هل تستخدم تركيا سد إليسو أداة ضغط على السلطات العراقية؟

هل تستخدم تركيا سد إليسو أداة ضغط على السلطات العراقية؟


30/06/2020

صرّح وزير الموارد المائية العراقي، مهدي رشيد مهدي، بأنّ بلاده طلبت من تركيا إجراء مباحثات لضمان حصّة العراق المائية وبحث تشغيل سد إليسو التركي على نهر دجلة، فيما أكد مراقبون أن تركيا تحاول استخدام موضوع السد كورقة رابحة للتفاوض مع العراق بشأن انتهاك سيادتها بحجّة ملاحقة حزب العمال الكردستاني على الأراضي العراقية.

وقال الوزير في تصريح لصحيفة "الصباح" الحكومية، الثلاثاء: إنّ "الوزارة طلبت من الجانب التركي إجراء محادثات بشأن سد إليسو للاتفاق على خطة تشغيل السد دون الإضرار بحصة العراق المائية".

مهدي: العراق طلبت من تركيا إجراء مباحثات لضمان حصة العراق المائية وبحث تشغيل سد إليسو على نهر دجلة

وأضاف: "السد سيكون له تأثير سلبي كبير على نهر دجلة بعد اكتمال عملية الملء خلال المواسم المقبلة، إلا أنه لن يكون له تأثير خلال الوقت الحالي لوجود مخزون مائي كبير".

في السياق، أكد مراقبون لـ "حفريات" أنّ تركيا يمكن أن تستخدم السد والمفاوضات المتعلقة بحصة العراق المائية للحصول على دعم السلطات العراقية في ملاحقة حزب العمال الكردستاني على الأراضي العراقية.

وتشنّ تركيا عملية عسكرية واسعة على شمال العراق بزعم تقويض قدرات حزب العمال الكردستاني، لكنّ مسؤولين عراقيين سابقين حذّروا من تطور جيوسياسي خطير.

واستدعى العراق السفير التركي مرّتين خلال الشهر الجاري لتسليمه احتجاجاً شديد اللهجة على العمليات العسكرية التي سقط خلالها ضحايا مدنيون.

وكان قد حذّر تقرير صادر من جمعية المياه الأوروبية من أنّ العراق قد يفقد 33 مليار متر مكعب من مياه نهر دجلة سنوياً بسبب سياسة تقليل المياه التي تتبعها تركيا. وسيكون لتخفيض كمية المياه في مجرى النهر تأثير كبير على المنشآت الهيدروليكية الحالية على نهر دجلة، وسيؤدي إلى تغيير النمط الطبيعي لتدفق مياه النهر، مع انعكاسات على إمدادات الطاقة المتولدة من نظامين رئيسيين لتوليد الطاقة.

مراقبون: تركيا يمكن أن تستخدم موضوع السد للحصول على دعم السلطات العراقية في ملاحقة حزب العمال الكردستاني

ووفقاً لتقرير جمعية المياه الأوروبية؛ فقد انخفضت حصّة المياه المتدفقة إلى العراق بمقدار الثلثين في السنوات الماضية، ومع استمرار هذا الانخفاض بدأت مشكلة الجفاف بالظهور.

داخلياً: ستغمر البحيرة الصناعية التي ستنتج عن السد العديد من القرى منها مدينة حسن كيف الأثرية، ومعها ذكريات عشرات الآلاف من سكان هذه المدينة القديمة التي تعود إلى 12 ألف عام.

بالمقابل ترفض حكومة العدالة والتنمية التي يتزعمها أردوغان أي انتقادات بهذا الصدد، بحجّة أن معظم آثار مدينة حسن كيف نقلت إلى مكان آمن، وأن مدينة جديدة شُيّدت في مكان قريب لينقل إليها سكان هذه المكان التاريخي البالغ عددهم عدّة آلاف.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية