هذا ما كشفه وثائقي جديد عن قطر

هذا ما كشفه وثائقي جديد عن قطر


26/09/2019

كشف فيلم وثائقي فرنسي – بلجيكي أدلة جديدة تشير إلى تورّط قطر في دعم التطرف بأوروبا عبر توظيفها لجمعية قطر الخيرية.

وأورد الفيلم الوثائقي، الذي جاء تحت عنوان "حرب النفوذ على الإسلام في أوروبا"، الذي تمّ عرضه الخميس الماضي، على قناة "آر.تي.بي.إف" البلجيكية، تفاصيل جديدة تخصّ أنشطة قطر في مجال دعمها لجماعة الإخوان المسلمين، وكذلك إسنادها لجماعات متطرفة في أوروبا، وفق ما نقلت صحيفة "العرب" اللندنية.

وركّز الوثائقي على عرض أدلة جديدة تشير إلى تورّط قطر في دعم التطرف بأوروبا عبر توظيفها لجمعية قطر الخيرية.

وتساءل موقع قناة "البلجيكية"، عند نقله لتفاصيل الفيلم الجديد، الذي أعدّه الصحفيَّان الفرنسيَّان؛ جورج مالبرونو وكريستيان شينو، عن كيفية تمكّن إمارة صغيرة من إغراق أوروبا بالمليارات من الدولارات عن طريق ما يصفه بمنظمة إنسانية ذات وجهين، في إشارة إلى جمعية قطر الخيرية.

الوثائقي كشف أدلة جديدة تشير إلى تورّط قطر في دعم التطرف بأوروبا عبر توظيفها لجمعية قطر الخيرية

ويشير تقرير "آر.تي.بي.إف" إلى أنّ الوثائقي الجديد تطرق إلى كيفية إنشاء قطر الخيرية، وكيف تمّ تحويلها إلى جمعية هدفها دعم التطرف في أوروبا.

ويؤكّد أنّ "قطر الخيرية" هي أكبر منظمة خيرية في قطر، وأنّها تأسّست، عام 1992، وهي موجودة في أكثر من 70 دولة حول العالم، وأنّها تقدّم نفسها على أنّها تساعد اللاجئين والضحايا المحرومين من الكوارث الطبيعية أو الحروب، إلا أنّ الضجّة التي رافقت افتتاحها لمقرها بلندن، عام 2012، أثارت عدّة شبهات حول أنشطتها.

ويسرد الوثائقي الجديد تفاصيل مهمة، يعرضها جورج مالبرونو وكريستيان شينو، خاصة أنّهما تحدثا بالفعل سابقاً عن قطر، وكيف تسعى هذه الدولة الصغيرة للتأثير على الإسلام في أوروبا.

وينقل موقع القناة البلجيكية، عن شينو قوله: "نقطة الانطلاق التي حفزتنا، أنا ومالبرونو، على إعداد الوثائقي تتمثل في حصولنا على شريحة ذكية، أرسلت إلينا من مبلّغين، اكتشفنا أنّ فيها الآلاف من الوثائق والمستندات التي تؤكّد أنشطة قطر في أوروبا".

ويضيف: "اكتشفنا أنّ لقطر تعاملات مع 140 مشروعاً من المراكز الثقافية والمساجد والجمعيات الإسلامية التي تنفذ المشروع القطري، وهو ما تنفيه الدوحة".

وأشار الوثائقي إلى أنّ قطر أرادت توسيع نفوذها في جميع القطاعات بأوروبا في الرياضة، التعليم، والأعمال التجارية والدبلوماسية؛ حيث كشف الفيلم الوثائقي أنّ قطر أنفقت أكثر من 120 مليون يورو في الفترة الممتدة بين 2007 و2017 لاختراق جميع أنحاء أوروبا.

ويقول شينو: "هذه المشاريع لم تركّز فقط على بلجيكا أو فرنسا أو إنكلترا، ولكنّها شملت أيضاً أوكرانيا والنرويج وإيطاليا وسويسرا".

وتطرق الوثائقي البلجيكي – الفرنسي أيضاً إلى العلاقة الوطيدة التي تجمع قطر بجماعة الإخوان المسلمين، منذ فترة طويلة، وتحديداً بيوسف القرضاوي.

وأكّد أنّ الدوحة تنظر إلى مسألة الدين الإسلامي كسوق رابحة وجب الاستثمار فيها.

بدوره، يقول الصحفي الفرنسي شينو: "يجب أن نتذكر أنّ عدد سكان قطر يبلغ ثلاثة ملايين نسمة، لكنّها تنفق المليارات من الدولارات لتثبيت وجودها، وللتعريف بنفسها في جميع المجالات؛ فهي بالنهاية قد تمكّنت من الفوز بتنظيم كأس العالم".

ويؤكّد الصحفيان الفرنسيان؛ أنّ عنوان الفيلم الوثائقي "حرب النفوذ على الإسلام في أوروبا" جاء ليؤكد بصفة دقيقة؛ أنّ قطر "دولة انتهازية؛ لأنّها ترى أنّ الإسلام والمسلمين في أوروبا بمثابة سوق للإسلام السياسي"، وفق الوثائقي.

ويشددان على أنّ الدوحة ذهبت لتطبيق تصوراتها بالاستثمار في المدارس الثانوية والجمعيات، وفي العديد من الشخصيات، مثل طارق رمضان، حفيد مؤسس جماعة الإخوان، حسن البنا، الذي تموّله قطر لنشر أجنداتها في جميع أنحاء أوروبا.

ويركّز الوثائقي بشكل لافت على أدوار جمعية قطر الخيرية، بإبرازه القلق الذي ينتاب بلجيكا على وجه التحديد من المنظمة غير الحكومية التي تنفذ أجندة مشبوهة تحت ذريعة العمل الخيري.

ويزيل الوثائقي النقاب أيضاً عن قائمة طويلة من المشاريع التي تموّلها قطر بالملايين من الدولارات في الدول الأوروبية، ويكشف في النهاية حلقة سوداء، طارحاً عدة تساؤلات عن مدى اتساع رقعة ونطاق مشروع قطر الحقيقي.

ويأتي هذا الفيلم الوثائقي، بعد أشهر قليلة من نشر كتاب "أوراق قطر" للصحفيَّين جورج مالبرونو وكريستيان شينو، الذي كشفا من خلاله دعم الدوحة للمؤسسات والمشروعات المرتبطة بتنظيم الإخوان، المصنف إرهابياً في عدد من الدول الأوروبية، على رأسها فرنسا وسويسرا.

وفضح الكتاب، الذي نُشر في نيسان (أبريل) الماضي، جوانب من الدعم السخي القطري لتنظيم الإخوان والأفراد الذين يروجون للأفكار المتطرفة تحت غطاء أكاديمي وتعليمي وخيري في القارة الأوروبية.

من جهتها، سلطت العديد من التقارير الأوروبية الضوء على هذا الوثائقي، كاشفة أنّ الفيلم يطرح أدلة جديدة عن دعم قطر لحملة متطرفة اخترقت 6 دول أوروبية، بما في ذلك إنشاء أكثر من 100 مشروع في أوروبا، لخلق ثقافة مضادة بين المسلمين في هذه البلدان.

 

 

 

الصفحة الرئيسية