هكذا ينظر الأستراليون إلى الإسلام

هكذا ينظر الأستراليون إلى الإسلام


09/05/2019

ترجمة: محمد الدخاخني


كشفت بيانات جديدة واسعة النّطاق أصدرتها شركة "يو غوف" عن رؤى رائعة للهويّة الأستراليّة ومكانتها في العالم وتناقضاتها الكثيرة.

51% من الأستراليّين كانت لديهم مشاعر سلبيّة تجاه الإسلام، و10% فقط نظروا إليه بشكل إيجابيّ

يأتي الأستراليّون في المرتبة الثّانية من بين 23 دولة شملهم الاستطلاع في عدم النّظر إلى المكان الّذي ينتمي إليه والدا شخص ما عندما يتعلّق الأمر بتحديد هويّته كأستراليّ، ولكن في حياتنا الشّخصيّة، اعترف 47 في المائة بأنّهم يملكون "عدداً قليلاً جدّاً" أو ليس لديهم على الإطلاق أيّ أصدقاء مقرّبين من خلفية عرقيّة مختلفة. ويعتقد 80 في المائة منّا أنّ النّساء ما زلن يعانين من التّمييز، لكن الثّلث أيضاً يعتقد أنّ حركة حقوق المرأة قد ذهبت بعيداً جدّاً في مطالبها.

الأستراليون الأكبر سنّاً، وربّما بشكل مدهش، يدعمون المساواة بين الجنسين شأنهم شأن نظرائهم الأصغر سنّاً. وفي بعض الحالات، أكثر منهم.

اقرأ أيضاً: كيف تستخدم الجماعات المتطرفة الإسلاموفوبيا سلاحاً؟!

وعبر 1,006 أستراليّ وآلاف آخرين حول العالم، ألقى "مشروع يو غوف-كامبريدج بشأن العولمة" بالفعل الضّوء على مشاعر الأستراليّين تجاه الهجرة وتجاه مؤسّساتنا. وفيما يلي بعض من مداركه الأخرى:

وجد الاستطلاع أن 10٪ فقط نظروا إلى الإسلام بشكل إيجابي

الإسلام وأديان أخرى
كان لدى 51 في المائة من الأستراليّين مشاعر سلبيّة تجاه الإسلام، و10 في المائة فقط نظروا إليه بشكل إيجابيّ، ممّا جعل أستراليا أكثر سلبيّة من 17 من 22 دولة أخرى شملها الاستطلاع.
وفي الواقع، قال 37 في المائة من النّاس إنّهم "غير مفضِّلين بالمرّة" - وهو الرّدّ الأكثر سلبيّة بين الرّدود المتاحة. وكان هذا أعلى بكثير من الخيار الأكثر اعتدالاً "غير مفضِّلين إلى حدّ ما" (14 في المائة)، وهو ما جعله الرّدّ الأكثر شيوعاً. و23 في المائة من النّاس كانوا محايدين.
وفي المقابل، حمل 45 في المائة من الأستراليّين مشاعر إيجابيّة تجاه المسيحيّة، و21 في المائة كانت لديهم مشاعر سلبيّة.

الأشخاص الّذين تزيد أعمارهم عن 45 عاماً كانت لديهم مشاعر سلبيّة بنسبة أعلى من 60%

وحصلت اليهوديّة على نسبة تفضيل تصل إلى 18 في المائة، ونسبة عدم تفضيل تصل إلى 20 في المائة. وكانت الشّريحة الأكبر "لا هي مفضِّلة ولا غير مفضِّلة" و "لا تعرف" - والّتي وصلت إلى 58 في المائة.
وكان العمر أحد أكبر العوامل الّتي ارتبطت بالمشاعر المعادية للإسلام. فالأشخاص الّذين تزيد أعمارهم عن 45 عاماً كانت لديهم مشاعر سلبيّة بنسبة أعلى من 60 في المائة، ومشاعر إيجابية عند 5 في المائة أو أقلّ. وكان لدى من تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاماً مشاعر سلبيّة أقلّ بـ 30 نقطة (31 في المائة)، ومشاعر إيجابيّة عند 20 في المائة. وكان لدى أولئك الّذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً مشاعر إيجابيّة عالية مشابهة، ولكن مشاعر سلبيّة أعلى أيضاً (عند 41 في المائة).

اقرأ أيضاً: الإسلاموفوبيا والراقصون على جراحات جالياتنا
وقال ما يقرب من نصف الأستراليّين إنّهم يملكون "عدداً قليلاً جدّاً" أو "لا يملكون على الإطلاق" من الأصدقاء المقرّبين من خلفيّة عرقيّة مختلفة. فقد قال 22 في المائة إنّهم لا يملكون، بينما قال 25 في المائة إنّهم يملكون عدداً قليلاً جدّاً.
على أنّ ذاك الرّقم قد تغيّر عندما جرى توسيعه ليشمل "مجموعة صداقة واسعة"، لكن 24 في المائة من الأستراليّين ما زالوا يقولون إنّهم يملكون "عدداً قليلاً جدّاً" من الأصدقاء المختلفين عنهم، حتّى على نطاق واسع.
وبالرّغم من الأرقام العالية، كان هذا الوضع في الواقع أفضل من العديد من البلدان الأخرى. فقد كان لدى الأستراليّين معدّلات أقلّ بين فئتي "لا مطلقاً" و"عدد قليل جدّاً"، ومعدّلات أعلى في "حوالي النّصف" و"أقلّ من النّصف" فيما يخصّ الأصدقاء غير المقرّبين.
وعلى نحو لا يثير الدّهشة، يرتبط هذا بمزيد من الآراء السّلبيّة حول العولمة. فمن بين الأشخاص الّذين اعتقدوا أنّ العولمة قد أثّرت سلباً على مستوى معيشتهم وزادت من عدد الجرائم، قال 33 في المائة و32 في المائة على التّوالي إنّهم يملكون عدداً قليلاً جدّاً من الأصدقاء من ذوي الخلفيّات مختلفة (10 نقاط أعلى من المتوسّط الوطنيّ).

اقرأ أيضاً: كيف انتشرت ظاهرة الإسلاموفوبيا ومن غذّاها؟
ومع ذلك، كان من الممكن أن تكون هذه النّتيجة مشوّهة قليلاً بسبب تمثيل الأنغلو-أستراليّين تمثيلاً زائداً في عيّنة الاستطلاع.
وقد قال 85 في المائة ممّن شملهم الاستطلاع إنّ الّلغة الإنجليزيّة وحدها هي لغتهم الأولى. وبالرّغم من أنّ الإحصاء الأستراليّ لا يسجّل الّلغة الأولى بالضّبط، فإنّه يسجّل الّلغات الّتي يتحدّثها النّاس في الوطن، وفي عام 2016، كان 72.7 في المائة فقط من السّكان يتحدّثون الإنجليزيّة وليس أيّ لغة أخرى.

الهويّة الوطنيّة
الأستراليّون يتردّدون في ربط أنفسهم، من النّاحية الهويّاتيّة، بمنطقتهم الجغرافيّة.
وفي حين يعرّف البعض في فرنسا أنفسهم كأوروبيّين بقوّة، فإنّ الأستراليّين أكثر عُرضةً للتّعريف بأنفسهم على أنّهم "مواطني العالم"، قبل أن يعرّفوا أنفسهم كمنتسبين إلى منطقة آسيا والمحيط الهادي.

اقرأ أيضاً: هكذا تحدّت شابة أردنية الإسلاموفوبيا في أمريكا
وقال 71 في المائة من الأستراليّين إنّ الإشارة إلى ولايتهم أو إقليمهم تُعدّ شيئاً مهمّاً عند التّعريف بهويتهم، وقال 84 في المائة إنّ الإشارة إلى كونهم من أستراليا تُعدّ أمراً مهمّاً عند التّعريف بهويتهم، لكن 42 في المائة فقط قالوا إنّ الإشارة إلى "المنطقة الدّوليّة الأوسع الّتي يعيشون فيها (أي آسيا والمحيط الهادي)" تُعدّ أمراً مهمّاً. وقال 59 في المائة بأنّ الإشارة إلى أنّهم من "مواطني العالم" لهي أمر مهمّ عند التّعريف بهويّتهم.

في حين يعرّف البعض بفرنسا أنفسهم كأوروبيّين بقوّة، فإنّ الأستراليّين أكثر عُرضةً للتّعريف بأنفسهم على أنّهم "مواطني العالم"

ولكن فيما يتعلّق بما يجعل شخصاً ما أستراليّاً، بدا أنّ الأستراليّين يعكسون الهويّات في علاقتها بالهجرة. إنّنا قادة العالم في عدم الاهتمام بما إذا كان شخص ما قد ولد في أستراليا أم لا، أو كان والداه مولودين في أستراليا أم لا.
وعندما جرى سؤالهم ما الّذي يجعل شخصاً "أستراليّاً" حقّاً، اعتقد 54 في المائة فقط من سكّان البلاد أنّه من المهمّ أن يكون مولوداً في أستراليا، بينما اعتقد 45 في المائة أنّ الأمر ليس بهذه الأهميّة. واعتقد 34 في المائة أنّه من المهمّ أن يكون كلا الوالدين من مواليد أستراليا، لكن الغالبية - 64 في المائة - قالت إنّ هذا الأمر غير مهمّ. وكانت الأرقام مماثلة فيما يخصّ وجود والد واحد على الأقلّ مولود في أستراليا.
وكانت أستراليا واحدة من الدّول الأعلى فيما يتعلّق بهذه التّدابير. فمن بين جميع الدّول الّتي شملها الاستطلاع، احتلّت أستراليا المرتبة الثّانية في العالم لعدم الاهتمام بمسألة موطن الميلاد - وقد تفوّقت عليها السّويد فقط.
ومع ذلك، كنّا أكثر شبهاً بالدّول الأخرى عندما يتعلّق الأمر بأهميّة أن يكون المرء مواطناً (حيث وافق 88 في المائة) ويتحدّث الّلغة (78 في المائة) حتّى يُعدّ أستراليّاً.

80 في المائة من الأستراليّين يعتقدون أنّه ما يزال هناك بعض التّمييز ضدّ المرأة

المساواة بين الجنسين
80 في المائة من الأستراليّين يعتقدون أنّه ما يزال هناك بعض التّمييز ضدّ المرأة. ومع ذلك، قال 14 في المائة إنّ النّساء لا يتعرّضن للتّمييز على الإطلاق، و33 في المائة من الّذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أنّ حركة حقوق المرأة قد ذهبت بعيداً في مطالبها.
ويعتقد 64 في المائة من الأستراليّين أنّ الإجهاض مقبول (بحوالي 20 نقطة مئويّة أعلى من بقيّة العالم)، ويعتقد 77 في المائة أنّ وجود طفل خارج إطار الزّواج أمر مقبول، وقال 47 في المائة إنّهم يملكون رأيّاً إيجابيّاً في حركة "أنا أيضاً" - مقارنةً بـ 23 في المائة غير مفضِّلين.
وتحوّلت الآراء حول هذه الأسئلة مع الانتماء السّياسيّ. فقد كان هناك ارتفاع كبير في الرّفض حتّى في أكثر فئات التّيّار اليمينيّ وسطيّة، وليس فقط على الهامش.

اقرأ أيضاً: "عالم الموضة 2017" إذ يحارب الإسلاموفوبيا والتمييز
وقد اعتقد 34 في المائة من أولئك المنتمين إلى الوسط السّياسيّ أنّ حقوق المرأة قد تجاوزت الحدود المسموح بها - وهو ما يقترب من المعدّل الوطنيّ. وقفز ذلك إلى 56 في المائة في فئة "يمين الوسط قليلاً". وبالمقارنة، بقيت فئة "يسار الوسط قليلاً" عند 34 في المائة.
وقد انعكس هذا في الأحزاب الرّئيسة، الّتي اختلفت بشكل حادّ بشأن الحركة النّسائيّة.
واعتقد نصف ناخبي "الائتلاف" (49 في المائة) أنّ حركة حقوق المرأة قد تجاوزت المسموح مقارنةً بربع ناخبي "العمّال" (27 في المائة) فقط.
وأخيراً، كان دعم الإجهاض ثابتاً بشكل لا يصدّق. فقد كان لدى الرّجال والنّساء المستوى نفسه من الموافقة (64 في المائة).
ومن المثير للاهتمام أنّ الموافقة كانت نفسها عبر الأحزاب الرّئيسة أيضاً. وفي الواقع، وافق "الائتلاف" و"العمّال" على الإجهاض بما هو أكثر من المعدّل الوطنيّ. وذلك لأنّ معدّلات الرّفض العالية في فئة النّاخبين "الآخرين"، والّذين لم يصوّتوا أو لم يتذكّروا، أسقطت النّسبة الوطنيّة.

كان العمر أحد أكبر العوامل الّتي ارتبطت بالمشاعر المعادية للإسلام

التّنظيم

يريد الأستراليّون مزيداً من التّنظيم لكلّ صناعة في البلاد تقريباً - من البنوك الكبرى إلى شركات التّواصل الاجتماعيّ وحتّى الأدوية.
ويريد 73 في المائة المزيد من التّنظيم للبنوك، و57 في المائة يريدون المزيد من التّنظيم لوسائل التّواصل الاجتماعيّ. والشّركات الصّغيرة فقط نجت من الرّغبة الأستراليّة في مزيد من الرّقابة (17 في المائة).
وكان لدى الشّباب الأستراليّ (18-24) رغبةً أقلّ بشكل هامشيّ في تنظيم شركات التّواصل الاجتماعيّ، ورغبةً أقلّ في تنظيم عمل البنوك.


المصدر: ناعمان تشو، الغارديان


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية