هل أصبح القضاء على "الحوثيين": فرض عين؟

هل أصبح القضاء على "الحوثيين": فرض عين؟


22/01/2022

عبدالله جمعة الحاج

مع تصاعد موجات التنديد والشجب والاستنكار تجاه ما قام به «الحوثيون» من اعتداءات سافرة وبغيضة على منشآت مدنية - اقتصادية في دولة الإمارات العربية المتحدة من قبل كافة دول العالم، يشتد أوار التساؤلات حول تكتيكات الحرب في اليمن التي ينتهجها التحالف العربي هناك، وحول أسباب إطالة أمدها ولماذا لم تحسم بشكل نهائي والكل يعلم بأنها حرب عادلة ضد جماعة إرهابية متطرفة ليس لديها قضية سوى الاستيلاء على السلطة والثروة طمعاً وبهتاناً وزوراً من يد السلطة الشرعية في البلاد، ورغبةً في حرمان بقية أبناء الشعب اليمني منها خدمةً لأجندات طائفية خاسرة وأطراف إقليمية حاقدة، لا تكن لأبناء اليمن والمنطقة سوى الكراهية والبغضاء.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن أسئلة أكثر عمقاً وأهمية تثور حول تكتيكات محاربة الإرهابيين «الحوثيين» كجماعة خارجة على القانون ومتمردة على الشرعية ومارقة إلى أبعد الحدود.
ما حصل من اعتداءات إرهابية على دولة الإمارات لن يمر دون عقاب، وهذه حقيقة مسلمة لا جدال فيها، وما يقوم به طيران التحالف العربي من غارات وهجمات مكثفة الآن غيض من فيض. لكن الأسئلة التي تراود الذهن كثيرة: فلماذا تجرأ «الحوثيون» على شن هذه الهجمات، وفي هذا الوقت بالذات؟ ولماذا هي منشآت مدنية بعينها دون غيرها؟ وما هي الرسائل التي يريدون إيصالها من وراءها؟ أم هي عبث إرهابي مجرد يقوم به مارقون لا ذمة ولا ضمير ولا كرامة ولا شرف لديهم؟ ومن الذي يقف وراءهم ويزودهم بمثل هذه المعدات الدقيقة؟ ومن أين انطلقت طائراتهم المسيرة، ومن هي الجهة التي سهلت لها الوصول إلى الأعيان المدنية التي ألحقت بها الضرر؟ وإلى غير ذلك من الأسئلة التي تتطلب منا كدولة ومجتمع أن نجد لها إجابات وافية ودقيقة ومقنعة لكي ندرأ خطرها المستقبلي على سلامة وأمن وطن يتطلب منا الكثير من الجهد والتضحيات، لأنه يعطينا الكثير وفي كل لحظة.
وما يكنه «الحوثيون» لدولة الإمارات وشعبها من حقد وكراهية وبغضاء كثير جداً، وقد تجسد في ما قاموا به من هجمات أخيرة، لكن السؤال هو لماذا كل هذا الحقد ودولة الإمارات منذ تأسيسها عام 1971، وهي لا تألو جهداً في دعم اليمن وخدمة قضاياه في كل محفل.
إن مبررات مثل هذه العداوة والبغضاء غير واضحة لا تخرج سوى من نفوس مريضة تدعمها وتحرضها جهات إقليمية طامحة إلى التوسع في دول المنطقة وطامعة في خيراتها وراغبة في تركيع شعوبها تحقيقاً لأفكار بالية ما أنزل الله بها من سلطان في زمن تتطلع البشرية فيه إلى العيش بسلام وتبادل المصالح فيما بين شعوب الأرض.
دولة الإمارات لم تذهب إلى اليمن إلا بطلب من الحكومة الشرعية فيه، وتلبية لضرورة ملحة جداً، وهي استعادة الشرعية لحكومة اليمن التي اختارها الشعب اليمني كافة، بالإضافة إلى حماية جنوب غرب شبه الجزيرة العربية من المطامع التوسعية لبعض دول الإقليم.
والحقيقة أن أمد الحرب في اليمن قد طال، وهذا أمر لا بد من حسمه في القريب العاجل، ويتطلب من دول التحالف العربي في اليمن ربما تغيير استراتيجياتها وتكتيكاتها، لأن من يحاربونهم عصابات إرهابية مارقة ومنبوذة، ما يتطلب القضاء عليها بنمط من العمليات التي تناسبها بصفاتها هذه، وما يتم استخدامه حالياً هو نمط من الحرب النظامية التي تلتزم بقواعد وقوانين عسكرية صارمة، و«الحوثيون» لا يأبهون بأي قانون أو نظام، فهم قتلة للمدنيين ونهابون لأموال الشعب اليمني، وقراصنة يستولون على السفن التجارية في أعالي البحار، ومعتدون آثمون يقتلون البشر الأبرياء في اليمن ذاته وفي المملكة العربية السعودية وفي دولة الإمارات، فهل تجدي معهم حرب تحكمها القوانين والقواعد والأعراف الدولية.
الإجابة هي لا، وقد حان الوقت لاستخدام عمليات نوعية أكثر تأثيراً ووجعاً لكي يتم القضاء عليهم قضاءً مبرماً. وإن النصر القريب لقادم بإذن الله.

عن "الاتحاد" الإماراتية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية