هل تطيح الأزمة الاقتصادية بأردوغان وحزبه؟

هل تطيح الأزمة الاقتصادية بأردوغان وحزبه؟


09/05/2022

يعاني الاقتصاد التركي منذ أعوام من التضخم وتراجع الاستثمارات وتراكم الديون التي تزيد على )400( مليار دولار، بسبب سياسات حزب التنمية والعدالة الحاكم في تركيا ورئيسه رجب طيب أردوغان، بالإضافة إلى تبعات جائحة كورونا التي أثرت سلباً على الاقتصاد عالمياً.

 في الوقت الذي يواجه فيه أردوغان أسوأ أزمة اقتصادية في تركيا منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، تستمر السياسات الاقتصادية الخاطئة، والتي أدت إلى زيادة التضخم، ومضاعفة عدد المحتاجين للمعونات، وارتفاع نسبة البطالة.

وبالعودة إلى قرارات أردوغان الاقتصادية الخاطئة، فقد نقلت صحيفة "واشنطن بوست" أنّ الرئيس التركي يتخذ القرارات بما يتعلق بالعملة وبالإقالات والتعيينات في مناصب سيادية في المؤسسات المالية بشكل ارتجالي دون الرجوع إلى الخبراء المستقلين. 

 

هاكان كارا: الاقتصاديون المتمرسون على غير علم بمن يمدّ الرئيس بالنصيحة وإلى أين يتجه الاقتصاد

 

ووفقاً للصحيفة، فقد أقال أردوغان محافظين للبنك المركزي ومسؤولين آخرين قدّموا له نصائح بشأن بعض السياسات المالية، بينما استقال وزراء حكومة تحدّوا الاستراتيجيات الاقتصادية التي يتبنّاها، وحلّ محلهم آخرون يطرحون على ما يبدو القليل من الأسئلة، ويوافقون ببساطة على ما يقول.

 يقول كبير الاقتصاديين السابق في البنك المركزي التركي هاكان كارا، الذي غادر منصبه قبل عامين، ويحاضر الآن في جامعة بيلكنت في أنقرة: "المؤسسات موجودة لتقول الحقيقة للسياسيين".

 وأضاف: إنّه حتى وقت قريب، كانت هناك "ضوابط وتوازنات صحية" منعت الحكومة من ارتكاب أخطاء فادحة.

 وتابع: أمّا الآن، فإنّ "هذا النوع من التفاعل ضعيف للغاية"، ويقول الاقتصاديون المتمرسون إنّهم على غير علم بمن يمدّ الرئيس بالنصيحة، وإلى أين يتجه الاقتصاد، حسبما نقلت شبكة "الحرة".

إنجه: أردوغان متعب ومنهك وغير متزن

هذا، وتوقعت "واشنطن بوست" أن تصبح هيمنة الرئيس على السياسة الاقتصادية عائقاً بينما تقترب الانتخابات العام المقبل.

 الرئيس التركي يتخذ القرارات بما يتعلق بالعملة وبالإقالات والتعيينات في مناصب سيادية في المؤسسات المالية بشكل ارتجالي دون الرجوع إلى الخبراء المستقلين

 وفي الإطار ذاته، قال المرشح الرئاسي التركي السابق محرم إنجه: إنّ أردوغان متعب ومنهك وغير متزن، ولذلك لا يستطيع حلّ مشاكل تركيا الاقتصادية التي هو من صنعها، لافتاً إلى أنّه يريد رحيله عن الحكم بالسبل الديمقراطية، من خلال صندوق الاقتراع، مؤكداً أنّ أردوغان لم يبقَ لديه أيّ شيء ليقدّمه.

 وأضاف رئيس حزب "البلد"، خلال مشاركته في أحد البرامج على قناة "هابرترك" التركية: "إذا كانت قصتنا الوحيدة هي الإطاحة بأردوغان، فسنفعل ذلك، لكنّنا سننتهي أيضاً في وقت قصير، لهذا السبب نحتاج إلى الاتفاق على قضايا التعليم والسوريين والعلمانية والفساد والمشتريات العامة".

وأشار إنجه إلى أنّه إذا كان هناك جولة انتخابات ثانية بين أردوغان ورئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كيليتشدارأوغلو، فإنّه سيدعم الثاني بالتأكيد.

زيادة الأسعار مستمرة

 وحول آخر موجات رفع الأسعار في تركيا أعلن رئيس غرفة المخابز بمدينة أنقرة، جورسال ألنياشيك، فرض زيادة قيمتها (25) قرشاً في سعر رغيف الخبز بالمدينة.

 وأوضح ألنياشيك في تصريح صحفي نقلته صحيفة "زمان" التركية أول من أمس أنّ سعر رغيف الخبز ارتفع عقب هذه الزيادة إلى (3) ليرات.

 

محرم إنجه: أردوغان متعب ومنهك وغير متزن، ولذلك لا يستطيع حل مشاكل تركيا الاقتصادية

 

 وكان البنك المركزي التركي قد أعلن مؤخراً أنّ الزيادة في أسعار منتجات الخبز والمعكرونة والطحين والبرغل والحبوب ستستمر حتى الأشهر الـ4 المقبلة بسبب ارتفاع أسعار القمح، ممّا سيؤدي إلى زيادة التضخم الاستهلاكي بمقدار (17) نقطة.

 وعلى وقع ارتفاع أسعار الأعلاف، بدأ المزارعون الأتراك خلال الأشهر الأخيرة في ذبح المواشي لمواجهة الارتفاع الجنوني في تكاليف التربية.

 ممّا أسفر عن صعوبات في توفير الحليب الذي ارتفع سعر اللتر منه خلال (18) شهراً إلى (7.50) ليرات، بعدما كان يبلغ (2.8) ليرة مطلع عام 2021 الماضي، وخلال الفترة نفسها تضاعف سعر العلف الخاص بالمواشي.

 سياسات زراعية خاطئة

 من جانبه، شدد ممثل قطاع الزراعة التركي أشرف شكرلي، في تصريح صحفي، على ضرورة تعزيز أعداد المواشي داخل تركيا من خلال الاستيراد، مفيداً أنّ الوضع الحالي ناجم عن السياسات الزراعية الخاطئة للحكومة.

 وأوضح شكرلي أنّه في حال اتخاذ الإجراءات الصائبة اليوم بقطاع تربية الحيوانات وإجراء مراجعة جديدة للقطاع، فإنّ تركيا ستجني ثمار هذا الأمر بعد (26) شهراً من الآن.

 وأضاف قائلاً: "عملية التعافي ستستغرق وقتاً طويلاً، لهذا أصبح الاستيراد شرطاً لتدخل عاجل وسريع، ويمكننا تجاوز هذه المشكلة بتعزيز عدد المواشي وتقديم مزيد من الدعم للمزارعين".

 وأضاف شكرلي أنّه في ظل الأوضاع العادية يتم إرسال الإناث من المواشي التي تعرضت في السابق لمشكلة ما إلى المذابح، غير أنّ المزارعين باتوا عاجزين عن مواجهة ارتفاع تكاليف تربية المواشي، وهو ما دفعهم إلى إرسال مواشيهم إلى المذابح، مفيداً أنّ هذا الأمر أسفر عن ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والحليب.

 وذكر شكرلي أنّ الدعم الذي أعلنت عنه الهيئة الوطنية للألبان سيبطئ من وتيرة ذبح المواشي، غير أنّه يتوجب زيادة الدعم المقدّم، لكي يتمكن المزارع من تحقيق ربح.

 وفي السياق ذاته، تشير بيانات هيئة الإحصاء التركية إلى بلوغ معدلات التضخم الغذائي، في شهر نيسان (أبريل) الماضي نحو 90.8% على الصعيد السنوي.

وتعكس هذه البيانات تجاوز معدلات التضخم الغذائي في تركيا معدلات التضخم الغذائي عالمياً بنحو 61%، وهو ما يعني أنّ كلّ زيادة في أسعار السلع الغذائية على الصعيد العالمي يعادلها زيادة بمعدل (3) أضعاف داخل تركيا.

 وبالرجوع إلى تأثيرات الأوضاع الاقتصادية المتردية على النظام الحاكم، أشار استطلاع رأي حديث إلى فقدان ثلثي الناخبين الأتراك الثقة في قدرة حكومة حزب العدالة والتنمية على إصلاح الوضع الاقتصادي، في ظلّ أزمة التضخم المرتفع وتراجع قيمة الليرة.

 هل تصلح الحكومة الوضع الاقتصادي؟

 وعلى ضوء المشكلات الاقتصادية التي تشهدها تركيا، أجرت مؤسسة "متروبول" للأبحاث استطلاعاً للرأي حول الثقة في قدرة الحكومة على إصلاح الوضع الاقتصادي.

 ونشر رئيس مؤسسة متروبول، أوزر سنجار، نتائج استطلاع الرأي عبر تغريدة على تويتر.

 

جورسال ألنياشيك: فرض زيادة قيمتها (25) قرشاً في سعر رغيف الخبز ليصل سعره الإجمالي إلى (3) ليرات

 

 وتشير النتائج إلى فقدان 66.2% من المشاركين في الاستطلاع الثقة في قدرة الحكومة على إصلاح الوضع الاقتصادي.

 وأوضحت نتائج استطلاع الرأي أنّ 39% من المشاركين يرون أنّ أردوغان قادر على حلّ المشكلات الاقتصادية الحالية، بينما أكد 59% من المشاركين أنّ أردوغان لن يتمكن من حلّ المشكلات الاقتصادية العالقة.

مواضيع ذات صلة:

 مَن المسؤول عن ضرب الاقتصاد التركي؟

الليرة التركية إلى القاع: هل يطفو الاقتصاد التركي؟

هزة عنيفة في الاقتصاد التركي تعمق "الفردية" في نظام أردوغان


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية