هذا ما يفعله خفر السواحل الليبي بالمهاجرين

هذا ما يفعله خفر السواحل الليبي بالمهاجرين


19/06/2019

اتهمت مفوضية حقوق الإنسان في مجلس أوروبا، خفر السواحل الليبي، بانتهاك حقوق الإنسان بعدم إنقاذ المهاجرين، وسرقتهم في عرض البحر.

ودعت المفوضة، أمس، البلدان الأوروبية إلى تعليق تعاونها مع خفر السواحل الليبي، الذي تديره حكومة الوفاق، ما لم يقدم ضمانات واضحة تتعلق باحترام حقوق الإنسان في هذا البلد.

مفوضة حقوق الإنسان: الأشخاص الذين ينتشلهم خفر السواحل الليبي يتعرضون للتعذيب والعنف الجنسيّ والابتزاز

وكتبت البوسنية دنيا مياتوفيتش، في تقرير صدر أمس: "يتعين على الدول الأعضاء (في مجلس أوروبا) الإسراع لمراجعة أنشطتها وطرائق تعاونها مع خفر السواحل الليبي، وتحديد تلك التي تؤدي، بشكل مباشر أو غير مباشر، إلى عودة الأشخاص الذين يُعتَرَضون في البحر بليبيا، أو غيرها من انتهاكات حقوق الإنسان، يتعين تعليق هذه الأنشطة حتى توافر ضمانات واضحة لاحترام كامل لحقوق الإنسان"، وفق ما نقل موقع "ميديل إيست أون لاين".

وأعربت مفوضية حقوق الإنسان بالمجلس الأوروبي عن أسفها بالقول: إنّ "الأشخاص الذين ينتشلهم خفر السواحل الليبيون يُعادون إلى ليبيا، ويُحتجزون على الفور، ويتعرضون بالتالي للتعذيب وأعمال العنف الجنسية، والابتزاز، والانتهاكات الخطيرة الأخرى لحقوق الإنسان".

ويأتي التقرير الأوروبي تزامناً مع تحقيق نشرته صحيفة "أفينيري" الإيطالية، اليوم الثلاثاء، كشفت فيه عن تورط عبد الرحمن الميلادي، المعروف بـ "البيدجا"، الذي يقود عمليات أمنية ضمن ميليشيات حكومة الوفاق، في سرقة محرك زورق للمهاجرين أنقذته منظمة "سي ووتش"، الأسبوع الماضي، وكان على متنه 53 مهاجراً غير شرعي.

حرس سواحل الزاوية يقوم بعمليات مشبوهة ضدّ المهاجرين في عرض البحر بقيادة عنصر متهم بارتكاب إنسانية

ونشرت الصحيفة الإيطالية صوراً جوية واضحة لأحد قوارب دورية تابعة لحرس سواحل الزاوية، يقودها "البيدجا"، المتهم بارتكاب جرائم ضدّ حقوق الإنسان من قبل محكمة الجزاءات الدولية في لاهاي، إلى جانب رجال لا يرتدون الزي الرسمي، وهم يحاولون الاستيلاء على محرك زورق المهاجرين بدل إنقاذهم.

وأظهرت الصور الدورية التابعة لوزارة داخلية حكومة الوفاق، وهي تغادر مكان تواجد قارب المهاجرين في عرض البحر، بعد سرقة أفراده للمحرك.

وأوضحت "أفينيري" في تقريرها؛ أنّ ""البيدجا" والأفراد الذين كانوا يعملون معه، ينتمون إلى حرس السواحل التابع لحكومة الوفاق، وقد وصلوا إلى قارب المهاجرين في قارب لدورية ليبية تحمل اسم "تليل 267"، كان على متنها مدفع رشاش سوفييتي قديم، استخدمه "البيدجا" سابقاً في إطلاق النار على سفن منظمات الإنقاذ غير الحكومية".

كما اتهمت الصحيفة "البيدجا" والميليشات التي يشرف عليها؛ بالمتاجرة بقضية المهاجرين والاستيلاء على المساعدات المالية التي دفعتها إيطاليا والاتحاد الأوروبي للحكومة الليبية لمكافحة الهجرة غير الشرعية.

حرس السواحل التابع لحكومة الوفاق يقوم بسرقة المهاجرين بدلاً من إنقاذهم ويبقيهم في عرض البحر‎

وبحسب وسائل إعلام ليبية؛ فإنّ عبد الرحمن الميلادي يعمل قائداً لحرس السواحل التابع لحكومة الوفاق بمدينة الزاوية، ويتبع كتيبة الفاروق، التي يقودها شعبان هدية، المعروف باسم "أبو عبيدة الزاوي"، أحد العناصر المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وكان مكتب النائب العام قد أصدر مذكرة قبض بحقه، مع 110 أشخاص آخرين، على خلفية قضايا تتعلق بتهريب الوقود وتجارة البشر، كما أدرجه مجلس الأمن الدولي وفرنسا على قائمة العقوبات الدولية.

وأشارت الصحيفة الإيطالية إلى انتهاكات عديدة تمّ تسجيلها في مراكز احتجاز المهاجرين غير الشرعيين التي تديرها حكومة الوفاق.

وقالت "أفينيري"؛ إنّها اطلعت على تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي الخاصة بقضية المهاجرين غير الشرعيين المحتجزين في ليبيا، مشيرة إلى أنّها "تثبت استخدام طرق استغلال ممنهجة من قبل المهربين ضدّ اللاجئين، خاصة في مصراته والزاوية وطرابلس وبني وليد".

وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، روبرت كولفيل، منذ أيام: إنّ "موظفي المنظمة زاروا مركز احتجاز الزنتان، الذي يضم 654 لاجئاً ومهاجراً"، وأكّد أنّ "المهاجرين يعاملون هناك بشكل مهين وغير إنساني، ويعاقبون بشكل يشبه التعذيب أحياناً".

وتفيد بيانات الأمم المتحدة بوجود حوالي 3400 لاجئ ومهاجر محتجزين في العاصمة طرابلس، التي تحتدم فيها المعارك منذ بداية نيسان (أبريل) الماضي.

واستخدمت حكومة الوفاق فزاعة المهاجرين لابتزاز دول الاتحاد الأوروبي؛ لكسب دعمها ومساعدتها، لوقف الهجوم الذي يشنه الجيش الوطني الليبي لاستعادة السيطرة على العاصمة طرابلس من الميليشيات والإرهابيين.

وحذّرت الحكومة، التي يقودها فايز السراج، في شهر نيسان (أبريل) الماضي، الدول الأوروبية من عدم منعها المهاجرين من مغادرة ليبيا، إذا لم يتراجع قائد الجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، عن هجومه على طرابلس.

وقال نائب رئيس حكومة الوفاق، أحمد معيتيق، آنذاك، للصحافة الأجنبية، خلال زيارة لروما: "لا يوجد اتفاق على الإطلاق لإبقاء المهاجرين في ليبيا، لا شيء".

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية