هل تُزعزع معارك إيلون ماسك مع الليبراليين إمبراطورية "تسلا"؟

هل تُزعزع معارك إيلون ماسك مع الليبراليين إمبراطورية "تسلا"؟


26/05/2022

ترجمة: محمد الدخاخني

أعاد اختراع السيارة الكهربائية، ويريد أن يجعل البشريّة كائنات قائمة بين الكواكب، وزيّن مدار كوكب الأرض بتكنولوجيا أقمار صناعيّة جديدة وثوريّة.

ما من شكّ في أن إيلون ماسك ذكيّ للغاية.

ومع ذلك، فعل عالم الصّواريخ الموهوب شيئاً، على الأقلّ بالنّسبة إليّ، أنا الصحفيّ غير الموهوب بلا شكّ، يستفزّ التّفكير: أعلن الحرب على جزء كبير من قاعدة عملائه.

منذ شهور وأسهم "تيسلا" الثّمنية تهبط إلى الأرض، فاقدةً أكثر من 40 في المئة من قيمتها منذ بداية العام.

بدلاً من التّركيز على إدارة "تسلا" وتعزيز أساسيّاتها، أصبح ماسك بشكل متزايد عصبيّاً وعالِقاً في حرب ثقافيّة أمريكيّة لا تنتهي، ولا تفعل تغريداته شيئاً لتخفيف حالة "الانقسام والكراهية"

كانت الأسواق بشكل عامّ تنزف دماً لأسابيع، لكن شريحة "تسلا" ضاعفت أكثر من انهيار مؤشّر "إس آند بي 500" بنسبة 18 في المئة.

في خضم هذا النّزيف، قرّر ماسك أنّ الوقت رائع لتنفير قاعدة المستهلكين التي دفعت شركته للأمام خلال أيّامها الأولى المضطّربة، عنيتُ الليبراليّين.

قال في تغريدة إنّ الدّيمقراطيّين أصبحوا "حزب الانقسام والكراهية؛ لذا، لم يعد بإمكاني دعمهم وسأصوّت للحزب الجمهوريّ".

إذا وضعنا جانباً، في الوقت الراهن، مفارقة التّغريدة؛ فإنّ تصريحه بالكاد يمثّل مفاجأة.

إحباط من السّياسيين التقدميّين

عبّر ماسك لعدّة أشهر عن إحباط متزايد من السّياسيين التقدميّين، ممّا يُعزّز منعطفاً حادّاً إلى اليمين بدأه بمغادرة كاليفورنيا وإنشاء مصنع "تسلا" الجديد في تكساس.

لكن المرارة في تغريدته وملاحظاته التّالية لها تشير إلى مستوى جديد من الغضب لدى ماسك، الذي هاجم "محاربي العدالة الاجتماعيّة الزّائفين" و"الأجندة اليساريّة".

ليس من الواضح ما الذي أشعل فورة ماسك، وقد أغلقت "تسلا" قسم العلاقات العامّة بها حتّى لا تواجه بأيّة أسئلة.

ربما كان المحفّز المباشر هو قيام مؤشّر "إس آند بي 500 إي إس جي"، المُتابَع على نطاق واسع، بإخراج "تسلا"، بسبب قضايا تضمّنت دعاوى بالتّمييز العنصريّ في مصنعها في فريمونت، كاليفورنيا، وحوادث ترتبط بمركباتها آلية الطّيران.

ردّ ماسك بتغريدات غاضبة، بما في ذلك تغريدة تقول: "مؤشّر "إي إس جي" عبارة عن عمليّة احتيال".

لماذا صعّد ماسك من نبرته؟

لكن ماسك صعّد، أيضاً، من نبرته حول ما يراه تحيّزاً غامضاً في خوارزميّات تويتر لتعزيز وجهات النّظر اليساريّة وإخراس المحافظين.

إنّه ادّعاء دحضته العديد من الدّراسات، حتّى إنّ دراسة داخليّة لتويتر وجدت أنّ الخوارزميّات تُضخّم التّغريدات اليمينيّة أكثر من المحتوى الليبراليّ.

قال ماسك إنّه سيدعو الرّئيس السّابق، دونالد ترامب (الذي رفض العرض بشكل استباقيّ) للعودة إلى تويتر إذا اكتملت عمليّة شرائه للمنصة.

وكان ترامب قد حُظِر من المنصّة لتمجيده العنف في أعقاب تمرّد 6 كانون الثّاني (يناير) الذي شهد محاولة أنصاره إلغاء نتائج انتخابات عام 2020.

خسر ماسك 12 مليار دولار، الأربعاء فقط، وانزلقت ثروته الصّافية بمقدار 49 مليار دولار منذ أن أطلق عرضه لـتويتر، في نيسان (أبريل).

إنّ انهيار السّوق جعل الكثير من خسائر ماسك أمراً لا مفرّ منه، وما يزال أغنى رجل في العالم.

عبّر ماسك لعدّة أشهر عن إحباط متزايد من السّياسيين التقدميّين، ممّا يُعزّز منعطفاً حادّاً إلى اليمين بدأه بمغادرة كاليفورنيا وإنشاء مصنع "تسلا" الجديد في تكساس

كان حلم ماسك الكهربائيّ لسيّارات العالم مدفوعاً إلى حدّ كبير من قِبل قاعدة مُخلِصة من المُتبنّين الأوائل، ويتواجد كثيرون منهم في كاليفورنيا وأجزاء ليبراليّة أخرى.

بعد تغريدة الأربعاء، من المؤكّد أنّ "تكتكة" إلغاء مشترين مأمولين لسيّارات "تسلا" طلباتهم بشكل جماعي كانت مسموعة لأيّ من قرود ماسك ذات عمليّات الزّراعة الدّماغيّة محسّنة السّمع.

حرب ثقافيّة أمريكيّة لا تنتهي

بالنّسبة إلى حزب عارض منذ فترة طويلة تشريعات تغيّر المناخ، من الصّعب تصوّر زيادة مفاجئة من الدّعم الجمهوريّ للـ "سايبر ترك"، متى أصبحت متاحة في نهاية المطاف.

بدلاً من التّركيز على إدارة "تسلا" وتعزيز أساسيّاتها، أصبح ماسك بشكل متزايد عصبيّاً وعالِقاً في حرب ثقافيّة أمريكيّة لا تنتهي، ولا تفعل تغريداته شيئاً لتخفيف حالة "الانقسام والكراهية" التي يزعم أنه منزعج منها.

من المستحيل تجاهل المفارقة في تغريداته، انتقل الحزب الجمهوريّ من انتقادات فاترة لهجوم 6 كانون الثّاني (يناير) إلى تأييد كامل لمزاعم ترامب بأنّ الانتخابات سُرقت.

سواء سُمّيت هذه التّأكيدات بـ "الأكاذيب"، كما تفعل وكالة "أسوشيتيد برس"، أو بـأنّها مجرّد "مزاعم لا أساس لها"، ما يزال ثلثا الجمهوريّين يعتقدون أنّ الرّئيس جو بايدن قد سُوعِد في الحصول على منصبه بالاحتيال على النّاخبين، وقد أضعف ذلك أمريكا.

مفارقة أخرى: الرّجل نفسه الذي يريد السّيطرة على تويتر بسبب تحيزّ المنصّة السّياسيّ المتصوّر يستخدم المنصّة لإعلان تحيزّه السياسيّ.

الوقت عادة ما يُثبت أنّني على خطأ، لكن من حيث أجلس الآن، من الصّعب رؤية الجانب الإيجابيّ في تغريدات ماسك، ربما يكون الوقت قد حان لأن يتّصل بشاحنة سحب للمساعدة في سحبه، وسحب "تسلا"، من الحفرة.

مصدر الترجمة عن الإنجليزية:

توماس واتكينز، ذي ناشونال، 19 أيار (مايو) 2022

مواضيع ذات صلة:

حروب "تويتر" الثقافيّة... من يحارب من؟

"تروث سوشيال": مشروع ترامب الفاشل لمحاربة تويتر

-  ترامب يصف تويتر بـ"الممل"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية