه لصديقه على ما أطلق عليه "رؤية" أتته في المنام، عام 1979.

وبتاريخ 20 تشرين الثاني (نوفمبر) 1979، ومع رفع آذان الفجر في الحرم المكي، اندس القحطاني والعتيبي وجماعتهم وسط جموع المصلين قاصدين الصلاة أمام الكعبة، يحملون نعوشاً أقنعوا الحراس بكونها تحمل أمواتاً سيصلون عليهم بعد الفجر، لكنها احتوت أسلحة.

محمد عبدالله القحطاني

وبعد امتلاء الحرم بالمصلين وانتهاء الصلاة، وقف "العتيبي والقحطاني" أمام المصلين معلنين نبأ ظهور "المهدي المنتظر" وفراره إلى الكعبة من "أعداء الله"، وفي التوقيت نفسه، أوصد رجال القحطاني والعتيبي أبواب الحرم، وأخرجوا الأسلحة من النعوش التي أدخلوها واحتجزوا كل من داخل حرم الكعبة.

بدأت قصة محمد عبدالله القحطاني، عندما وصفه صديقه، جهيمان بن محمد بن سيف العتيبي: بأنه "المهدي المنتظر"، الذي سيحرر الجزيرة العربية والعالم بأكمله من الظالمين

وحاولت السلطات السعودية إقناع العتيبي وصديقه وأتباعهما بالاستسلام وإخراج الرهائن إلا أن كل المحاولات فشلت طوال 15 يوماً.

وعندما فقدت السلطات السعودية الأمل في التفاهم مع الجماعة، نفذت قوات الكوماندوز السعودية هجوماً شاملًا حتى حررت الحرم. وكانت نقطة التحول في المعركة، مقتل (محمد بن عبدالله العتيبي) نفسه، الذي ادعى أنه "المهدي المنتظر"، ليستفيق أتباعه على الحقيقة الصادمة، فقد ظنوا أنه لا يموت باعتباره المهدي المنتظر كما تم القبض على جهيمان بن محمد بن سيف العتيبي ومن تبقى من أتباعه.

رشاد خليفة

في مطلع عام 1980 أعلن رشاد خليفة وهو كيميائي مصري كان يعيش بالولايات المتحدة، أن جبريل أنزل إليه بوحي من الله، وأمره بالإعلان عن رسالته بحلول عام 1988، وإن القرآن لم ينفِ وجود الرسل بعد محمد، وإنما ينفي نزول الأنبياء، كما أكد على أنّ معجزة القرآن لا تكمن في فصاحته كما يشاع، وإنما تكمن في الرقم 19، وأنّ الكتاب مكون من هذا الرقم ومضاعفاته.

وكانت لخليفة الكثير من الآراء المثيرة من الجدل أبرزها: أن طاعة الرسول محمد عليه السلام واجبة فيما أتى به من القرآن فقط، وكان يعتبر الإخوان المسلمين والخميني والشيعة جميعهم في النار.

وظل يدعو إلى أتباعه من خلال مواعظه في مسجد "توسان" الذي أسسه في ولاية "أريزونا" الأمريكية، إلى أن عثرت الشرطة الأمريكية عليه غارقاً في دمائه داخل مطبخ منزله يوم 31 كانون ثاني (يناير) 1990، وبعد عامين على مقتله أُعلن عن إلقاء القبض على بعض أتباعه بتهمة ارتكابهم جريمة قتله.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية