هل تجعل سياسات الدوحة مونديال قطر حلماً بعيد المنال؟

كأس العالم

هل تجعل سياسات الدوحة مونديال قطر حلماً بعيد المنال؟


04/11/2017

يقال إن واحداً من أكثر أسباب السعادة شيوعاً بين البشر في هذا العصر، هو كرة القدم، الرياضة التي تحدث عنها السياسيون والمثقفون والمبدعون، كما لمع في سمائها نجوم لا تنساهم ذاكرة العصر، حتى أقيمت لأجلها البطولة الرياضية العالمية الأكثر جاذبية في التاريخ الحديث؛ المونديال، أو كأس العالم لكرة القدم.

عالمنا العربي، الذي يعاني اليوم من تداعيات "الربيع العربي"، كان يمكن له من بعد كل العنف والإرهاب وتجريف المدن وتهجير السكان ليصبحوا لاجئين، أن يختار مباراة كرة قدم، لتضفي على وجهه بعض السعادة، لكن هذا الأمل الذي انعقد على قدوم العام 2022، حيث تستضيف دولة قطر كأس العالم فيه، يلاقي الكثير من الانتقادات في الآونة الأخيرة، وأبرزها وليس آخرها، دعوات منظمة "هيومان رايتس ووتش" للانتباه إلى الإنسان قبل الحدث.
المنظمة، أصدرت تقريراً تناقلته وسائل الإعلام، حيث قالت فيه إنّها "قلقة بشأن حالات وفاةٍ بين العمال الذين يعملون في إنشاء الملاعب" كما طالبت بـ "توفير الحماية لآلاف العمال بسبب الظروف الجوية الشديدة الحرارة". وفق ما نشرته صحيفة (الحياة) يوم 27 أيلول (سبتمبر) 2017.

قطر، ردت في ذلك الحين من خلال اللجنة العليا للمشاريع بالقول إنّها تتخذ "إجراءاتٍ وقائية لحماية العمال وإن اللجنة ليست الجهة المخولة بالتحقيق في أسباب الوفاة كما طلب تقرير هيومان رايتس ووتش"، بحسب المصدر ذاته. وفي وقت لاحق اعترفت هيومان رايتس ووتش أنّ الدوحة تستجيب لطلبات المنظمة الدولية.
وتلقي الأزمة الخليجية بظلالها على ملاعب المونديال، فليس تقرير المنظمة الحقوقية وحده، هو من تحدث عن تفاصيل تجهيزات دولة قطر للمونديال، إذ  كان يفترض أن تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة، وكذلك البحرين، باستضافة مشجعي المونديال على أراضيها عام 2022، بحسب ما ذكره المحلل الرياضي أحمد الشامي في تقريرٍ لموقع سبوتنيك بتاريخ 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2017.
لكن اليوم، ومع الاتهامات التي وجهتها دول الرباعية العربية لقطر "بدعم منظماتٍ إرهابية"،  فإن هذه الاستضافة لضيوف المونديال تبدو بعيدة المنال، خصوصاً أنّ المشجعين القادمين من مختلف دول العالم سوف يواجهون صعوباتٍ بسبب مشكلة حظر الطيران.
من جانب آخر، فتح برنامج وثائقي أنتجته قناة "الغد العربي" الباب على تساؤلٍ بشأن ملف المونديال، بالتركيز على تعاقد قطر مع عالمٍ بيئي معروف هو "يان آرثوس بيرتراند" الذي قال خلال البرنامج إنّ دولة قطر "تواصلت معه في عام 2010 قائلة إنها سوف تعد لكأس عالم على أساس ملائمٍ للبيئة". وعلى هذا الأساس قام العالم بدعم  ملف ترشح قطر للفوز بتنظيم البطولة، لكنه اعترف لمعد البرنامج أنه لم يدرس الملف جيداً وقال: "إن عقد البطولة تحت حرارة 50 درجة مئوية مستحيل".
وأشار البرنامج إلى أن بيرتراند لم يركز، كما يبدو، على اقتراح قطر تكييف الملاعب والذي وضح البرنامج أنه "في حال تم تكييف الملاعب الأربعة المعدة للبطولة فإن ذلك سوف يستهلك الكثير من الطاقة، إضافة إلى أنّ الهواء الذي يتم تكييفه سوف يُشبع بالغازات السامة التي تؤدي إلى تغير المناخ". وهو ما اعترف به بيرتراند بقوله: "ربما كنت مخطئاً، لكنني كنت قد أنفقت كل أموالي فوافقت على رؤية القطريين وصناعة فيلم عن البيئة اشتروا حقوقه كاملة".
ويشير الوثائقي نفسه إلى حديثٍ لنجم الكرة العالمي "زين الدين زيدان" الذي قال لإحدى الصحف إنه "تقاضى مبلغاً من المال مقابل دعمه ملف ترشح قطر للمونديال" بعدما أوردت صحف غربية عديدة قصصاً عن تلقيه لهذا المال عام 2011.
ولا يكتفي الوثائقي بذلك حين يعرض مقابلة مع نجم الكرة العالمي السابق "ميشيل بلاتيني" قال فيها إن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي "لمح إليه بوضوح للتصويت لمصلحة قطر في ملف ترشحها للمونديال خلال عشاء في قصر الإليزيه مع ولي العهد القطري ورئيس وزراء قطر".
أما التقرير الأكثر أهمية، فكان ما أشارت إليه قناة (العربية) ضمن واحدة من تغطياتها الإعلامية، وجاء فيها أنّ "صحيفة بيلد الألمانية نشرت مقاطع من تقرير مايكل غارسيا كبير المحققين الدوليين في "لجنة الفِيم" بالفيفا، تضمن معلومات عن دفع قطر لرِشى بشأن ملف استضافتها لمونديال عام 2022".
ولا تتوقف سخونة ملف مونديال 2022 عند سخونة الأرض التي يحظر العمل فيها خلال أشهر الصيف "من 11.30 ظهراً وحتى الثالثة بعد الظهر" بسبب الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة، فالمونديال وقبل قدومه بخمس سنوات تقريباً، يتصاعد من جهته دخان السعادة الممزوج "بدعم الإرهاب" فلا يبدو  أن هنالك سعادة حقيقية سوف ترتسم على وجه العالم العربي باستضافة المونديال، وفق ما أشار  إليه وزير الشؤون الخارجية في دولة الإمارات العربية أنور قرقاش ونقله موقع (روسيا اليوم )بتاريخ 10 تشرين الأول (أكتوبر) 2017، حيث قال: "إن استضافة قطر لكأس العالم لكرة القدم عام 2022 تتوقف على ما إذا كانت الدوحة ستتخلى عن سياساتها "الداعمة للإرهاب والتطرف".
وعزز تقرير جديد نشرته شركة "كورنر ستون غلوبال" الشكوك حول قدرة قطر على استضافة كأس العالم 2022 وتسديد باقي تكاليف الإنشاءات التي مجموعها نحو 200 مليار دولار حال استمرار المقاطعة.
وقالت الدراسة التي نشرت (BBC) أجزاء واسعة منها وتناقلتها مواقع إخبارية أواحر الشهر الماضي، إن الاستشاريين الإداريين بشركة كورنر ستون العالمية التي تعمل على تقييم تأثير الأزمة الدبلوماسية التي تتعرض لها قطر، حذرت شركات البناء العاملة في مشروع البنية التحتية لقطر التي تبلغ قيمتها 200 مليار دولار بأنه أضحى "عالي الخطورة".
وذكرت الدراسة أنّ المطلعين على البطولة وخبراء إقليميين قالوا إن تنظيم الدوحة لكأس العالم أصبح "بعيداً كل البعد" بسبب الأزمة، في وقت تزعم اللجنة العليا لتنظيم كأس العالم في قطر بأنه ليس هناك أي خطر على مستقبل كأس العالم 2022.

 

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية