هل بدأت آثار الملء الثاني لسد النهضة على السودان؟

هل بدأت آثار الملء الثاني لسد النهضة على السودان؟


18/07/2021

انخفضت واردات مياه سد "الروصيرص"، الذي يبعد نحو 20 كم عن سد النهضة الإثيوبي بنسبة تصل إلى النصف، في أول آثار الملء الثاني للسد.

وكانت إثيوبيا قد أبلغت مصر والسودان رسمياً في 6 تموز (يوليو) الجاري ببدء الملء الثاني لسد النهضة، وسط اعتراضات لدولتي المصب.

وكان مجلس الأمن قد عقد جلسة حول سد النهضة استمع فيها إلى آراء الدول الـ3، ودعا إلى استئناف المفاوضات المتوقفة بينهم منذ شهور، تحت مظلة الاتحاد الأفريقي.

وتؤكد دولتا المصب على أنّ استمرار إثيوبيا في نهجها الأحادي دون التوصل إلى اتفاق ملزم يعرض الملايين في الدولتين للمخاطر.

انخفاض كمية المياه في السد يرجع إلى تعلية الحاجز الأوسط الذي يسمح بمرور المياه إلى السودان ومصر من الفتحتين السفليتين للسد

ونقل "مرصد مينا" عن وسائل إعلام سودانية أنّ "إدارة سد الروصيرص السوداني الذي يبعد نحو 550 كم عن العاصمة الخرطوم، أكدت استمرار انخفاض واردات مياه السد من النيل الأزرق بنسبة 50%، لافتة إلى أنّ "تأخر استئناف المفاوضات حول سد النهضة بين كل من السودان ومصر من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى، سوف يعرّض سد الروصيرص للخطر".

ومن جانبه، أكد خبير المياه المصري الدكتور نادر نور الدين على انخفاض منسوب المياه في سد "الروصيرص" إلى النصف بالسودان، مرجحاً أن تقل كمية المياه الواصلة إلى سد وخزان "الروصيرص" إلى النصف، وقد تقل إلى 20٪ فقط في الأيام القادمة.

وأرجع الخبير سبب انخفاض كمية المياه في السد إلى تعلية الحاجز الأوسط للسد الإثيوبي الذي يسمح بمرور مياه النيل الأزرق والسماح فقط بمرور المياه إلى السودان ومصر من الفتحتين السفليتين للسد، والتي تسمح بمرور من 50 إلى 70 مليون متر مكعب فقط في اليوم، وتخزين الباقي أمام السد (تخزين من 300 إلى 400 مليون متر مكعب يومياً أثناء تموز (يوليو) وآب (أغسطس).

وأشار الخبير المصري إلى أنّ هذا يعادل أقل من 20٪ ممّا تعودت مصر والسودان على استلامه في مثل هذا التوقيت من كل عام، بما يمثل صدمة مائية لمصر والسودان بسبب تقليص 80٪ من حصتهما من مياه النيل الأزرق، وبالتالي تؤثر على كل محطات الشرب في شرق السودان وكذلك على توليد الكهرباء من سدود؛ الروصيرص وسنار وميروي، دون توفير إثيوبيا لمصدر بديل لهذه المياه ليعوض مصر والسودان عن هذا النقص الكبير الجائر، خاصة أنّ الفيضان ما يزال في أيامه الأولى، ولا يمكن التنبؤ بمستواه العالي أو المنخفض قبل منتصف آب (أغسطس) القادم، حيث تكون إثيوبيا قد انتهت من التخزين، وبعدها تبدأ مياه الفيضان في الوصول إلى السودان ومصر.

 وأوضح نور الدين أنه ربما تكون مياه الفيضان قوية وجارفة بعد انقطاع وضعف طوال شهرين فيعاني السودان من القحط ثم من الفيضان الجارف، وهذا بسبب عدم الاتفاق والتنسيق بين الدول الـ3 والسماع لاحتياجات ومعاناة السودان من تداعيات التخزين ثم من فتح المياه والفيضان دون عدالة.

يُذكر أنّ مصر تخشى من تأثير السد على حصتها من مياه نهر النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً، وأنّ للخرطوم مخاوف من أثر السد الإثيوبي على تشغيل السدود السودانية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية