هذا ما كشفه فيروس كورونا في إيران

كورونا

هذا ما كشفه فيروس كورونا في إيران


19/04/2020

كشف فيروس كورونا المستجد في إيران الكثير من مواطن الضعف الحكومية، والسياسات التضليلية التي تمارسها منذ أعوام طويلة بحق الشعب الإيراني، من حيث التصريحات المتضاربة حول جاهزية الدولة الطبية، وقدرتها على مكافحة الجائحة، وإحصائيات المصابين والوفيات التي تتناقض مع ما يذهب اليه خبراء ومختصون ومسؤولون في وزارة الصحة.

وسائل إعلام ومسؤولون يشككون بالإحصائيات الرسمية حول كورونا ويؤكدون عدد الوفيات بلغ 10500

ففي وقت أعلنت السلطات الإيرانية اليوم أنّ عدد وفيات كورونا في الجمهورية الإسلامية بلغ 5031، نشرت وكالة "إيران إنترناشيونال" تقريراً أكدت فيه أنّ حصيلة وفيات فيروس كورونا في إيران اقتربت من 10500 شخص.

ولفت التقرير إلى أنّ الحكومة الإيرانية وضعت مخططاً سيتم تخفيض الأرقام المعلنة عن عدد ضحايا كورونا إلى نصف العدد الفعلي، كما سيتم تقليص عدد المرضى إلى الثلث، بهدف إعداد الرأي العام، بعد تنفيذ خطة التباعد الذكي التي أقرها الرئيس الإيراني حسن روحاني، بعد فتح الكثير من القطاعات التجارية والصناعية، هذا إلى جانب تصريحات الكثير من المسؤولين والبرلمانيين التي أكدت أنّ أعداد الإصابات بفيروس كورونا والوفيات تفوق خمسة أضعاف الأعداد المعلنة.

هذا واتخذت السلطات الإيرانية الكثير من الإجراءات التي من شأنها تقليص أعداد ضحايا الوباء، كإلزام عائلات الضحايا الحصول على ترخيص لدفن موتاهم من الحرس الثوري، بالإضافة إلى التلاعب في تقارير الوفاة من المؤسسات الطبية التي تورد في تقريرها أنّ أسباب الوفاة ترجع لأمراض مزمنة، أو غيرها من الأمراض التي لا تمت بصلة لمرض فيروس كورونا.

ورغم محاولة التكتم على حقائق كورونا في إيران وملاحقة كل من ينشر معلومات متضاربة مع التصريحات الحكومية، إلا أنّ الكثير من العاملين في القطاع الطبي رفضوا علناً أمر روحاني، باستئناف الأنشطة "منخفضة المخاطر"، في جميع أنحاء البلاد؛ حيث بعث عدد من الأطباء الإيرانيين رسالة إلى وزير الصحة، سعيد نمكي، طالبوه فيها باتباع نهج "شفاف" تجاه أزمة كورونا، ومواجهة الخرافات، والإصرار على تنفيذ آراء "الخبراء"، ووضع نظام رعاية صحية متكامل على جدول أعماله.

الحكومة الإيرانية وضعت مخططاً لتخفيض الأرقام المعلنة عن عدد ضحايا كورونا إلى النصف وعدد المرضى إلى الثلث

ودعا الأطباء في رسالتهم، التي وقع عليها 70 طبيباً، إلى الوقوف ضد "وجهات النظر الآيديولوجية، أو حتى مصالح الأقلية صاحبة السلطة" في أزمة كورونا.

وجاء في هذه الرسالة الموجهة إلى وزير الصحة والتي نشرتها العديد من المواقع الإيرانية: "إذا كان من الضروري عزل مدينة ما، أو تمديد خطة التباعد الاجتماعي، لفترة أخرى، أو إنفاق موارد البلاد من أجل الحفاظ على صحة المواطنين من ذوي الدخل المنخفض، أو تخصيص موارد البلاد لإبقاء الفئات قليلة الدخل في المنازل؛ فإننا نحثك على عدم التراجع، والدفاع عن رأيك الموضوعي، ضد مصالح الأقلية القوية صاحبة السلطة".

كما دعا كاتبو الرسالة إلى "شفافية" وزارة الصحة والمركز الوطني لمكافحة كورونا، قائلين: "إنّ عرض الإحصائيات والبيانات في جلسة مغلقة للبرلمان لن تكون له أي جدوى".

ودعت الرسالة إلى تغطية الأفغان الذين يعيشون في إيران "بالخدمات الطبية" تحت أي ظرف من الظروف.

ومن بين المطالب الأخرى في الرسالة: "تأمين الأطباء الشباب، وطرد شركات المقاولات من المستشفيات، وتوقيع عقد مباشر بين وزارة الصحة والطواقم الطبية".

كما دعت الرسالة نمكي إلى "مواجهة الاحتكار والغلاء والفساد وتزوير الأدوية والتقليل من جودتها على الصعيد الوطني، وتأميم التجارة الداخلية والخارجية للأدوية والمستلزمات الطبية".

اقرأ أيضاً: هل تنهي لعنة كورونا السطوة الإيرانية في العراق؟

وانسجمت رسالة الأطباء مع تقرير إخباري كانت نشرته وكالة "إيران إنترناشيونال"، أول من أمس، حول الفساد في قطاع الصحة واستيراد أدوات الكشف عن كورونا من كوريا الجنوبية، والاستعانة بشركات تطوير الخدمات المصرفية، لا علاقة لها بتوريد المعدات الطبية، مقربة من مسؤولين في وزارة الصحة والحرس الثوري ومؤسستين أخريين تحت إشراف المرشد الإيراني علي خامنئي.

وطوال فترة عجز نظام الملالي المالي، في صد الوباء لم يحرك المرشد الأعلى ساكناً واكتفى بترديد إحصائيات وتطمينات المسؤولين في القطاع الحكومي، إلى أن أعلن  عن إطلاق صندوق جديد لجمع التبرعات لمساعدة المتضررين من فيروس كورونا في البلاد، رداً على  المعارضين الذين طالبوه بتوظيف "إمبراطوريته المالية" في خدمة الضحايا.

أطباء إيرانيون يطالبون باتباع نهج "شفاف" تجاه أزمة كورونا والوقوف ضد مصالح الأقلية صاحبة السلطة

ووفقاً لموقع"راديو فردا" الإيراني، سيكون الصندوق الجديد ضمن الصناديق الدينية التي تقع تحت تصرف كبار رجال الدين في طهران.

ويتضمن الموقع المخصص للتبرعات خانة تحت اسم "الصناديق الدينية"، وهي خانة مخصصة للأشخاص الذين يريدون "التكفير عن ذنوبهم"، مثل "الصلوات التي لم يؤدوها، أو أشهر رمضان التي لم يصوموها، أو الإعفاء من صيام شهر رمضان هذا العام".

وبالرغم من إعلان الموقع عن حملة التبرعات منذ أيام، إلا أنّه لم يتم الإعلان عن أي تقارير عن الأموال التي تم جمعها حتى الآن وطريقة إنفاقها.

اقرأ أيضاً: هل تستغل إيران انشغال العالم بكورونا لتسريع تخصيب اليورانيوم؟

وفي هذا الصدد تجدر الإشارة إلى أنّ السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية بغداد، كشفت في 25 نيسان (أبريل) 2019 أنّ حجم ثروة مرشد خامنئي تقدر بمئتي مليار دولار أمريكي، وفق قناة الحرة.

كما اقترح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغوس، على النظام الإيراني في نهاية آذار (مارس) الماضي، استخدام الأموال الموجودة تحت تصرف المرشد الأعلى، رداً على دعوات وزير الخارجية الإيراني لرفع العقوبات الأمريكية على إيران لمساعدة البلاد على تلبية احتياجاتها.

اقرأ أيضاً: إيران وسياسة التضليل للتهرب من مسؤولياتها

وطالب عضو إصلاحي في البرلمان الإيراني، مصطفى كافاكبيان، المنظمات المالية التي يشرف عليها المرشد بالمساعدة في مكافحة تفشي الفيروس.

ووفقاً لمراقبين، يمكن أن يكون حجم التبرعات "الصغيرة" التي يجمعها موقع المرشد دليلاً على الرفض الشعبي للخامنئي.

يذكر أنّ إيران تعتبر من أكثر دول العالم تضرراً بالوباء، ومركز تفشي لفيروس كورونا في منطقة الشرق الأوسط، فقد سجلت أكثر من 80 ألف حالة إصابة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية