هل تُسبب اتصالات الجيل الخامس أضراراً صحيّة؟

هل تُسبب اتصالات الجيل الخامس أضراراً صحيّة؟


08/10/2019

وسط التنامي المستمر الذي تعيشه الصناعات التكنولوجية، خاصة المتعلقة في مجال الاتصالات، والتي كان آخرها خدمة الجيل الخامس، يتزايد الجدل بين العلماء والمتخصصين حول إذا ما كانت الموجات الراديوية المنبعثة من أبراج الاتصالات تنعكس سلباً على صحة الإنسان.

إمكانيات متطورة

ترافق مع خدمة الجيل الخامس الكثير من وعود المتخصصين حول الإمكانيات التي تتمتع بها هذه التقنية، ومن المتوقع أن تؤدي إلى زيادة في سرعة التصفح والتحميل وتحسين نوعية الاتصالات، إذ تهدف هذه التقنية إلى توسيع إمكانيات المستخدم وتقليص الوقت الذي تحتاجه الأجهزة للتواصل مع بعضها البعض، كما ستلعب هذه التقنية دوراً مهماً في التطبيقات المتداخلة كتطبيقات الأجهزة الطبية، والسيارات الذاتية.

وتقوم خدمة الجيل الخامس على استخدام نطاقات ترددات مباشرة وعالية عبر طيف ترددات الراديو، حيث نظمت هيئة الاتصالات الفيدرالية في الولايات المتحدة مزاداً لبيع أوّل نطاق عريض، 28 غيغاهرتز، والذي سيؤسّس شبكة الجيل الخامس، على أن تنظّم مزادات أخرى لبيع نطاقات عريضة بتردّدات أعلى في أوقات لاحقة هذا العام.

ما علاقة خدمة الجيل الخامس بصحّتنا؟

تحدثت الخبيرة جينا دي إميليو والدكتورة يلّا هويغنز مارتن في مجلة "ميديكال نيوز توداي" عن ماهية الأشعّة الكهرومغناطيسية، والجدل حول الترددات الراديوية وانعكاساتها على صحتنا.

ويعرف المتخصصين الموجات الراديوية على أنها حقل من الطاقة ينتج عن وجود موجات كهرومغناطيسية، وهي نوع من الطاقة يتولّد نتيجة تدفّق الكهرباء، حيث تتولّد الحقول الكهربائية في أي مكان يحتوي على منافذ أو خطوط كهربائية، سواء كانت الطاقة الكهربائية تعمل أم لا، أمّا الحقول المغناطيسية، فتتولّد فقط عند تدفّق التيّارات الكهربائية، وعند اجتماع هذين النوعين من الحقول، فإنهما ينتجان معاً الحقول الكهرومغناطيسية، وتكون الموجات الكهرومغناطيسية على شكل طيف بموجات وتردّدات مختلفة تقاس بالهيرتز، ويرمز هذا المصطلح إلى عدد الدّورات في الثانية.

وتنقسم هذه الموجات إلى نوعين هما الأشعة المؤينة والأشعة غير المؤينة، وتأتي الأشعة المؤينة على شكل أطياف "بيتا هرتز" petahertz و"إكزاهرتز" exahertz، التي تتضمّن أشعّة سينية (أشعة إكس) وأشعة غاما، والتي تعتبر أنواعاً من الأشعة المتأيّنة، أي التي تحمل طاقة كافية لتفكيك وفصل الجزيئات، مسببة ضرراً كبيراً للجسم البشري.

أما الأشعّة غير المؤيّنة، وتشكّل هذه الموجات ذات التردّدات المنخفضة مجتمعة مع الموجات اللاسلكية، ثم موجات الميكروويف الأعلى ترددا، والأشعة دون الحمراء، والضوء المرئي، وبعض الطيف فوق البنفسجي، الأعلى تردداً، والتي تأخذنا إلى ترددات ميغاهيرتز، وغيغاهرتز، وتيراهرتز، ما يُعرف بالأشعّة غير المؤيّنة، أي الأشعة التي لا تؤدي إلى تفكيك الذرات والجزيئات.

هل تتسبب موجات الراديو بالسرطان؟

اجتمع 30 عالماً من أنحاء العالم عام 2011 للمشاركة في مجموعة عمل تابعة للوكالة الدولية لبحوث السرطان، ونشرت مجموعة العمل ملخّصاً لنتائج بحثها في دورية "ذا لانسيت أونكولوجي"، وأجريت الدراسة على مجموعتين من الأشخاص إحداهما مُعرضة لعوامل الخطورة والأخرى غير معرضة، وهدفت الدراسة إلى التحقيق في وجود رابط بين استخدام الهاتف الخلوي والورم الدبقي، وهو نوع من السرطان يضرب الجهاز العصبي المركزي.

وخلصت الدراسة إلى أنّ التفسير السببي بين الحقول الكهرومغناطيسية التي يبثّها الهاتف والورم الدبقي موجود وممكن، حسبما أورد موقع الشرق الأوسط.

وراجع الفريق أيضاً أكثر من 40 دراسة استخدمت الفئران بسبب محدوديّة الأدلّة في التجارب التي أجريت على البشر والحيوانات، إذ صنّفت مجموعة العمل الحقول الكهرومغناطيسية بالتردّدات الراديوية على أنّها مسبب محتمل للسرطان لدى البشر، وكتب العلماء المشاركون في الورقة البحثية أنّ التقييم كان مدعوماً من قبل غالبية أعضاء مجموعة العمل.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية