هل تكون عملية سوسة الإرهابية المسمار الأخير في نعش الغنوشي؟

هل تكون عملية سوسة الإرهابية المسمار الأخير في نعش الغنوشي؟


08/09/2020

حمّل أهالي مدينة "المكنين" حركة النهضة الإخوانية ورئيسها راشد الغنوشي المسؤولية عن الهجوم الإرهابي على رجلي أمن تونسيين أوّل من أمس في سوسة.

وهتف المشيعون خلال تشييع عنصر الحرس الوطني الذي قُتل في الهجوم الإرهابي في سوسة أول من أمس: "يا غنوشي يا سفاح... يا قاتل الأرواح".

اقرأ أيضاً: لماذا يسعى الغنوشي إلى تغيير القانون الانتخابي في تونس؟

وطالبت الشعارات برحيل الغنوشي خلال حضوره موكب تشييع عنصر الحرس الوطني، وفق ما نقلت وكالات الأنباء المحلية.

وفي السياق، تبنّى تنظيم "داعش" الإرهابي أمس الهجوم الدامي الذي وقع في مدينة سوسة شرقي تونس، وقتل فيه أحد عناصر الأمن الوطني وأصيب آخرون.

وذكرت وكالة "فرانس برس" أنّ حسابات مرتبطة بداعش على الإنترنت أعلنت مسؤوليته عن الهجوم الذي تمّ بسكين.

بدوره، قال رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي، خلال التشييع بمنطقة المكنين: إنّ أبناء تونس من أمنيين وعسكريين سيظلون سدّاً منيعاً أمام الإرهاب.

 

مشيعو عنصر الحرس الوطني الذي قُتل في الهجوم الإرهابي بسوسة يحمّلون حركة النهضة الإخوانية ورئيسها الغنوشي المسؤولية

 

وقال المشيشي: إنّ المكنين التي زفّت شهداء المعركة الوطنية، تزفّ اليوم شهيد تونس سامي المرابط، مشدداً على أنّ أبناء تونس من أمنيين وعسكريين سيظلون سدّاً منيعاً أمام الإرهاب.

وأكد المشيشي على أنّ هذه العملية الإرهابية هي دلالة واضحة على تخبط المجموعات الإرهابية التي أخطأت العنوان هذه المرّة، والتي لم ولن يكون لها مكان في تونس، لأنها ستصطدم بأسود من طينة سامي المرابط ورامي الإمام.

وذكّر رئيس الحكومة بالنجاحات المتتالية التي حققتها المؤسسة الأمنية، مشدداً على ضرورة تواصل هذه الجهود بالوتيرة نفسها مع ضرورة رفع درجات اليقظة أمام هذه الآفة.

 

الاتحاد العام التونسي للشغل يطالب بضرورة التصدي للخطاب التحريضي في البلاد، ويتهم أطرافاً سياسية لم يسمّها بمحاولة تبييض الإرهاب

 

كما أكد المشيشي أنّ الدولة لن تتوانى لحظة عن الإحاطة بعائلات شهداء وجرحى العائلة الأمنية للحصول على مستحقاتها، معبّراً عن مساندته لمبادرة رئيس الجمهورية في الإحاطة بعائلات الأمنيين، قائلاً: إنّ الحكومة ستعمل على تفعيل مبادرة الرئيس حتى يتحصل شهداء العائلة الأمنية وذووهم على حقوقهم بالكامل.

من جهتها، استنكرت رئيسة الحزب الدستوري الحر في تونس عبير موسي، أمس، سماح الحكومة والبرلمان لعدد من الأحزاب السياسية بتبنّي أفكار ومناهج متطرفة، في إشارة إلى حركة النهضة الإخوانية.

 

واتهمت موسي في كلمة لها الحكومة التونسية بـ"رعاية الإرهاب، نظراً لسماحها لتلك الأحزاب بمزاولة العمل السياسي داخل البلاد".

كما اتهمت موسي البرلمان التونسي بـ"دعم الجماعات الإرهابية المتطرفة، من خلال تستره على الأفراد المنتسبين للجماعات الإرهابية وتنظيم داعش الذين عادوا إلى تونس مؤخراً من بؤر التوتر".

 

تنظيم "داعش" الإرهابي يتبنى الهجوم الدامي الذي وقع في مدينة سوسة شرقي تونس، وقتل فيه أحد عناصر الأمن الوطني

 

وحذّرت رئيسة الحزب الدستوري الحر من مخاطر تلك الأفعال على الدولة التونسية برمّتها.

وأعلنت موسي أنها ستشرع في جمع التوقيعات اللازمة لعقد جلسة برلمانية، لمناقشة خطر الإرهاب داخل مؤسسة البرلمان.

من جانبه، طالب الاتحاد العام التونسي للشغل بضرورة التصدي للخطاب التحريضي في البلاد، متهماً أطرافاً سياسية لم يسمّها بمحاولة تبييض الإرهاب.

وأشار الاتحاد إلى وجود أطراف سياسية تستغل الديمقراطية للتجييش وبث الفتنة، مطالباً في الوقت ذاته بإجراء تحقيقات في بعض تصريحات المسؤولين.

اقرأ أيضاً: بالفيديو.. طرد الغنوشي من مسقط رأسه بهذه الهتافات

وفي الإطار ذاته، كان الرئيس التونسي قيس سعيد، صرّح أوّل من أمس، بأنّ الشعب "لم تعد تخفى عليه خافية"، واصفاً من يريد تغيير المشهد السياسي عن طريق الإرهاب بأنه "واهم".

وقال سعيد في تصريحات إعلامية: "العمليات الإرهابية والإجرامية لن تربط التونسيين، وواهم من يريد أن يرتب من خلال هذه العمليات أوضاعاً سياسية جديدة، لأنّ الشعب لم تعد تخفى عليه خافية".

يُذكر أنّ وزارة الداخلية التونسية كانت قد أعلنت أوّل من أمس عن القضاء على 3 إرهابيين واعتقال رابع، نفذوا عملية إرهابية على مقربة من منطقة سياحية في محافظة سوسة، أسفرت عن وفاة عنصر من الحرس الوطني وإصابة آخر.

وأذنت النيابة العامة في محكمة مكافحة الإرهاب بتونس بإيقاف 7 أشخاص على علاقة بالهجوم الإرهابي الذي حصل في محافظة سوسة بالوسط التونسي، وفق ما أفاد به الناطق الرسمي باسم المحكمة أمس.

 

عبير موسي تستنكر سماح الحكومة والبرلمان لعدد من الأحزاب السياسية بتبني أفكار ومناهج متطرفة، في إشارة إلى حركة النهضة الإخوانية

 

وأكد الناطق الرسمي، في تصريح للإعلام التونسي، أنّ من بين الموقوفين زوجة أحد منفذي الهجوم، بالإضافة لشقيقتي إرهابي ثانٍ يتحدّر من مدينة مكثر في محافظة سليانة بالشمال الغربي لتونس، إلى جانب إيقاف "عناصر استقطاب".

من جهته، قال الناطق الرسمي باسم الحرس الوطني العميد حسام الدين الجبابلي: إنه "تمّ التحقيق مع 43 مشتبهاً بهم، لهم علاقة بالعملية الإرهابية"، وتمّ توقيف 7 منهم فقط.

وأكد الجبابلي في تصريح لإذاعة تونسية أنّ الإرهابيين الذين تمّ القضاء عليهم "غير معروفين لدى الجهات الأمنية"، مشدداً على "أنّ هناك من يعمل على استقطابهم".

وكانت سوسة أيضاً موقعاً لأخطر هجوم للمتطرفين في تونس في عام 2015، الذي راح ضحيته 38 شخصاً، معظمهم من السياح البريطانيين، وتبنّاه حينها أيضاً تنظيم "داعش" الإرهابي.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية