هل تبحث إيران عن وسطاء؟ اعتراف غير مباشر

هل تبحث إيران عن وسطاء؟ اعتراف غير مباشر


23/05/2019

أعلنت إيران، بشكل غير مباشر، وضمنياً، فشل الوساطة العُمانية مع الولايات المتحدة، لوقف التصعيد بين الطرفين.

وحمل النفي الإيراني وجود وساطة عمانية بينها وبين الولايات المتحدة، تأكيداً على أنّ طهران كانت تراهن على زيارة الوزير المكلف بالشؤون الخارجية في سلطنة عمان، يوسف بن علوي، لإنقاذها من ورطة التصعيد الكلامي الذي تبارى المسؤولون الإيرانيون فيه لإظهار التماسك وتحدّي واشنطن، وفق موقع "ميديل إيست أون لاين".

إعلان إيراني غير مباشر عن فشل الوساطة العُمانية مع واشنطن لوقف التصعيد بين البلدين

ودأبت إيران على ممارسة اللعبة بالطريقة نفسها؛ أي التصعيد العلني، مع المراهنة على القناة العمانية، للتحرّك بشكل موازٍ وسري لتبريد الخلاف مع واشنطن، لكنّ تشدّد إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في شروطها بدد الرهان الإيراني على دور الإطفاء، الذي دأبت سلطنة عُمان على النهوض به.

وأكّدت الرئاسة الإيرانية، أمس؛ أنّ مباحثات وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ونظيره العُماني، يوسف بن علوي، في طهران، الإثنين الماضي، "لم تكن حول الوساطة".

ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية، عن مدير مكتب الرئيس الإيراني، حسن روحاني محمود واعظي، القول، على هامش اجتماع الحكومة: إنّ "وزير الخارجية العماني أجرى مباحثات مع ظريف، وقام وزير الخارجية خلال اجتماع الحكومة بتقديم تقرير عن تلك المباحثات".

وأكّد "لم تكن مباحثات وزير الخارجية العماني مع إيران تتعلق بالوساطة".

ويعتقد مراقبون؛ أنّ النفي الإيراني لا يمكن أن يلغى بمجرد تصريح ما راج عن الوساطة، ولكنه على الأقرب رسالة إلى الداخل، وإلى أذرع طهران في المنطقة، لإظهار أنها "لم تتراجع"، ولم تبحث عن وسطاء، خاصة أنّ وسائل الإعلام الإيرانية قد نقلت أنّ الوزير العُماني ناقش مسائل إقليمية ودولية مع ظريف، وهو ما يعني أنّ الزيارة لم تكن روتينية.

كما يعرف عن الوزير بن علوي؛ أنّ زياراته موجهة وهادفة وترتبط دائماً بتسويات ووساطات.

وأشاروا إلى أنّ "المسؤولين الإيرانيين لم يتدخلوا في البداية للنفي، حين كان الجدل قوياً بشأن الزيارة وخلفياتها والنتائج المأمولة منها، ما يعني أنهم كانوا ينتظرون أن تفضي تلك الوساطة إلى موقف يسهل أمامهم عملية التراجع وحفظ ماء الوجه، وحين فشلوا في الحصول على "ضمانات" مالوا إلى الإنكار".

وكانت مصادر دبلوماسية غربية قد كشفت؛ أنّ "يوسف بن علوي نقل إلى نظيره الإيراني رسالة أمريكية تعكس جدية واشنطن في الذهاب إلى أقصى حدود التصعيد مع إيران، في حال أقدمت على أيّ عمل ذي طابع عدائي، تجاه الولايات المتحدة أو حلفائها في المنطقة".

وذكرت المصادر ذاتها؛ أنّ توجّه بن علوي إلى طهران جاء بعد أن أبلغ وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، السلطان قابوس بن سعيد، في اتصال هاتفي قبل أيام قليلة، أنّ هدف أمريكا ليس إسقاط النظام في إيران؛ بل تغيير سلوكه، وأنّ هذا هو السبب الذي دفع واشنطن إلى فرض المزيد من العقوبات على طهران.

ولعبت سلطنة عُمان في السابق دور الوسيط في أكثر من ملف، من ضمنها ملف الأزمة اليمنية، وقبله الملف النووي الإيراني، الذي وقعته طهران مع القوى الستّ الكبرى، عام 2015، كما استضافت العديد من المحادثات السرية والعلنية.

وسلطنة عُمان إحدى دول الخليج التي تجمعها علاقات جيّدة مع طهران، رغم التوتر الخليجي الإيراني، لكنّ هذه العلاقات الجيدة لا تمنع مسقط من النأي بنفسها عن سياسات إيران المهددة للأمن الإقليمي.

اتفاقية عُمانية بريطانية تتعلق بالمجال الأمني تسبِّب القلق لإيران وتزيد أعباءها في المنطقة

وتحتفظ مسقط بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة وبريطانيا، وينظر إليها دائماً على أنها القناة التي يتم اللجوء إليها وقت الحاجة، لحلّ الخلافات بعيداً عن الأنظار.

وجاء الإعلان الإيراني في الوقت الذي عززت فيه السلطنة علاقاتها مع شريكها التاريخي بريطانيا؛ إذ وقع الوزير بن علوي "اتفاقية تعاون وشراكة" مع نظيره البريطاني، جيريمي هانت، وهي اتفاقية ستكون موضع قلق بالنسبة إلى إيران، خاصة ما تعلق بالمجال الأمني؛ حيث تلتزم بريطانيا من خلالها بحماية أمن منطقة الخليج، وهو ما يسبب عبئاً إضافياً على طهران، في ظلّ الضغوط الأمريكية الحالية.

وتقوم هذه الاتفاقية، وفق البيان، على استخدام مرافق في مسقط، لأعوام طويلة، مقابل التزام بريطاني بأمن الخليج، وإنفاق 3 مليارات جنيه إسترليني، في أنحاء المنطقة لمدة 10 أعوام.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية