هل تعتقد أنّك تفهم ما يدور في ذهنك حقاً؟

هل تعتقد أنّك تفهم ما يدور في ذهنك حقاً؟


29/08/2019

يعتقد البعض أنّ التأملَ فيما يدور بأذهانهم أمرٌ سهلٌ، لكننا بمحاولة تسليط الضوء على أفكارنا وخواطرنا، نقطع حبل الأفكار التي نحاول تحليلها، فكيف يمكننا فهم ما يدور في أذهاننا بوضوح؟

عكف الباحث في علم النفس في جامعة نيفادا، راسيل هلبرت في العقود القليلة الماضية على تدريب الناس على فهم ما يدور في أذهانهم بوضوح، لمساعدتهم في التعرف على خبراتهم العقلية أو الانفعالية بشكل عام.

وقال هلبرت، وفق ما أوردت شبكة بي بي سي إنّه استطاع معرفة ما يدور في عقول مئات الأشخاص منذ بداية الأبحاث. واكتشف من خلال نتائج دراساته أنّ الأفكار التي تجول في خاطرنا أكثر تنوعاً مما كنا نعتقد، وأشار إلى أنّ الخواطر التي نستحضرها في أذهاننا لا تعتمد على الكلمات فقط، كما يعتقد الكثيرون.

أكّد هلبرت أنّ البحث في الخواطر والانفعالات التي تدور في أذهان الناس ليس سهلاً

ويستخدم هلبرت إحدى طرق استكشاف الخبرات العقلية والانفعالية التي تعتمد على الوصف. إذ يطرح أسئلة مصممة ليجيب عليها الشخص إجابات محددة دون التأثير عليه ليصف طبيعة هذه الأفكار.

ويحمل الشخص معه جهاز تنبيه في مختلف البيئات، يطلق جرساً لتذكير الشخص بالانتباه إلى الأفكار التي كانت تدور في ذهنه قبل الجرس ويدونها. وفي نهاية اليوم يناقش الأفكار التي تواردت على ذهنه طوال اليوم مع عالم نفس، وما إن كانت هذه الأفكار تمثلت في صورة كلمات أو صور وانفعالات وأحاسيس مادية أو غير ذلك.

واكتشف هلبرت وجود تباين شاسع بين الناس بالوقت الذي يقضوه في التحدث إلى أنفسهم، إذ ذكر البعض أنّهم كانوا يتحدثون إلى أنفسهم أو يتصورون في أذهانهم حواراً مع شخص آخر في كل مرة كان ينطلق فيها الجرس، بينما قال بعض المشاركين أنّهم لم يتحدثوا إلى أنفسهم قط.

5 فئات للخبرات العقلية والانفعالية

توصّل هلبرت إلى وجود 5 فئات للخبرات العقلية والانفعالية، وهي: أولاً؛ التحدث إلى النفس. ثانياً؛ التمثلات الذهنية للعالم الخارجي، سواء في شكل صور حقيقية أو تصورات من نسج الخيال. ثالثاً؛ الانفعالات، كالغضب والسعادة. رابعاً؛ الوعي الحسي، كالإحساس بخشونة البساط تحت قدميك. وأخيراً؛ التفكير المجرد، الذي لا يتجسد في صورة كلمات أو صور، لكنه حاضر في الذهن.

وأكّد هلبرت أنّ البحث في الخواطر والانفعالات التي تدور في أذهان الناس ليس سهلاً، ويستهلك وقتاً طويلاً، ولا يزال هناك الكثير من الأسئلة التي لا نعرف إجاباتها بعد، كأسباب التباين بين الناس في عدد مرات التحدث إلى النفس، وتأثير الاختلافات الثقافية والخصال الشخصية على أنماط التحدث إلى النفس.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية