هل تنهي خروقات ميليشيات الحوثي الهدنة اليمنية؟

هل تنهي خروقات ميليشيات الحوثي الهدنة اليمنية؟


05/05/2022

طالبت الحكومة اليمنية الأمم المتحدة بالتحرك الجاد لردع انتهاكات ميليشيات الحوثي الإرهابية للهدنة، في مؤشر يوحي باستعداد الحكومة لخوض معركة فاصلة ضد الميليشيات بعد الإعلان عن انهيار الهدنة كليّاً.

وقد دعا مصدر حكومي مسؤول، نقلت عنه وكالة سبأ الرسمية، الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن، للتحرك الجاد والحقيقي لردع الانتهاكات والخروقات الحوثية المستمرة والمتصاعدة للهدنة منذ اللحظات الأولى لدخولها حيز التنفيذ .

الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بالتحرك الجاد لردع انتهاكات ميليشيات الحوثي الإرهابية للهدنة

وأشار المصدر إلى تصاعد وتيرة الاعتداءات الحوثية السافرة التي بلغت ذروتها في استهداف إدارة أمن ‎تعز بالطيران المسيّر أمس، ممّا أدى إلى إصابة (10) أشخاص، بينهم عدد من المدنيين، وأضرار مادية وهلع بين الأطفال والأسر التي تحتفل بعيد الفطر في الحديقة المجاورة.

الخروقات الحوثية المتكررة للهدنة الأممية تضع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لجديتها في الضغط على ميليشيات الحوثي للاستجابة لجهود السلام.

وأوضح المصدر أنّ استمرار الاعتداءات الإرهابية الحوثية وعدم احترامها للهدنة الإنسانية التي ترعاها الأمم المتحدة منذ اللحظات الأولى لدخولها حيز التنفيذ، وتنصلها من تنفيذ الالتزامات القائمة بموجبها وفي مقدمتها رفع الحصار عن تعز، تمثل نهج وسلوك المليشيات وداعميها في تقويض كلّ فرص السلام والحل السياسي للأزمة اليمنية، مشدداً على ضرورة رفع الحصار بشكل فوري عن محافظة تعز بموجب بنود الهدنة.

مؤشرات توحي باستعداد الحكومة لخوض معركة فاصلة ضد الميليشيات بعد الإعلان عن انهيار الهدنة كليّاً

في تصعيد عدائي يهدد بنسف الهدنة الأممية القائمة في اليمن منذ 2 نيسان (أبريل) الماضي، هاجمت الميليشيات الحوثية أمس أحياء مدينة تعز بالقذائف والمُسيّرات، وسط تحذير حكومي للميليشيات من تقويض فرصة السلام التي تحاول الأمم المتحدة البناء عليها نحو وقف دائم للقتال.

وقد استهدفت الميليشيات الموالية لإيران مواقع مدنية بطائرات مُسيّرة شرقي مدينة تعز، ممّا أدى إلى إصابة (10) أشخاص على الأقل، وسط حالة من الذعر خلفها القصف بين السكان المحتفلين بالعيد في إحدى الحدائق العامة.

وفي حين استهدف القصف مبنى الشرطة في المدينة، لقي تنديداً حكومياً وحقوقياً، ووصفه وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك بـ"الخرق السافر للقانون الدولي والإنساني وللهدنة الأممية".

تنديد حكومي وحقوقي لاستهداف الحوثيين مركز أمني بتعز وحديقة عامة وشوارع مكتظة بالعائلات والأطفال

وقال بن مبارك في تغريدة على "تويتر": إنّ الميليشيات استهدفت إدارة أمن تعز بالطيران المُسيّر، ممّا أدى إلى إصابة (10) أشخاص، وأضرار مادية، وهلع بين الأطفال والأسر التي تحتفل بعيد الفطر في الحديقة المجاورة.

وحذّر الوزير اليمني الميليشيات من خطر تفويت فرصة السلام المتمثلة في الهدنة القائمة، وقال: "تمثل الهدنة نافذة للسلام، وستتحمل الميليشيات مسؤولية تقويض هذه الفرصة".

بدوره، أدان وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، واستنكر بأشد العبارات استهداف ميليشيات الحوثي الإرهابية التابعة لإيران حديقة "جاردن سيتي" ومبنى إدارة الأمن الكائنة في شارع القيادة بقلب مدينة تعز، بطائرة مسّيرة وبعدد من القذائف، والذي خلف (10) إصابات بين المواطنين، وحالة من الخوف والهلع بين الأطفال والنساء من مرتادي الحديقة.

طارق صالح يتهم الحوثيين بـاستغلال الهدنة للتحشيد وتحريك العربات والأسلحة الثقيلة لجبهات مأرب، واستمرارها في فرض الحصار الغاشم على تعز

وأوضح الإرياني في تصريح، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أنّ قصف ميليشيا الحوثي للأحياء السكنية والمتنفسات العامة بمدينة تعز، لاغتيال الفرحة بعيد الفطر المبارك في ذروة الازدحام بالمناسبة، خرق سافر للهدنة الأممية، وتأكيد على استخفافها بأرواح المدنيين، وحقدها الدفين على أبناء المحافظة، واستهتارها بالمجتمع الدولي، ومحاولاتها نسف مساعي التهدئة.

من جانبه، أكّد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن العميد الركن طارق صالح أنّ المجلس يدعم "الجهود التي تبذلها الدول الشقيقة والصديقة لإنجاح وتثبيت الهدنة كخطوة نحو وقف شامل لإطلاق النار، رغم عدم تقديم الميليشيات الحوثية أيّ تنازل، وعدم التزامها ببنود إعلان الهدنة وخروقها المتواصلة لوقف إطلاق النار في مختلف الجبهات"، مُتّهماً الميليشيات بـ"استغلال الهدنة للتحشيد وتحريك العربات والأسلحة الثقيلة لجبهات جنوب مأرب، واستمرارها في فرض الحصار الغاشم على تعز".

وقد أثار الهجوم الحوثي غضباً واسعاً في أوساط حقوقية، لجهة أنّه استهدف مواقع مدنية، بالقرب من حديقة "جاردن سيتي"، ومستشفى "الأمل" لمرضى السرطان، والنادي الأهلي الرياضي، وكلية الآداب بجامعة تعز.

ووصفت منظمة "ميون" لحقوق الإنسان الهجوم بـ"المميت"، وقالت إنّ الميليشيات الحوثية نفذته بطائرات "درونز" تحمل قذائف متفجرة، مستهدفة شارعاً عاماً بجوار متنزه مكتظ بالأطفال والنساء.

رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش اليمني يبحث مع قادة الألوية والوحدات العسكرية وقادة الجبهات الأوضاع الميدانية والجاهزية القتالية للمنتسبين

وحذّرت المنظمة في بيان من انهيار الهدنة الأممية، بسبب ما وصفته بـ"الخرق الصارخ"، قائلة: "إنّ هذه الواقعة ليست الأولى في مدينة تعز، فقد سبقتها هجمات مماثلة على أحياء سكنية بقذائف الهاون، سقط فيها ضحايا مدنيون".

في السياق نفسه، ندد "مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان" بالقصف الحوثي قرب حديقة للأطفال بقلب مدينة تعز، وقال في بيان: إنّ الميليشيات استهدفت عبر الطيران المُسيَّر شارع القيادة القريب من مستشفى "الأمل" لمرضى السرطان، وحديقة الوحدة (جاردن سيتي) في قلب مدينة تعز جوار مبنى للشرطة، والنادي الأهلي.

وأكد فريق الرصد بـالمركز أنّ الطيران المُسيَّر التابع لجماعة الحوثي كان قد حلق منذ صبيحة أول أيام عيد الفطر، واستمر في التحليق أمس، وأطلق مع الساعة التاسعة والنصف صباحاً (4) قذائف في المكان الذي يُعدّ المتنفس الأول لمدينة تعز المحاصرة منذ (8) أعوام.

وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الخروق الحوثية للهدنة منذ سريانها، قال نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن فرج البحسني: إنّ المجلس حريص على الجنوح إلى إحلال السلام وإنهاء الحرب، من خلال التزامه بالهدنة الأممية.

وقال البحسني في تصريحات رسمية أمس: "رغم جهود المجلس، فإنّ مؤشرات ميليشيات الحوثي في استمرار ومواصلة خروقها للهدنة تؤكد مدى تعنتها ورفضها لكافة مبادرات السلام".

في السياق نفسه، ناقش رئيس هيئة الأركان العامة قائد العمليات المشتركة في الجيش اليمني، صغير بن عزيز، مع قيادة المنطقة العسكرية السابعة وقادة الألوية والوحدات العسكرية التابعة لها وقادة الجبهات، ناقش الأوضاع الميدانية والجاهزية القتالية لمنتسبي المنطقة.

وبحسب ما أوردته وكالة "سبأ"، أكد رئيس الأركان اليمني أنّ قواته تخسر كلّ يوم قتلى وجرحى، إضافة إلى الخسائر المادية نتيجة خروق الميليشيات الحوثية للهدنة، وقال: "رغم ذلك ما تزال قواتنا ملتزمة بها، تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية والعسكرية، ونزولاً عند رغبة الأشقاء في تحالف دعم الشرعية والأمم المتحدة".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية