هكذا كانت الساعات الأولى من تطبيق قرار السماح للسعوديات بالقيادة

هكذا كانت الساعات الأولى من تطبيق قرار السماح للسعوديات بالقيادة


24/06/2018

شهدت السعودية مظاهر احتفالية، مع بدء تطبيق القرار "التاريخي" المتعلق بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارات فعلياً على أرض الواقع؛ حيث وصفت سيدات تجربة قيادتهن للسيارة للمرة الأولى في المملكة بـ "اللحظة التاريخية"، معربات عن فرحتهن الغامرة وسعادتهن بـ "اللحظة التي لا تصدق"، بحسب تعبيرهن، كما شارك الرجال السيدات فرحتهن بتصويرهن وتشجيهن وإعطائهن أولوية المرور، إضافة إلى توزيع الورود عليهن من جانب رجال المرور، الذين كانوا حاضرين بكثافة على الشوارع والطرقات في كافة المدن السعودية.

السعودية شهدت مظاهر احتفالية مع بدء تطبيق القرار التاريخ المتعلق بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارات

وشاركت أيضاً الفنانات الخليجيات السعوديات فرحتهن، منهن: نوال الكويتية، التي كانت أول فنانة قادت سيارتها في السعودية خلال الساعة الأولى من تطبيق قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة في المملكة.

ونشر رئيس روتانا للصوتيات، سالم الهندي، مقطع فيديو عبر حسابه الشخصي في تويتر، إلى جوار الفنانة نوال الكويتية، وهي تقود سيارتها في السعودية، كأول فنانة وامرأة كويتية، وسط ترحيب كبير من جمهورها.

ينتهي اليوم حظر مفروض منذ حوالي سبعة عقود على قيادة المرأة للسيارات في السعودية، في خطوة تنهي تقليداً يعدّ رمزاً لقمع المرأة في المملكة، وتعزز إمكانات عمل النساء؛ حيث ستساهم هذه الخطوة في إضافة 90 مليار دولار إلى الناتج الاقتصادي بحلول عام 2030، بحسب وكالة "بلومبرغ" المالية.

وأكّدت دراسة أجرتها شركة "غلف تالنت"، المتخصصة في التوظيف الإلكتروني أنّ 82% من النساء السعوديات، يعتزمن قيادة السيارات هذا العام، مشيرة إلى أنّ سوق العمل السعودية ستشهد بداية لتحولات تاريخية مع تطبيق القرار، وبحلول عام 2020، من المتوقع أن يبلغ عدد النساء السعوديات، ممن يستطعن قيادة السيارة، نحو 3 ملايين، بحسب أبحاث سوقية أجرتها شركة "برايس ووتر هاوس كوبرز"، المتخصصة في أعمال التدقيق، وفق ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط".

 وأشارت الدراسة إلى أنّ قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة سيساهم في زيادة عدد النساء اللواتي يحصلن على مناصب وظيفية عليا كانت حكراً على الرجال، إضافة إلى دعم كثيرات منهن لتحقيق التقدم، من خلال الحصول على وظائف أعلى أجراً تقع في مناطق تبعد عن أماكن إقامتهن.

السعوديات أعربن عن فرحتهن الغامرة وسعادتهن والرجال شاركوا السيدات بتصويرهنّ وتشجيعهنّ وإعطائهنّ أولوية المرور إضافة إلى توزيع الورود عليهنّ

كما بينت الدراسة، أنّ القرار سيساهم في عثور النساء العاطلات عن العمل على فرص عمل جديدة، وسيعزز بشكل كبير من فرص تطورهن في مجال عملهن، عبر منحهن إمكانية التنقل بأريحية أكثر، خاصة صاحبات المناصب الإدارية، وإزالة العوائق كافة أمامهن.

وأظهرت الدراسة أنّ القرار سيدعم عملية ارتقاء النساء السعوديات العاملات إلى وظائف ذات مردود مادي أكبر، وسيوفر لهن درجة أعلى من التطابق بين مهاراتهن ومتطلبات العمل.

وأشارت الدراسة إلى أنّ كثيرات عملن في السابق بوظائف أعطتهن أجراً أقلّ مما يستحققن، بحسب مؤهلاتهن، أو عملن في وظائف بعيدة عن اهتمامهن ومجال دراستهن؛ وذلك بسبب مشكلة لا علاقة لها بمصالحهن ودراساتهن؛ بل نظراً إلى وجود قيود التنقل، وأكدت مشاركات كثيرات ممن شملتهن الدراسة، أنهنّ سيبحثن عن فرص مهنية أفضل حالما يتمكنّ من قيادة السيارة.

وبحسب دراسة "غلف تالنت"؛ فإنّ شريحة كبيرة من النساء السعوديات في القرى والبلدات الصغيرة، من اللواتي يعملن في مجال التعليم، سيتمكنّ من الاستفادة من قرار السماح للمرأة بقيادة للسيارة، لأنهن في حاجة إلى التنقل والعمل في المدن الكبيرة؛ إذ إنّ خيارات وسائل المواصلات العامة للمسافات الطويلة محدودة وتكلفتها عالية، ما أدّى إلى عدم تمكّن هؤلاء النساء من الخوض في سوق العمل في الماضي.

دراسة تشير إلى أنّ 82% من النساء السعوديات يعتزمن قيادة السيارات هذا العام

وبناءً على نتائج تلك الأبحاث، من المتوقع أن يشهد قطاع السيارات في المملكة العربية السعودية ارتفاعاً كبيراً في الطلب؛ ما يؤدي إلى خلق وظائف جديدة في هذا القطاع للكادر النسائي، تلبية لاحتياجات الجيل الجديد من مُلّاك السيارات من النساء، كما أعلنت شركتا "كريم" و"أوبر"؛ اللتان تقدمان خدمات الحجز الإلكتروني لمركبات الأجرة، خططاً لتوظيف آلاف السائقات.

يذكر أنّ الدراسة اعتمدت على استطلاع إلكتروني شمل 400 امرأة سعودية، ولقاءات بــ 25 امرأة سعودية من داخل المملكة، إضافة إلى 10 موظفين تنفيذيين من جهات مختلفة في الدولة، وتراوحت أعمار المشاركات في الدراسة بين 20 و60 عاماً، منهن نساء عاملات، وأخريات يبحثن عن فرص عمل، وقد أجريت الدراسة خلال شهر حزيران (يونيو) الحالي، قبل الموعد الرسمي لتطبيق قرار السماح بقيادة المرأة للسيارة.

وتصدرت قيادة المرأة السعودية للسيارات منصات التواصل الاجتماعي، وحقق هاشتاغ (#المرأة_السعودية_تقود_السيارة) "ترنداً" ليس فقط على مستوى السعودية بل في كثير من البلدان العربية، التي عدّت تطبيق القرار حدثاً تاريخياً يحمل تغييراً جذرياً في السعودية، "الترند" الذي جنحت تغريداته نحو تشجيع السيدات على القيادات، ضمّ تغريدات رسمية؛ كتغريدة النيابة العامة السعودية التي حذّرت فيها من التحرش، وذكّرت الشباب في السعودية بعقوبته، وتغريدات تطمينية من شرطة المرور للسيدات اللاتي يقدن سياراتهن، إضافة إلى النصائح الإرشادية، كما ضمّ "الترند" تغريدات ومقاطع فيديو وصور فكاهية.  

بدوره، أكّد المتحدث الرسمي باسم الأمن العام السعودي، العقيد سامي الشويرخ، في اتصال مع "العربية"، فجر اليوم، أنّه "لم تسجل أية حالة غير اعتيادية بعد تطبيق قرار قيادة المرأة".

وكالة بلومبرغ المالية: السماح للمرأة بالقيادة سيضيف 90 مليار دولار إلى الناتج الاقتصادي بحلول عام 2030

وقال الشويرخ: إنّ تطبيق القرار الملكي يسير وفق المخطط له مسبقاً، مشيراً إلى أنّ كافة الأجهزة الأمنية المعنية استعدت مبكراً لهذه البداية، وأن الأمور كلها تسير بشكل طبيعي.

قرار السماح للمرأة السعودية بالقيادة لم يأتِ بمحض الصدفة؛ بل كان نتاجاً لجهود حقوقيين ناضلوا طوال 30 عاماً مضت.

وفيما يلي تسلسل زمني لأهم الأحداث في إطار جهود إلغاء الحظر، حسبما أوردت وكالة "رويترز":

* السادس من تشرين الثاني (نوفمبر) 1990: قادت أكثر من 40 امرأة سعودية سيارات في الرياض، في أول مظاهرة عامة ضدّ الحظر، وقامت السلطات بحبس النساء المشاركات لمدة يوم واحد، وسحبت جوازات سفرهنّ، وخسرت بعضهنّ وظائفهن.

 

* أيلول (سبتمبر) 2007: ناشطات بقيادة وجيهة الحويدر وفوزية العيوني، قدّمن التماساً وقّعت عليه أكثر من 1000 امرأة للعاهل السعودي الراحل، الملك عبد الله، طالبن فيه برفع الحظر.

 

* الثامن من آذار (مارس) 2008: وجيهة الحويدر صوّرت نفسها أثناء قيادتها، ونشرت الفيديو على موقع يوتيوب.

 

* 17 حزيران (يونيو) 2011: منال الشريف وناشطات أخريات دشّن حملة على فيسبوك لدعم قيادة المرأة، تفاعلاً مع انتفاضات الربيع العربي، وجرى توثيق 70 حالة على مدى أسبوعين فقط لنساء يقدن سيارات في أنحاء البلاد، حيث جرى اعتقال بعضهن.

 

*26  تشرين الأول (أكتوبر) 2013: قامت عشرات السعوديات بقيادة السيارات، ونشرن صوراً ولقطات مصورة على الإنترنت أثناء قيادتهن، رغم تحذير السلطات، وواجهت بعضهن عقوبات منها الغرامة والاحتجاز المؤقت ومصادرة السيارات.

* 30  تشرين الثاني (نوفمبر) 2014: اعتقال الناشطتين لجين الهذلول وميساء العمودي لمدة 73 يوماً، وتوجيه تهم بارتكاب جرائم مرتبطة بالإرهاب إليهما، بعد محاولتهما دخول السعودية بسيارتهما قادمتين من الإمارات.

* 26 أيلول (سبتمبر) 2017: الملك سلمان يأمر بالتحضير للسماح للمرأة بالقيادة.

 

وتهدف "رؤية السعودية 2030"، إلى تعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل، ورفع نسبتها من 22% إلى 30%، وهذا الإجراء مجرد خطوة في سلسلة من التغييرات الاجتماعية الكبرى التي يدعمها ولي العهد الشاب، الأمير محمد بن سلمان، تزامناً مع سعيه إلى إنهاء اعتماد الاقتصاد على صادرات النفط، والعمل على انفتاح المجتمع المحافظ.

 

 

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية