هل استعادت الرياض زمام تجاوز "أزمة" خاشقجي؟

السعودية

هل استعادت الرياض زمام تجاوز "أزمة" خاشقجي؟


24/10/2018

قال وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، أمس، إنّ مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، في قنصلية المملكة العربية السعودية في إسطنبول "حادث بغيضٌ ولا يمكن تبريره"، مشيراً إلى أنّ المملكة "تمرُّ بأزمة" بسبب هذه القضية.

وبعد فترةٍ من فوضى التصريحات واضطراب الروايات وتأخّر الإعلان عن مقتل خاشقجي، اتجهت الرياض في الأيام الأخيرة إلى محاولة استعادة زمام الأمور؛ من خلال توقيف ثمانية عشر مُتّهماً بمقتل الصحفي خاشقجي، وتأكيد العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، بأنّ من قام بهذه الجريمة "سيُحاسب أياً كان".

تسعى السلطات السعودية من خلال هذا الحدث إلى تقديم المملكة المحافظة على أنّها وجهة تجارية

والظاهر أنّ هذه الجدية السعودية تلقى استحساناً لدى عواصم القرار الكبرى، التي تنتظر كشفاً كاملاً لحقيقة قتل خاشقجي، والمؤكد أنّ الرياض أخذت على عاتقها أن تفي بانتظارات الرأي العام والمجتمع الدولي لتجلية هذه القضية بشفافية، واعتبر وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في مقابلة بثتها قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، مقتل خاشقجي خطأً جسيماً، مؤكداً أنّ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لم يكن على علم بالواقعة. وأشار إلى أنّ المملكة ستواصل تقديم معلومات في شأن القضية عندما تكون متاحة.

اقرأ أيضاً: العالم يستثمر في السعودية رغم الحملات

وأعلن الجبير أنّ المملكة تعمل للعثور على جثة خاشقجي وتحديد ما حدث، مشيراً إلى أنّ العلاقات بين واشنطن والرياض ستتجاوز الأزمة.

منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" في الرياض

وزير الطاقة السعودي: نمرّ بأزمة وأيامٍ صعبة

من جانبه، قال وزير الطاقة السعودي خلال مشاركته في منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" في الرياض الذي انطلقت أعماله أمس، "كما تعلمون هذه أيام صعبة (...) ونحن نمر بأزمة"، مضيفاً، كما أورد تقرير لـ "وكالة الصحافة الفرنسية" أنّ مقتل خاشقجي "مقيتٌ ومؤسفٌ ولا يمكن لأحد في المملكة أن يبرّره".

إيلين والد: انسحاب رؤساء شركات أمريكية بارزين من المنتدى يخلق فرصة أمام الشركات الروسية والآسيوية

وينظّم المؤتمر صندوقُ الاستثمارات العامة الذي يترأسه ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان. وتسعى السلطات السعودية من خلال هذا الحدث إلى تقديم المملكة المحافظة على أنّها وجهة تجارية واستثمارية مربحة، في إطار خطة تنويع الاقتصاد المرتهن تاريخياً للنفط، وتمهيد الطريق لمبادرات جديدة وعقود بمليارات الدولارات. وقالت الخبيرة في الشؤون الاقتصادية السعودية إيلين والد لـ "وكالة الصحافة الفرنسية" إنّ "انسحاب رؤساء شركات أمريكية بارزين من المنتدى يخلق فرصة أمام الشركات الروسية والآسيوية". وأضافت "لكن ليست هناك مؤشرات بعد على أنّ الشركات بدأت تبتعد عن قطاع الأعمال في المملكة".

لا تأثير بعيد المدى في الاقتصاد السعودي

وقال تقرير لوكالة أنباء "رويترز" أمس إنّ "السعودية وقعّت أمس اتفاقات بقيمة 50 مليار دولار في إظهار لاحتفاظها بقدرتها على جذب الاستثمارات"، واستطردت "رويترز" بالقول إنّ المملكة وقّعت 25 اتفاقاً بقيمة 50 مليار دولار في قطاعات النفط والغاز والصناعات والبنية التحتية مع شركات مثل ترافيجورا وتوتال وهيونداي ونورينكو وشلومبرجر وهاليبرتون وبيكر هيوز. وقالت أرامكو السعودية إنها وقعت "15 مذكرة تفاهم بقيمة 34 مليار دولار".

المملكة وقّعت 25 اتفاقاً بقيمة 50 مليار دولار في قطاعات النفط والغاز والصناعات والبنية التحتية

ونقلت "رويترز" عن باتريك بويان، الرئيس التنفيذي لتوتال، قوله إنّ شركة النفط والغاز الفرنسية ستعلن عن شبكة تجزئة في السعودية بالتعاون مع شركة أرامكو.

وأوردت "رويترز" بأنّ مسؤولين تنفيذيين كبار من شركات آسيوية ترددوا في الانسحاب، "ومن ثم فإن مشاركة مؤسسات صينية ويابانية قد تساعد الرياض على أن تقول إنّ المؤتمر الذي يستمر انعقاده اليوم وبعد غدٍ نجح.  ولهذه الأسباب، قد لا يكون للمقاطعة الغربية أثر يذكر في الأجل الطويل على الآفاق الاقتصادية السعودية"، وفق "رويترز"

رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو: من الصعب للغاية إلغاء صفقة سلاح مع الرياض

الاقتصاد والاستثمارات مدخلاً لتجاوز الأزمة؟

وفي مقابلة أمس مع "بي بي سي" أشار الخبير الاقتصادي، الدكتور مصطفى البازركان، في الإجابة عن سؤال يتعلق بمقاطعة العديد من الدول والشركات لحضور المؤتمر، إلى أن هناك من يمثل هؤلاء الشركات في الحقيقة، "فحتى لو غاب بعض مدراء كبرى الشركات، فإن ممثليهم حضروا المؤتمر، الذي حاول بعدم تأجيل انعقاده الفصل بين الاستثمار وبين السياسة". ولفت البازركان النظر إلى أن انعقاد وقيام المؤتمر في ظل القضية بدلاً من تأجيله هو اختبار واضح للشركات، ولمن يرغب منها في الاستثمار داخل السعودية أو جلب الاستثمارات لبلاده. وفيما يتعلق بالدخول الروسي القوي أشار البازركان إلى أنه ليس التعاون الأول بين البلدين؛ إذ ثمة تنسيق دائم بين هاتين الدولتين، والتعاون سيستمر للمدى البعيد شاملاً الصين والدول الآسيوية. وتوقع البازركان بأن المؤتمر سيخرج بعقود وعلاقات اقتصادية جديدة بين هيئة الاستثمار السعودي وبين الشركات المستعدة للاستثمار في السعودية وجلب الاستثمارات لبلادها.

الدول السبع و"عدم إغلاق النوافذ"

وفي مؤشر موارب إلى رغبة العواصم الكبرى في عدم إغلاق النوافذ أمام "الخروج من الأزمة وعدم توتير العلاقات مع الرياض" دان وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى أمس مقتل الصحفي خاشقجي "بأشد العبارات الممكنة"، وقالوا إن الرياض يجب أن تضمن عدم تكرار مثل هذا الحادث مرة أخرى، كما أفادت "رويترز"، التي نقلت من جانب آخر عن رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، تأكيده أنه "سيكون من الصعب للغاية إلغاء صفقة سلاح مع الرياض تصل قيمتها إلى 13 مليار دولار كما يطلب معارضون".


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية