هذه حصيلة جرائم الحوثيين في الحديدة خلال الشهرين الماضيين

هذه حصيلة جرائم الحوثيين في الحديدة خلال الشهرين الماضيين


05/08/2020

شهدت مدينة الحديدة اليمنية جرائم كثيرة على يد ميليشيات الحوثي الإرهابية التي حوّلت حياة المواطنين إلى جحيم لا يُطاق، وزادت من وضعهم المعيشي سوءاً كلما طالت مدة الهدنة الأممية الهشة.

ويضيف السجل الحوثي الدموي الحافل بالجرائم كلّ يوم جرائم جديدة بحقّ المدنيين في الحديدة، فبينما سقط 82 مدنياً بين قتيل وجريح، بينهم نساء وأطفال، في أنحاء متفرقة من المحافظة خلال أشهر آذار (مارس) ونيسان (إبريل) وأيار (مايو) من العام الجاري، يغادر شهرا حزيران (يونيو) وتموز (يوليو) بأرقام جديدة من الضحايا الذين سالت دماؤهم دون أي ذنب اقترفوه، وفق ما رصد موقع "نافذة اليمن".

الحوثيون يُسقطون 44 مدنياً بين قتيل وجريح، بينهم 17 طفلاً وامرأة، في الحديدة ومديرياتها

ووفقاً لمصادر طبية، فقد استقبلت المستشفيات في المناطق المحررة بالساحل الغربي خلال الشهرين الماضيين (44) ضحية من المدنيين بين قتيل وجريح بينهم (17) طفلاً وامرأة، سقطوا بفعل آلة القتل الحوثية.

وبحسب المصادر، فإنّ من بين الضحايا (11) قتيلاً منهم (2) سقطوا بقذائف الهاون   و(6) بألغام وعبوات ناسفة و(1) بطلق قناصة و(2) بصاروخ حراري، أمّا الجرحى فقد بلغ عددهم (33) ومنهم (8) أصيبوا بشظايا قذائف الهاون و(7) بانفجار ألغام   و(13) بطلق قناصة و(5) تفاوتت إصابتهم بسلاح م. ط 23 والأسلحة المتوسطة.

تضرّر 7 منازل في مديريتي حيس والتحيتا، واحتراق مزرعة مواطن بنيران أسلحة الحوثيين

ولم تخلف عمليات القصف والقنص والاستهداف الحوثي الإرهابي خسائر بشرية فقط، بل امتدّت آثارها المدمرة لتشمل المنازل والممتلكات وشرّدت العائلات وجعلت بعض القرى خاوية على عروشها.

فقد تضرّر (7) منازل بأضرار بالغة خلال الشهرين الماضيين في مديريتي حيس والتحيتا، منها منزلان تعرّضا لحريق تسبب بإتلاف كامل الأثاث والملابس، ومنزلان آخران حوّلتهما القذائف إلى ركام، إضافة إلى ذلك فقد احترقت مزرعة مواطن في التحيتا بنيران أسلحة الحوثيين.

ومن الخسائر التي مُني بها المواطنون تضرّر محطة للمشتقات النفطية لأحد التجار في التحيتا، ومحل لمواطن في حيس، وإعطاب شاحنة نقل وحافلة ركاب لمواطنين كانا يتخذان منهما مصدراً للرزق، وقد قتلا بداخلهما إثر انفجار عبوات ناسفة، علاوة على إعطاب 3 دراجات نارية.

ونتيجة للخطر الحوثي الذي يحدق بالمدنيين من كل جانب، فقد شهدت بعض المناطق موجة نزوح جماعي للأهالي تاركين خلفهم منازلهم ومحلاتهم ومزارعهم، ومنها منطقة بني الجناني ومنطقة الجروبة بمديرية التحيتا، وأصبحت تلك المناطق خاوية على عروشها وتطمرها الكثبان الرملية، إلى جانب نزوح مئات العائلات من مختلف مناطق الحديدة.  

الحوثيون قصفوا محطة للمشتقات النفطية في التحيتا، ومحلاً لمواطن في حيس، وأعطبوا شاحنات نقل وحافلة ركاب ودراجات نارية

ووصلت الجرائم الحوثية إلى بيوت الله وأماكن العبادة، فقد سقطت قدسيتها من قواميس المسيرة الإيرانية، كما سقطت حرمة دماء المدنيين، ولم يسلم من شرّها الأموات كما لم يسلم منها الأحياء منهم، فقد تمّ الاعتداء حتى على المقابر.

فخلال الشهرين الماضيين تعرّض مسجد البلاكمه ومسجد الرحمن بمديرية التحيتا، ومسجد بيت مغاري في حيس لقصف مدفعي من قبل الحوثيين، ممّا تسبب في إلحاق أضرار ودمار في نوافذ وأسطح ومآذن المساجد.  

وأخذت مقابر المشعشع بمدينة التحيتا نصيبها من الانتهاكات الحوثية، حيث طالتها نيران أسلحة الميليشيات وخلفت دماراً في سور المقبرة.

قيادات حوثية مسؤولة عن شبكات دعارة تستخدم الأطفال، كما تستغل المسنّين كدروع بشرية

ومع استعداد الأهالي في جنوب حيس للاحتفال بعيد الأضحى المبارك، سارع الحوثيون إلى فرض حصارهم الخانق على قرية ظمي بقطع الطرق الترابية ومنع المدنيين من أهالي القرى الريفية المجاورة من التنقل من وإلى مركز المدينة التي تُعدّ شريان الحياة، وقد سبق هذه التعسفات تهجير أهالي قرية دار المساوي قسراً ونهب منازلهم وتحويلها إلى ثكنة عسكرية، وقبلها كانت الميليشيات قد أغلقت المنفذ الرئيسي لمفرق سقم وعطلت حركة الشاحنات التجارية، لتحرم الأهالي من فرحة العيد والاحتفال بهذه المناسبة.  

وتزداد الانتهاكات بحقّ الأطفال في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين من السيئ إلى الأسوأ، وأخذت تمثل ظاهرة خطيرة كانعكاس لأسلوب عناصرها الإجرامية والسقوط الأخلاقي لقياداتها.  

فقد كشفت مصادر أنّ القيادي الحوثي حسن أحمد الجديري المكنّى (بأبو علي)، والذي يعمل مشرفاً وقائياً في شرطة الرعيني بمحافظة الحديدة، يُعدّ من أهمّ القيادات المسؤولة عن شبكات الدعارة التي يمارسها مع الأطفال بمشاركة بعض القيادات الحوثية، فضلاً عن قيامه باعتقال الشباب والزجّ بهم في جبهات القتال.

الجرائم الحوثية طالت بيوت الله ومساجد العبادة والمقابر، وأفسدت فرحة عيد الأضحى

وفي سياق الجرائم الجسيمة بحقّ القاصرين، قامت الميليشيات بوساطة مشرفيها، وهما أبو فارس عريك وأبو فيصل جعاشي، باستقطاب الأطفال من أبناء منطقة المحجر وحاضية جنوب الحديدة مقابل 20 ألف ريال لكلّ طفل، في استغلال رخيص للفقر والظروف الصعبة التي يمرّون بها.  

أمّا المسنّون، فقد كان لا بدّ من أن تجد منهم ميليشيات الحوثي منفعة؛ وقد وجدتها فعلاً في الدريهمي، حيث وظفت الميليشيات 80 مواطناً، معظمهم من كبار السن، دروعاً بشرية، بعد أن منعتهم من النزوح وقامت باحتجازهم داخل منازلهم التي تحصنوا فيها، بحسب ما أكدته مصادر خاصة في مركز المديرية.  

ميليشيات الحوثي لم تدع جريمة إلا وارتكبتها في الحديدة، فمن قصف عشوائي وقنص واستحداث مواقع عسكرية في الأحياء السكنية وتهجير ساكنيها، وزراعة حقول الألغام والعبوات الناسفة، والتطاول على المقدّسات والمقابر وتجنيد الأطفال وممارسة الدعارة، إلى نهب مساعدات النازحين، حتى تكتمل فصول جرائمهم.

فقد وضعت الميليشيات الإيرانية يدها على (72) خزاناً بلاستيكياً مقدّمة من مؤسسة خيرية كويتية إلى النازحين في مديرية اليزيدية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، ليتمّ بيعها لتاجر مرتبط بصفقات فساد.

كما قامت بخطف المساعدات من أفواه النازحين في مديرية المنصورية التي قدّمتها المجموعات التجارية، وفرضت على مسؤولي مركز توزيع المساعدات تسليم مرتبات 22 من عناصرها في مديرية الضحى.  

هذا، بالإضافة إلى معاناة العائلات في الحصول على الماء والغذاء والمأوى والأمن والاستقرار، جرّاء الممارسات الإجرامية التي تقوم بها ميليشيات الحوثي منذ انطلاق الهدنة الأممية.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية