هل تنجح جولة السعودية بين دول جوار ليبيا في توحيد الصف؟

هل تنجح جولة السعودية بين دول جوار ليبيا في توحيد الصف؟


29/07/2020

انتقلت المملكة العربية السعودية من مرحلة البيانات حول الأزمة الليبية، إلى المبادرة لمواجهة أيّ خلافات بادية بين دول جوار ليبيا، والاتفاق على صيغة واحدة للحل، وذلك خلال جولة لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بين مصر والجزائر وتونس.

وتُعدّ دول الجوار الليبي أكثر الدول المهدّدة بفعل توغل المقاتلين المحسوبين على بعض الفصائل السورية، داخل ليبيا، ما يجعل تلك الدول عرضة لموجات من تسلل هؤلاء، وما يصاحبه من عمليات إرهابية وزعزعة لاستقرار وأمن تلك الدول.

وقد حاولت تركيا استقطاب تونس والجزائر لدعم حكومة الوفاق، تحقيقاً لمصالح أنقرة، إلّا أنها فشلت في ذلك، غير أنّ شقاقاً بدا بين مصر والجزائر على وقع الأزمة الليبية، مع تصعيد القاهرة وإعلانها استعدادها تسليح القبائل الليبية للدفاع عن أراضيها أمام الميليشيات، فيما اعتبرت الجزائر أنّ تسليح القبائل يعني تحويل ليبيا إلى صومال جديدة، في إشارة إلى مخاطر الحرب الأهلية.

حاولت تركيا استقطاب تونس والجزائر لدعم حكومة الوفاق، تحقيقاً لمصالح أنقرة، غير أنّها فشلت في ذلك

وفي غضون ذلك، وسعياً من المملكة لتوحيد الرأي العربي في موقف محدّد في ليبيا، يمنح الأولوية لرفض التدخل التركي ومواجهته، فقد تنقل بن فرحان بين عواصم الدول الثلاث أمس، وأسفرت الزيارات عن تفاهمات.

واستقبل الرئيس التونسي، قيس سعيد، أمس وزير الخارجية السعودي، وتمّ التطرّق خلال اللقاء إلى عمق ومتانة العلاقات بين تونس والمملكة العربية السعودية، وتأكيد حرص قيادتي البلدين على المزيد من تعزيزها ودعم الشراكة في شتى المجالات، بحسب بيان الرئاسة.

وتناولت الجلسة الأوضاع الدولية والإقليمية، ومنها بالخصوص الوضع في الشقيقة ليبيا.

وجدّد الرئيس التونسي حرصه على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين، معرباً عن استعداد بلاده المتواصل للمساهمة في إيجاد تسوية سياسية يقبل بها الليبيون، وتضع حداً لهذه الأزمة التي أثرت سلباً على دول الجوار، وفي مقدمتها تونس. 

وفي تصريح عقب اللقاء، ثمّن الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، التطابق في الرؤى بين تونس والمملكة العربية السعودية فيما يتعلق بالتحديات التي تواجهها المنطقة، مشيراً إلى تأكيد الجانبين على أنّ حلّ المسألة الليبية لا يمكن أن يكون إلّا سلمياً في إطار ليبي- ليبي، ودون أيّ تدخلات أجنبية.

كما جدّد وزير الخارجية السعودي، بالمناسبة، دعوة الملك لرئيس الجمهورية التونسي للقيام بزيارة إلى المملكة العربية السعودية في أقرب الآجال.

وكانت تونس المحطة الختامية لجولة الوزير السعودي، حيث استهلّ زيارته بالقاهرة، والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي استعرض ثوابت الموقف المصري تجاه القضية الليبية، مؤكداً على السعي نحو تثبيت الموقف الحالي وتقويض التدخلات الخارجية ومحاربة العنف والجماعات المتطرفة والإرهابية، وذلك بهدف استعادة الأمن والاستقرار إلى هذا البلد الشقيق، وألّا تتحول ليبيا إلى قاعدة ارتكاز للإرهاب تهدّد الأمن الإقليمي وأمن القارة الأفريقية، بحسب بيان للرئاسة المصرية.

ومن جانبه أكد وزير الخارجية السعودي تطابق موقف بلاده مع الجهود المصرية الحالية لتسوية مختلف النزاعات بالمنطقة، مشدداً على تلاحم الأمن القومي المشترك لكلا البلدين، وأنّ مصر ستبقى دائماً الشريك المحوري للمملكة.

وفي الجزائر، قالت الرئاسة في بيان: إنّ اللقاء مع الوزير السعودي جرى خلاله تقييم العمل الثنائي ودراسة السبل الكفيلة بتعميقه وتنويعه، لا سيّما فيما يتعلق بالمشاريع التنموية والاستثمارية بالشراكة بين البلدين. وأوضح البيان أنّ المقابلة شكّلت مناسبة للتشاور وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدّمتها الأزمة الليبية، بحسب موقع أحوال تركية.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية