هل تصمد انتخابات العراق في مهب الأزمات الداخلية والخارجية؟

هل تصمد انتخابات العراق في مهب الأزمات الداخلية والخارجية؟


06/06/2021

على عكس المفترض من تهيئة الأجواء للانتخابات في العراق بالاستقرار، إلا أنه كلما اقترب موعد الاستحقاق الانتخابي المبكر في 10 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، زادت أعباء العراق، وتداخلت الملفات فيه. 

وفي خضم حملة جريئة تقودها الدولة العراقية برئاسة حكومة مصطفى الكاظمي ضد الفساد، وتعتقل خلالها مسؤولين عديدين، من بينهم زعماء في الميليشيات المسلحة المرتبطة بإيران، عادت عمليات استهداف المصالح الأمريكية في العراق بما تحمله من عبء أمني، غير أنّ نجاح القوات العراقية في التصدي لتلك الصواريخ مؤشر إيجابي، يعزز الثقة في تلك الأجهزة وتأمين الدولة وصولاً إلى العملية الانتخابية.

وقال الجيش العراقي اليوم: إنّ الدفاعات الجوية في قاعدة عين الأسد الجوية التي تستضيف قوات أمريكية اعترضت طائرتين مسيّرتين وأسقطتهما.

وذكر الجيش في بيان، بحسب ما أوردته وكالة أنباء "رويترز"، أنّ منظومة الدفاع الجوي في قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار، في الساعة 0030 من اليوم 6 حزيران  (يونيو) تصدت لطائرتين مسيّرتين، وتمكنت من إسقاطهما.

وكان هجوم لنظام استطلاع جوي بدون طيار قد استهدف  قاعدة عين الأسد، لكنه لم يسفر عن وقوع إصابات، وذلك في 8 أيار (مايو) الماضي. 

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هجوم اليوم الأحد، وكانت جماعات مسلحة، يقول مسؤولون عراقيون إنها مدعومة من إيران، قد أعلنت مسؤوليتها عن هجمات مماثلة وقعت فيما مضى.

أعلن الجيش العراقي اليوم أنّ الدفاعات الجوية في قاعدة عين الأسد الجوية التي تستضيف قوات أمريكية اعترضت وأسقطت طائرتين مسيّرتين

ولا تكاد الحكومة العراقية  تركز على أزمة الفاسدين ومحاولة ضبط الأمن داخلياً، حتى تزيد الجارة تركيا من أعبائها بعمليات انتقامية من الأكراد داخل أراضيها، فقد استهدفت تركيا أمس مخيم مخمور للّاجئين، الذي يضمّ الآلاف من اللاجئين المدنيين، بدعوى اندساس عناصر من حزب العمال الكردستاني فيه، ما أسفر عن مقتل 3 من سكان المخيم، فضلاً عن تشريد الآلاف من المشردين بالأساس. 

وقد طالبت رئاسة جمهورية العراق القوات التركية بالانسحاب خارج أراضيها، ونددت بالقصف التركي على مخيم مخمور.

وقالت الرئاسة العراقية في بيان: "نشدد على ضرورة منع انتهاك السيادة العراقية، وسحب القوات التركية الموجودة في مناطق الإقليم والموصل، والتي تعتبر انتهاكاً لمبدأ حسن الجوار، ومخالفة للأعراف والمواثيق الدولية".

وأضافت، بحسب ما نقله موقع "روسيا اليوم"، أنّ "الهجوم الأخير على مناطق مخيم مخمور تصعيد خطير يُعرّض حياة المواطنين للخطر، بما فيهم اللاجئون، ويتنافى مع القانون الدولي والإنساني".

اقرأ أيضاً: العمليات العسكرية التركية شمال العراق.. دواعٍ أمنية أم أحقاد عثمانية؟

وأكدت الرئاسة العراقية على تعزيز العلاقات مع تركيا على أساس المصالح المشتركة وحلّ المشاكل الحدودية والملفات الأمنية عبر التعاون والتنسيق، ورفض الممارسات الأحادية الجانب في معالجة القضايا العالقة، ووجوب احترام السيادة العراقية.

وشددت على "رفض العراق المستمر بأن يكون ساحة صراع الآخرين والتعدي على سيادته، ويرفض أن يكون منطلقاً للعدوان على أي أحد". 

عبء صحي 

 في غضون ذلك، تتواصل الأعباء الصحية على العراق، والتي لم تقف عند تفشي جائحة كورونا، وتسجيل العراق الإصابات الأكثر عربياً، وإنما بتفشي مرض الفطر الأسود، والعودة القوية لأنفلونزا الطيور فيها. 

 ويعاني العراق من منظومة صحية مهترئة بفعل الحرب التي عانى منها العراق لأعوام، ثم ظهور تنظيم "داعش"، والخروج من حرب إلى حرب. 

 

شددت الرئاسة على رفض العراق المستمر بأن يكون ساحة صراع الآخرين والتعدي على سيادته، ويرفض أن يكون منطلقاً للعدوان على أي أحد

 

 ويسجل العراق حتى الآن أكثر من مليون و200 ألف إصابة بالفيروس، وأكثر من 16 ألف حالة وفاة. 

 وأفاد موقع "سكاي نيوز" بتزايد أعداد الإصابات بمرض الفطر الأسود في العراق، بعد أيام على تسجيل الحالة الأولى في محافظة ذي قار مطلع الشهر الجاري، وقد توفي ضابط برتبة لواء جرّاء إصابته بالمرض.

 ويقول مختصون، بحسب المصدر ذاته: إنّ ظهور الفطر الأسود في عدة محافظات عراقية يُعدّ مؤشراً سلبياً يفيد أنه ربما هناك تفشٍ واسع للمرض في مختلف مناطق العراق، الذي يشهد تسجيل آلاف حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد يومياً.

 وقال مصدر طبي في وزارة الصحة العراقية: إنّ "أعداد المصابين ارتفعت بعد تسجيل الحالة الأولى بشكل غير مفهوم، خاصة أنّ المرض غير مُعدٍ، وتشير إحصائيات الوزارة إلى تسجيل نحو 15 إصابة لغاية الآن، بعضها غير مؤكد، أو ما زالت في طور الفحص".

 ومن جهة أخرى، تشهد محافظة البصرة، جنوبي العراق، أزمة حادة تتمحور حول ازدياد الإصابات بفيروس إنفلونزا الطيور، ما استدعى تدخلاً سريعاً من وزير الزراعة في البلاد.

 

أعلنت كوادر المستشفى "البيطري" التعليمي في البصرة اليوم الأحد حالة الإنذار القصوى للتحري عن أنفلونزا الطيور في الأسواق والحقول

 

 وأعلنت وزارة الزراعة أمس السبت تشكيل لجان برئاسة محافظ البصرة أسعد العيداني، لحصر الأضرار والحد من انتشار مرض إنفلونزا الطيور في المحافظة، بحسب ما أورده موقع "سبوتنيك".

 وأعلنت كوادر المستشفى "البيطري" التعليمي في البصرة اليوم الأحد حالة الإنذار القصوى للتحري عن أنفلونزا الطيور في الأسواق والحقول.

وكشفت مديرية زراعة قضاء الزبير في البصرة، السبت، عن هلاك أكثر من 350 ألف طير دجاج في أحد حقول تربية الدواجن، نتيجة الإصابة بأنفلونزا الطيور.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية