هل توقف إسبانيا سياسة الأذرع المفتوحة تجاه اللاجئين؟

هل توقف إسبانيا سياسة الأذرع المفتوحة تجاه اللاجئين؟


08/08/2018

يواجه رئيس وزراء إسبانيا، بيدرو سانشيس، الذي لم يمضِ شهران على تقلّده الحكم، أزمة سياسية كبيرة تتعلق بمئات المهاجرين الأفارقة الذي يتجاوزون السياج الحدودي في مدينة سبتة الإسبانية، خاصّة أنّ المشاهد المثيرة لعملية العبور أثرت في الرأي العام؛ حيث دخل أكثر من 22 ألف لاجئ، من إفريقيا إلى إسبانيا بصفة غير شرعية، وتعود الزيادة في عدد المهاجرين إلى إسبانيا، بشكل أساسي، إلى إغلاق الطريق البحري إلى اليونان وإيطاليا، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.

وأكّد خبير الشؤون السياسية، خوسي فرنانديس ألبيرتوس، من المجلس الأعلى للبحوث العلمية، أنّ الأمور لن تصبح في الأيام المقبلة سهلة بالنسبة إلى رئيس الوزراء، وأضاف: "الحكومة في وضع ضعيف، لأنّ مواقف الأحزاب التي يعتمد عليها سانشيس في كل مبادرة مختلفة جداً".

وأوضحت الصحفية كريستينا فالاراس؛ أنّ "الحكومة لها مشكلات أقلّ مع شركائها، مقارنة بالمعارضة التي قد تحاول استغلال الموضوع سياسياً"، معتبرة أنّ رئيس الوزراء سانشيس يوجد في مأزق: "الحكومة تتشاجر فيما إذا كانت ستتبع نهجاً متشدداً أم ناعماً، أعتقد أنها لا يمكن إلا أن تخسر في هذا الموقف".

الخبير فرنانديس ألبيرتوس، يعتقد أنّ الهجرة بالنسبة إلى إسبانيا، على المدى الطويل، قد تكون نافعة، لكنّ المشاهد المثيرة من سبتة تؤثر في الوعي الجماعي للإسبان؛ "فالناس يشاهدون عبر التلفزة كيف أنّ النظام العام في مدن وعلى شواطئ يعرفونها يتأثر، ويرون رجال شرطة مجهدين لا يعرفون ما يحصل لهم، وهم ينتظرون أن تتم استعادة السيطرة".

"حتى إن كان عدد أولئك الذين يصلون إلى البلاد يبقى قليلاً، فإنّ ظهورهم في وسائل الإعلام يبقى كبيراً، وهذا قد يغيّر الجدل"، كما يرى خوسي فرنانديس ألبيرتوس. وحادثة سبتة قد تنهي سياسة الأذرع المفتوحة التي استهلتها الحكومة باستقبال 630 لاجئاً، كانوا على متن سفينة "أكواريوس"Aquarius ، في حزيران (يونيو) الماضي، بعد أن رفضت إيطاليا رسوّ السفينة في أحد موانئها.

في الوقت نفسه، اتّخذ الرئيس المُنتخب مؤخراً لحزب الشعب المحافظ، بابلو كاسادو، موقفاً مناهضاً للهجرة، وكتب زعيم أكبر حزب معارض عبر موقع "تويتر": "ملايين الأفارقة ينتظرون فرصة العبور إلى أوروبا، ليس جميعهم بإمكانهم الحصول على وثائق إقامة، يجب علينا قول هذا، حتى لو كان غير صحيح سياسياً"، وبعدها بثلاثة أيام، سافر كاسادو إلى الجنوب، وتمّ تصويره وهو يصافح مهاجرين.

ويرى خبير الشعبوية اليمينية، لويس كورناغو، أنّ لدى السكان توجهات معادية للاجئين، ويعتقد أنّ الأحزاب اليمينية تريد استغلال هذه الأجواء، كما يرى أنّ جزءاً لا يُستهان به من السكان يخشى منافسة أقوى على الموارد الاقتصادية؛ أي أنّ "الموضوع يتناسب مع خوض التعبئة أو الدعاية السياسية".

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية