هجوم أربيل... هل يفتح النار على الميليشيات العراقية الموالية لإيران؟

هجوم أربيل... هل يفتح النار على الميليشيات العراقية الموالية لإيران؟


16/02/2021

أعلن التحالف الدولي مقتل مقاول مدني وجرح 6، بينهم جندي أمريكي، في قصف صاروخي استهدف مساء أمس مطار أربيل في إقليم كردستان العراق، وقد أعلنت سلطات الإقليم أنها عثرت على السيارة التي أطلقـت منها الصواريخ، وتبنّت الهجوم مجموعة تُسمّي نفسها "سرايا أولياء الدم".

وأطلقت 3 صواريخ، على الأقل، على أربيل عاصمة كردستان العراق، أصاب أحدها مجمّعاً عسكرياً في مطار المدينة تتمركز فيه قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".

وأكّد المتحدث باسم التحالف الكولونيل واين ماروتو، في تصريح نقلته وكالة "فرانس برس"، أنّ المتعاقد الذي قتل ليس عراقياً، لكنّه لم يُعطِ تفاصيل حول جنسيته.

التحالف الدولي يعلن مقتل مقاول مدني وجرح 6، بينهم جندي أمريكي، في قصف صاروخي استهدف مطار أربيل

وفي السياق، ذكرت وزارة الداخلية في إقليم كردستان في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع) أمس أنه في الساعة 9:30 تمّ إطلاق عدد من الصواريخ نحو مدينة أربيل وضواحيها، حيث سقطت على مواقع عديدة.

اقرأ أيضاً: لماذا لا تصفّي تركيا حساباتها خارج إقليم كردستان العراق؟

وأضافت: إنّ الجهات المعنية ما تزال تواصل متابعتها وتحقيقاتها بهذا الصدد، داعية المواطنين إلى الابتعاد عن الأماكن المستهدفة ولزوم المنازل.

وقال مصدر أمني كردي: إنّ 8 صواريخ سقطت على مدينة أربيل العراقية، استهدفت محيط مطارها الدولي وأحياء سكنية، ممّا أدى إلى توقف حركة الملاحة في المطار.

 

مصدر أمني كردي: 8 صواريخ سقطت على مدينة أربيل العراقية، استهدفت محيط مطارها الدولي وأحياء سكنية

 

وأوضح بيان لقوات مكافحة الإرهاب الكردية أنّ 3 من الصواريخ الـ8 استهدفت مطار أربيل؛ اثنان منها سقطا بالقرب من أسوار المطار، ومرّ الثالث بأجواء المطار.

وتصدّت مضادات التحالف الدولي لعدة صواريخ أطلقت على المطار.

ولم يتضح على الفور ما إذا كان الهجوم استهدف قاعدة عسكرية أمريكية موجودة قرب المطار وتضمّ قوات أمريكية.

هذا، وحلقت مروحيات القوات الأمريكية فوق مطار أربيل ومحيط المدينة بحثاً عن مصادر الصواريخ، حسبما نقلت "سكاي نيوز".

وأظهرت لقطات مصورة بثتها قنوات تلفزيونية محلية سيارات مدمرة وزجاجاً محطماً يغطي منطقة سقطت فيها إحدى القذائف.

واتهمت سلطات الإقليم فصائل الحشد الشعبي بالمسؤولية عن الهجوم الصاروخي، على اعتبار أنها انطلقت من سهل نينوى شمالي البلاد حيث تنتشر فصائل الحشد.

وأكد مصدران أمنيان لـ"فرانس برس" أنّ الهجوم شُنّ من داخل أراضي كردستان العراق، وقال مسؤول أمريكي: إنّ الصواريخ هي من عيار 107 ملم، وإنّها أطلقت من منطقة تقع على بعد نحو 8 كيلومترات إلى الغرب من أربيل.

 

ميليشيا عراقية موالية لإيران تطلق على نفسها اسم "سرايا أولياء الدم" تعلن مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي

 

وزعمت ميليشيا عراقية موالية لإيران تطلق على نفسها اسم "سرايا أولياء الدم"، اليوم الثلاثاء، مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي الذي استهدف مطار أربيل ومحيطه.

وقال بيان صادر عمّا يُعرف بـ "سرايا أولياء الدم" اليوم: إنه "في تمام الساعة التاسعة و15 دقيقة من أمس تمكّن رجالكم في سرايا أولياء الدم من القيام بعملية نوعية ضد الاحتلال الأمريكي في شمالنا الحبيب، حيث اقتربنا من قاعدة الاحتلال (الحرير) في أربيل بمسافة 7 كيلو مترات، وتمكّنا من توجيه ضربة قاصمة قوامها 24 صاروخاً أصابت أهدافها بدقة بعد أن فشلت منظومة CRAM وقذائف الاحتلال من اعتراضها، ممّا أدى إلى أضرار جسيمة بآليات ومخازن وطائرات الاحتلال وسقوط العديد من الإصابات في صفوف عناصرهم المحتلة".

اقرأ أيضاً: هل يشهد إقليم كردستان العراق "ربيعاً كردياً"؟

والعام الماضي، ظهر نحو 10 مجموعات تبنّت إطلاق صواريخ، لكنّ مسؤولين عراقيين وأمريكيين اعتبروا تلك المجموعات "واجهة" لفصائل مسلّحة موالية لإيران على غرار "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق".

وتعارض هاتان المجموعتان بشدّة التحالف العسكري الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والمنتشر في العراق منذ العام 2014 لمساعدة القوات المحلية في التصدي لتنظيم داعش.

وسبق أن استهدفت المرافق العسكرية والدبلوماسية الغربية بعشرات الصواريخ والعبوات الناسفة منذ خريف العام 2019، لكنّ غالبية أعمال العنف تركّزت في العاصمة بغداد.

وفي 30 أيلول (سبتمبر) الماضي، سقطت 6 صواريخ كاتيوشا قرب مطار أربيل، وهو هجوم ألقى فيه جهاز مكافحة الإرهاب في كردستان العراق باللوم على جماعات مسلحة شيعية عراقية مدعومة من إيران.

 

الرئيس العراقي: الهجوم على أربيل تصعيد خطير وعمل إرهابي إجرامي يستهدف الجهود الوطنية لحماية أمن البلاد

 

وعن ردود الأفعال الرسمية حول الهجوم، وصف الرئيس العراقي برهم صالح الهجوم بأنه تصعيد خطير وعمل إرهابي إجرامي يستهدف الجهود الوطنية لحماية أمن البلاد وسلامة المواطنين.

وقال: إنه لا خيار إلّا تعزيز الجهود لاستئصال قوى الإرهاب والمحاولات الرامية للزج بالبلد في الفوضى. ووصف ما يجري بأنها معركة الدولة والسيادة ضد الإرهاب والخارجين عن القانون.

وكتب رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور البارزاني على حسابه في تويتر: "أدين بأشد العبارات الهجمات الصاروخية على أربيل، وأحث جميع الكردستانيين على التزام الهدوء".

وأضاف: "لقد أوعزت إلى الأجهزة الأمنية بالشروع في فتح تحقيق شامل، وقد تحدثت مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بشأن سبل التعاون للعثور على الخارجين عن القانون الذين ارتكبوا هذا العمل الإرهابي".

بدوره، أعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في اتصال هاتفي مع رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور البارزاني، عن غضب بلاده من الهجوم، وأضاف أنه تعهد بتقديم دعم بلاده للتحقيق في الهجوم ومحاسبة المسؤولين عنه، وفق ما نقلت شبكة "سي إن إن".

وقالت مبعوثة الأمم المتحدة إلى العراق جينين هينيس بلاسخارت: "ندعو لحماية العراق من التناحرات الخارجية، وإلى ضرورة ضبط النفس والتعاون الوثيق بين بغداد وأربيل لمحاسبة المسؤولين عن الهجوم على مطار أربيل".

اقرأ أيضاً: الضربات الجوية التركية تواصل قتل المدنيين في كردستان العراق

بدورها، ندّدت القنصلية الهولندية في مدينة أربيل بالهجوم، وأعربت عن حزنها لوقوع عدد من الضحايا في صفوف المدنيين وبين قوات التحالف الدولي.

ومن المتوقع أن تكون أربيل، التي تقع في إقليم كردستان شبه المستقل وتستضيف قوات أمريكية، واحدة من عدة مدن يزورها البابا فرانسيس في أوائل آذار (مارس) المقبل في رحلة تاريخية إلى العراق.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية