هل تنجح "space x" في إتاحة الإنترنت مجاناً لسكان الأرض؟

بانوراما 2019

هل تنجح "space x" في إتاحة الإنترنت مجاناً لسكان الأرض؟


30/12/2019

يرجح أن يشهد عام 2020 قفزات جديدة في قطاعات مختلفة من التكنولوجيا، لكنّ أهمها سيكون في الفضاء الخارجي؛ حيث يمتدّ خيال البشر مع امتداد الكون اللانهائي، ولا يوقفه شيء، وفي هذه المرة، سيقوم المدير التنفيذي لشركة SPACE X" "، إيلون موسك، بإتاحة شبكة إنترنت فضائي فائقة السرعة لكلّ مكان حول العالم من خلال مشروع شركته الطموح "Star link"، الذي أصبح على وشك التنفيذ على أرض الواقع.

اقرأ أيضاً: مصدر ودبي للإنترنت والمدن الذكية
وغالباً ما تتميز مشاريع موسك وشركته بطموحات خيالية بعيدة المدى، فما هي أبرز إنجازات هذا المشروع والشركة خلال عام 2019؟ وما المتوقع من مفاجآت في 2020 وبعده؟

الأرض وأقمارها
من المعروف أنّ شركة "SPACE X"، التي تأسست في 2002، بدأت برنامجها لتطوير الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية منذ 2003؛ حيث منيت محاولاتها في إطلاق الصاروخ "فالكون واحد" بالفشل لأربع مرات، حتى نجحت أخيراً في 2008، لتحدث ثورة في عالم الصواريخ الأخف وزناً والأقل تكلفة، مما جعل وكالة ناسا للفضاء توقع معها عقداً لإطلاق المركبات غير المأهولة إلى الفضاء منذ تلك اللحظة.

اقرأ أيضاً: كيف تتجنب الوقوع في فخ قراصنة البيانات على الإنترنت؟
وقد أحدثت الشركة قفزة نوعية، كونها أوّل شركة خاصة تعمل في هذا المجال خارج إطار الحكومات والدول بصورة مباشرة، بعد ذلك، عام 2012، أصبحت "سبيس إكس" محطّ اهتمام إعلامي كبير عندما أطلقت الصاروخ "فالكون-9" الذي حمل كبسولة غير مأهولة للمحطة الفضائية الدولية، وكانت تلك المرة الأولى التي تقوم فيها شركة خاصة بإطلاق سفينة فضاء لهذه المحطة"، وفق تقريرٍ لموقع "الحرة".

في حال رأى البعض أنّ فكرة استعمار المريخ مستحيلة، فإنّ مشروع موسك للصواريخ المعادة الاستخدام كان مستحيلاً قبل أعوام

وقد أضاف موسك إنجازات أخرى للشركة، في آذار (مارس) 2017، عندما تمّ إطلاق صاروخ آخر من نوع (فالكون 9) مصنوعاً من مواد يمكن إعادة استخدامها، ما فتح المجال أمام تقليل تكلفة السفر الباهظة في الفضاء، بعد أن كانت محركات الصواريخ تتلف بمجرد أن تقوم بمهماتها في إطلاق مركبات للفضاء؛ حيث تلا ذلك إطلاق الصاروخ (فالكون هيفي)، الذي عُدّ "الصاروخ الأقوى" من نوعه في العالم، وفق المصدر ذاته.
ورغم المشكلات التي مرت بها "سبيس إكس"؛ فإنّها استمرت في التطور حتى عام 2019، الذي شهد مشروعين مستقبليين كبيرين، بعد أن تمكنت الشركة من التجهيز لمشروعها الأساسي، المتمثل في تسهيل إطلاق الأقمار الصناعية حول الأرض، وإحاطتها بها لأغراضٍ متعددة؛ فالشركة أصبحت تطمح لمستقبلٍ يقود إلى حياة على كوكب المريخ، حتى يصبح مأهولاً بالبشر، أما المشروع الثاني، الذي قد تتحقق العديد من نتائجه في 2020، فهو مشروع الإنترنت الفضائي، الذي "يعتمد على إطلاق حوالي 12 ألف قمر صناعي خلال الأعوام القليلة القادمة بمدارات قريبة من الأرض، تهدف إلى تقديم خدمة إنترنت جديدة من نوعها"، بحسب الموقع الرسمي لـ "الشبكة العربية للأخبار التقنية".

إنترنت حرّ ومتاح للجميع تسعى إليه الشركة بحسب زعمها

المريخ والإنترنت المجاني
يتيح احتكار "سبيس إكس" الحالي لتصنيع الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام فرصة لتحقق العديد من مشاريعها المستقبلية، وأولها المشروع الذي أحدث صدى كبيراً في 2019، وتم بعد "إطلاق صاروخٍ يحمل 60 قمراً صناعياً صغيراً، مهمتها الدوران حول الأرض على ارتفاعات أكثر انخفاضاً، وتتمتع تلك الأقمار بأنّها أخفّ وزناً وأقلّ تكلفة كذلك"، بحسب الموقع الرسمي لوكالة "ناسا"؛ إذ شكلت تلك التجربة الاختبار الأول بإطلاق حوالي 12 ألف قمر صناعي خلال الأعوام القليلة القادمة بمدارات قريبة من الأرض، "تهدف إلى تقديم خدمة إنترنت جديدة من نوعها، تتيح الاتصال الفضائي بالإنترنت إلى كلّ بقعة من بقاع الأرض، خاصة الأماكن التي لا تصلها خدمة الإنترنت عادة، أو تتمتع بخدمة سيئة عبر الوسائل التقليدية، إضافة إلى خدمة قرابة 3.5 مليارات شخص على الكوكب، لا يستطيعون الوصول إلى خدمة إنترنت مُستقرة وسريعة"، بحسب الموقع الرسمي لشركة "SPACE X"؛ إذ من المتوقع أن يشكل المشروع ثورة في عالم الإنترنت.

مشروع الصاروخ الجديد لإرسال البشر نحو القمر والمريخ خلال أعوام

ورغم أنّ فكرة مشروع "STAR LINK" ليست جديدة، إلا أنّ المشروع نفسه سوف يحمل الجديد؛ حيث "ستُطلق الشركة آلاف الأقمار الصناعية لتغطية الكرة الأرضية، ويُمكن فعلياً تغطية الكرة الأرضية بعدد محدود من الأقمار الصناعية، الموجودة على مدارات عالية جداً (قرابة 36000 كيلومتر، كما تعمل التقنية التقليدية)، وهو ما يُسمى بالمحطات الثابتة؛ لكن هذا يعني إشارة أقل جودة، وتأخيراً عالياً، مع الحاجة إلى تجهيزات كبيرة الحجم، وعالية في استهلاك الطاقة؛ لاستقبال هذه الإشارة، وهذا يؤدي إلى التكلفة العالية، وصعوبة الاستخدام، أما صواريخ مشروع "سبيس إكس"؛ فستحلق وفق مجموعتين على مدارات مُنخفضة، بدءاً من نحو 4400 قمر صناعي، على ارتفاع يتراوح بين 550 و 1300 كيلومتر، والمجموعة الثانية تتألف من حوالي 7500 قمر صناعي، تُحلق على ارتفاع يتراوح بين 335 إلى 346 كيلومتراً" وفق موقع "الشبكة العربية للأخبار التقنية"، مما يعني تكاليف أقلّ، وسرعة أكبر، وسهولة وجودة في استقبال إشارة الإنترنت في كلّ أنحاء العالم.

اقرأ أيضاً: مشروع أوروبي يكافح ابتزاز قراصنة الإنترنت.. فما هو؟
وقد أعلنت شركاتٌ أخرى عديدة، أنّها ستتجه لمنافسة "سبيس إكس" في هذا المجال، رغم تقدم الشركة عليها، ورغم ذلك، أعلنت شركة "OneWeb" المملوكة لشركتي "Airbus" الأوروبية، و"Softbank" اليابانية عن مشروع مماثل، إضافة إلى مشاريع مُشابهة من "Telesat" الكندية، و"LeoSat" المدعومة من ممولين من اليابان وأمريكا اللاتينية، و"Iridium" الأمريكية" غالباً.
مفاجأة تفعيل هذا النظام في 2020 تظلّ احتمالاً وارداً كبيراً تقوم به "سبيس إكس" للتقليل من حظوظ منافسيها، والمشروع الآخر الذي تعمل عليه الشركة هو "STARSHIP"؛ إذ تعدّ المركبة الفضائية (ستارشيب)، وهي صاروخ فولاذي يبلغ طوله 118 متراً، صُمّمَ نصفه العلوي لنقل العشرات من البشر إلى القمر والمريخ ضمن نظام موسك الصاروخي الهائل المعد للسفر إلى الكواكب، والذي يبلغ طوله نحو 118 متراً؛ إذ تأتي المركبة كأحدث إضافة إلى تشكيلة مركبات الإطلاق التي يمكن إعادة استخدامها من شركة "سبيس إكس".

تحاول "سبيس إكس" تجربة مشروعها للإنترنت الفضائي في 2020 من أجل إنترنت أكثر مجانية ووصولاً وحيادية بحسب مديرها التنفيذي

وتتماشى مهمة الصاروخ إلى القمر مع "هدف ناسا لإرسال البشر إلى هناك بحلول عام 2024 في إطار برنامج "آرتميس" (Artemis)، وهي مبادرة للسفر في الفضاء السحيق كانت قد حثت عليها أمريكا، في شهر آذار (مارس) الماضي، وتهدف إلى العمل مع بضع من شركات الفضاء الأمريكية لتأسيس حضور للبشر على سطح القمر قبل استعمار المريخ في نهاية المطاف"، وفق الموقع الرسمي لوكالة "ناسا".
وتسعى وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) إلى الاستفادة من خبرات شركة "سبيس إكس" لمعرفة كيفية هبوط المركبات على سطح القمر، والمساعدة في تطوير نظام لتزويد الصواريخ، مثل "ستارشيب"، بالوقود في الفضاء، وذلك في سبيل الوصول إلى "تقنية مهمة لمساعدة جهود الاستكشاف المستمرة على القمر والمريخ" وفق المصدر ذاته.

اقرأ أيضاً: هل ينجح عمالقة التكنولوجيا في صدّ التطرف على الإنترنت؟
وسيشكل المشروع الأخير خطوة أولى للبشرية نحو استعمار الكواكب، وفي حال رأى البعض أنّ فكرة استعمار المريخ ما تزال مستحيلة، فإنّ مشروع موسك للصواريخ المعادة الاستخدام كان أيضاً مستحيلاً قبل أعوامٍ قليلة، بل وجعل صاحبه مثاراً للسخرية، إلى أن أصبح ما تخيله وعمل لأجله، هو وشركته "سبيس إكس"، واقعاً تحقق، وهو ربما ما بصدد أن يفعله إيلون موسك مرة أخرى في 2020، من أجل "توفير إنترنت متاح وأكثر حيادية وموضوعية" على حدّ قوله هو، ومن أجل نقل البشر ليعيشوا في مساحة أوسع من تلك الصغيرة جداً، كنقطة زرقاء في الكون، وتسمى الأرض.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية