هل توقف عشائر العراق لغة التصعيد.. وما هو الثمن؟

العراق

هل توقف عشائر العراق لغة التصعيد.. وما هو الثمن؟


03/12/2019

كشفت الاحتجاجات الشعبية الواسعة في مدينة الناصرية، جنوب العراق، عن استعداد العشائر القوية في المنطقة للانقلاب على الحكومة، بعد أن كانت تعدّ حاضنة وظهيراً شعبياً وازناً لها، ويأتي هذا القرار بعد مجزرة قامت بها حكومة رئيس الوزراء المستقيل، عادل عبدالمهدي؛ حيث قُتل  نحو سبعة وأربعين متظاهراً وجرح نحو ألف آخرين خلال ساعات.


وبالتزامن مع ذلك توجّه وفد من شيوخ العشائر إلى مقر قيادة الشرطة؛ حيث التقوا كبار الضباط ودار حديث حاد بينهم؛ إذ أقسم هؤلاء الضباط بأنّ القوة التي قتلت متظاهري الناصرية، الخميس الماضي، قدمت من بغداد وبقيت لمدة ساعات في المدينة قبل أن ترتكب مجزرتها وتغادر على الفور، وظهر الضباط في تسجيل مصور وهم يتوسلون شيوخ العشائر أن يهدأوا، فيما استمر شيوخ العشائر بالتصعيد، وهو ما اضطر قائد شرطة المدينة وعدداً من معاونيه إلى الاستقالة.

حكومة تصريف الأعمال تتحرك باتجاه شيوخ عشائر وسط وجنوب العراق للتوصل لما يشبه التحالف القبلي الموجّه نحو احتواء الاحتجاجات

وتقول مصادر سياسية عراقية، وفق ما أوردت صحيفة "العرب" اللندنية، إنّ حكومة رئيس الوزراء المستقيل، عادل عبدالمهدي، التي تحولت إلى تصريف الأعمال اليومية، تتحرك فعلياً باتجاه شيوخ عشائر في مناطق وسط وجنوب العراق، للتوصل إلى ما يشبه التحالف القبلي، الموجّه نحو احتواء حركة الاحتجاج.
وتؤكد المصادر، وفق المصدر نفسه، أنّ الحكومة تعرض مغريات كبيرة على شيوخ العشائر التي تلتحق بهذا الحلف مثل؛ منحهم درجات وظيفية يوزّعونها على مقرّبيهم أو منحهم تسهيلات في قطاع استملاك الأراضي وزراعتها، مشيرة إلى أنّ خطة الحكومة بدأت من البصرة للاستفادة من التنافس الكبير بين عشائرها وعشائر الناصرية، التي تنحاز تدريجياً نحو حركة الاحتجاج، رغم المصالح الكبيرة التي تربط بعض شيوخها بالحكومة وأحزابها السياسية.

ويقول مراقبون إنّ الحكومة العراقية تستعيد نموذجاً ابتكره الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، عندما أطلق ما عرف آنذاك بـ"شيوخ التسعين"، وهم شيوخ عشائر اشترى حزب البعث الحاكم آنذاك ولاءهم بالمال بعد تراجع شعبيته بفعل غزو الكويت وما تلاه من حرب وحصار في تسعينيات القرن الماضي.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية