هل توافق ألمانيا على افتتاح مدارس تركية؟

هل توافق ألمانيا على افتتاح مدارس تركية؟


12/01/2020

تتخوف ألمانيا من التأثير المحتمل للمدارس التركية التي طلبت السلطات التركية افتتاحها، وتأثيرها على الجالية التركية الكبيرة في ألمانيا، ومن إمكانية استغلالها لأغراض سياسية، كما يحدث حالياً في المساجد التي تدار من قبل ديتيب.

وصرح القيادي في الحزب المسيحي الديمقراطي، ماركوس بلومي، لمجموعة الصحافة المحلية "آر إن دي"، أمس، بقوله: "لا نريد مدارس لأردوغان في ألمانيا"، وفق ما نقلت صحيفة "أحوال" التركية.

وتطلب أنقرة فتح ثلاث مدارس في ألمانيا؛ حيث يعيش أكثر من ثلاثة ملايين شخص تركي، أو من أصل تركي يشكلون أكبر جالية تركية في العالم، في برلين وكولونيا وفرانكفورت.

وترى أنقرة أنّ طلبها يأتي في مقابل وجود ثلاث مدارس ألمانية في تركيا، في إسطنبول والعاصمة وإزمير، وكذلك بسبب غياب دروس اللغة التركية في المدارس الألمانية الحكومية، رغم طلب الجالية الملحّ لذلك.

فتح مدارس تركية في ألمانيا يثير المخاوف من نفوذ أردوغان عليها ومن استغلالها في أغراض سياسية

وعبّر رئيس الجالية التركية في ألمانيا، غوكاي سوفو أغلو، في تصريح لجريدة "شتوتغارتر تسايتونغ"، عن أسفه لأنّ "السلطات التعليمية الألمانية لم تفعل ما يجب عليها فعله منذ عقود لتقترح تدريس التركية إلى جانب اللغات الأجنبية الأخرى" ضمن مناهج التعليم.

ولم تنطلق النقاشات حول المدارس وحول وضع إطار قانوني ثنائي لهذا القطاع في أفضل الظروف، بل جاءت في ظلّ توتر العلاقات السياسية بين البلدين، خاصة مع توقيف أنقرة عدداً من مزدوجي الجنسية في الأعوام الأخيرة.

ورغم حاجة برلين إلى تركيا لكبح تدفق طالبي اللجوء القادمين لأوروبا من الشرق الأوسط، إلا أنّها تنتقد باستمرار ما تعدّه ميول استبدادية للرئيس التركي، الذي يتهم بدوره السلطات الألمانية بالتراخي تجاه معارضيه في ألمانيا.

ويأتي المطلب التعليمي التركي في أعقاب إغلاق المدرسة الألمانية في إزمير، موقتاً في 2018، وهو ما تشتبه وسائل إعلام تركية في أنّه رسالة تهديدية.

وتبدي الحكومة الألمانية انفتاحها على عقد نقاش لكنها تعمل على ضمان وضع محتوى الدروس تحت إشرافها.

وقالت المفوضية الحكومية لشؤون دمج الأجانب، أنيتي فيدمان ماوتس: إنّه "من الواضح أنّ ما يعلّم في المدارس الألمانية يجب أن يتوافق مع قيمنا الأساسية وقوانيننا".

وعبّر ناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية، راينر برويل، الأول من أمس، عن موقف مماثل قائلاً: إنّ "المدارس الأجنبية التركية المحتملة يجب أن تمتثل للقانون المحلي حول المدارس ومن غير المقرر منحها امتيازات".

يضاف هذا الجدل إلى نقاش سابق حول التأثير الذي تتهم الحكومة التركية بممارسته في ألمانيا على المساجد، التي يتولاها أئمة أرسلتهم أنقرة وتتولى دفع رواتبهم.

ويتبع هؤلاء الأئمة الذين يقارب عددهم الألف، إلى "الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية في ألمانيا" (ديتيب)، الذي يدير 850 مسجداً، ويؤكد أنّه يمثل 800 ألف شخص، ما يجعله أكبر منظمة مسلمة في البلاد.

ويتعرض الاتحاد لانتقادات منذ أعوام؛ إذ يشتبه منتقدوه في نشاطه لصالح السلطة التركية في ألمانيا. وقد اتهم "ديتيب" أيضاً، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، عام 2016، بالتجسس على معارضي أردوغان في صفوف الجالية.

 

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية