هل تستعد إسرائيل لتوجيه ضربة عسكرية للنووي الإيراني؟

هل تستعد إسرائيل لتوجيه ضربة عسكرية للنووي الإيراني؟


28/10/2021

على خلفية تعثر الجهود الأمريكية لإعادة طهران إلى طاولة المفاوضات من أجل اتفاق نووي جديد، يبدو أنّ الأوساط السياسية والعسكرية في إسرائيل، وربما واشنطن أيضاً، باتت تدرك أنه يجب توفير خطة عسكرية حال فشل الدبلوماسية، وأنه سيكون من الصعب إقناع إيران بالتفاوض دون خيار عسكري قابل للتطبيق.

وأشارت العديد من التقارير الصحفية الإسرائيلية، خلال الأيام الماضية، إلى استئناف سلاح الجو الإسرائيلي تدريباته لتنفيذ ضربة عسكرية محتملة على المواقع النووية الإيرانية بعد عامين من توقف هذه التدريبات.

اقرأ أيضاً: فرنسا تتوعد إيران... ما علاقة الملف النووي؟

وأوضحت تقارير نشرتها "القناة 12" وموقع "تايمز أوف إسرائيل"، أنّ رئيس الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي أمر بتمويل هذه الخطوة، التي تأتي على خلفية تعثر الجهود الأميركية لإعادة طهران إلى طاولة المفاوضات من أجل اتفاق نووي جديد.

هل اقتربت المواجهة؟

ووفق ما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية "مكان" يوم أمس الأربعاء، فإنّ إسرائيل تعد خططاً لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، في حال فشل المفاوضات حول الملف النووي، موضحة أنّ الحكومة الإسرائيلية أوعزت إلى الأجهزة الأمنية بإعداد خطط لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، في حال تعثر المفاوضات النووية مع طهران.

وفي وقت سابق، قال وزير المالية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إنّ المواجهة مع إيران مجرد مسألة وقت، "وليس الكثير من الوقت".

وأكد أنّ برنامج إيران النووي لن توقفه أي عملية دبلوماسية أو اتفاق، وأشارت إلى أنّ إسرائيل قد أقرت فعلاً "ميزانية مليارية" لتعزيز قدراتها على استهداف نووي إيران، وفق ما أورد موقع "العربية".

هيئة البث الإسرائيلية "مكان":  إسرائيل تعد خططاً لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، في حال فشل المفاوضات حول الملف النووي

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد وافقت بالفعل على ميزانية بقيمة 5 مليارات شيكل، أي ما يعادل 1.5 مليار دولار، لتعزيز قدراتها على استهداف البرنامج النووي الإيراني.

وذكرت مصادر أنّ "الأموال ستوجه نحو الطائرات وجمع المعلومات الاستخبارية، وربما استخدام الأقمار الاصطناعية، من بين خيارات أخرى".

إيران تستعد أيضاً!

وأشارت "الهيئة" إلى أنّ إيران تسعى هي الأخرى لنصب صواريخ في المنطقة بهدف صد غارات جوية إسرائيلية.

وحسب معلومات استخبارية عرضت على المستوى السياسي في إسرائيل، فإنّ إيران تسعى لنصب صواريخ أرض جو في سوريا ولبنان والعراق ومناطق أخرى لمنع الغارات الإسرائيلية، مشيرة إلى أنّ قوة سورية أطلقت بالفعل "صواريخ من منظومة إيرانية للدفاعات الجوية، على طائرات من سلاح الجو الإسرائيلي".

في السياق ذاته، قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إنّ إيران بدأت في نشر بطاريات صواريخ متطورة مضادة للطائرات في المنطقة، بما في ذلك في سوريا، وغيّرت نشر بطارياتها الصاروخية المضادة للطائرات، وفصلت راداراتها عن منصات إطلاق الصواريخ، ما يعني ضرورة "مشاركة المزيد من الطائرات الإسرائيلية على المشاركة في أي عملية محتملة ضد البرنامج النووي لإيران".

حدد مسؤولو الدفاع الإسرائيلي كمية متزايدة من الطائرات بدون طيار الإيرانية في أيدي حزب الله وحركة حماس وجماعات أخرى

ولفتت الصحيفة أيضاً إلى أنّ "سلاح الجو الإسرائيلي يدرك أنّ صناعة إيران قوية، في حين أنه قد لا يكون لديها قوة جوية، فإنّ قدرات طائراتها بدون طيار مقلقة وتشكل تهديداً كبيراً لإسرائيل ودول المنطقة الأخرى".

ووفقًا لـ"جيروزاليم بوست" فإنّ مسؤولي الدفاع حددوا كمية متزايدة من الطائرات بدون طيار الإيرانية في أيدي حزب الله وحركة حماس وجماعات أخرى".

هل اقتربت إيران من القنبلة النووية؟ 

ونقلت صحيفة "النيويورك تايمز" الأمريكية، عن خبيرٍ نووي أمريكي كبير، لم تذكر اسمه، قوله بأنّ إيران "باتت على بعد شهرٍ واحد من تخصيب كميّات كافية من اليورانيوم لإنتاج قُنبلة نوويّة".

اقرأ أيضاً: مدير الطاقة الذرية يحذر: إيران على بعد شهور من امتلاكها مواد قنبلة نووية

ويتفق الكثير من الجِنرالات والخُبراء الإسرائيليين مع خبير "النيويورك تايمز"، لكنهم يختلفون معه على المدة الزمنية، وأبرزهم إيهود باراك، الجِنرال ورئيس الوزراء الأسبق الذي دخل حلبة النقاش هذه وكان الأكثر تشاؤماً عندما قال "إيران ستُصبِح دولةً نووية، وأي عمل عسكري ضدها سيكون محدود الأثر والحل هو توثيق العلاقة مع واشنطن التي دمرها نِتنياهو"، وفق ما اورد موقع "رأي اليوم".

وكانت إسرائيل قد حذرت مراراً من أنها قد توجه ضربة لإيران، في حال تقدمها باتجاه الحصول على القنبلة النووية.

في سياق كلامه عن المسافة التي تفصل إيران عن العتبة النووية، أشار اللواء احتياط عاموس يدلين، رئيس معهد أبحاث الأمن القومي سابقاً، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية، إلى أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، تفاجأ بأمرين عند تسلمه مهام منصبه.

اقرأ أيضاً: النووي الإيراني: كم مرة على المفاوضات أن تُستأنف حتى يحدث انفراج؟

الأمر الأول هو أنّ الإيرانيين قريبون من النووي أكثر مما توقع. والأمر الثاني أنّ الخيار العسكري الإسرائيلي ليس محدثاً لسببين: الاتفاق النووي عام 2015 الذي جعل خطة الخيار العسكري غير ذي صلة، وعدم وجود ميزانية عامة لـ 3 أعوام بسبب الأزمة السياسية.

نقلت صحيفة "النيويورك تايمز" الأمريكية، عن خبيرٍ نووي أمريكي كبير، لم تذكر اسمه، قوله بأنّ إيران "باتت على بعد شهرٍ واحد من تخصيب كميّات كافية من اليورانيوم لإنتاج قُنبلة نوويّة"

ومن وجهة نظر يدلين فإنّ معضلة النووي الإيراني، تُختصر في أنّ الإيرانيين يدركون أنّ مَن يملك القدرة على مهاجمة إيران (واشنطن) لا يرغب بذلك، في حين أنّ مَن يملك الرغبة (إسرائيل) لا تملك القدرة.

يأتي ذلك بينما تجري الحكومة الإسرائيلية اتصالات ومشاورات مكثفة مع الولايات المتحدة الأمريكية، حول الملف النووي الإيراني، وتقول إسرائيل إنها تعارض عودة واشنطن للاتفاق النووي مع إيران.

ومن المتوقع استئناف مفاوضات فيينا قريباً، حول العودة إلى الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، الذي تم عقده في 2015، وانسحبت الولايات المتحدة منه في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية