هل حقاً أنّ حكومة أقلية ستعيد إسرائيل إلى العقلانية؟

هل حقاً أنّ حكومة أقلية ستعيد إسرائيل إلى العقلانية؟


كاتب ومترجم فلسطيني‎
10/11/2019

ترجمة: إسماعيل حسن


يواصل زعيم حزب "أزرق أبيض"، بيني غانتس، مشاورات مكثفة في محاولة لتشكيل حكومة ائتلافية في إسرائيل، وذلك بعد فشل بنيامين نتنياهو، زعيم الليكود، في تحقيق ذلك؛ حيث هاتف غانتس كلاً من نتنياهو وغالبية رؤساء الكتل السياسية، لإقناعهم بالانضمام إلى حكومة وحدة موسعة؛ لتجنّب انتخابات تشريعية مبكرة ثالثة، لكنّ العقبات ما تزال تواجهه مع قرب انتهاء مهلة التفويض الموكلة إليه.

من السيناريوهات المتداولة تشكيل حكومة موسعة وطنية تضم أعضاء حزبَي "الليكود" و"أزرق أبيض"

ونتيجة لذلك؛ يعتزم بيني غانتس القيام بتشكيل حكومة أقلية بمشاركة أفيغدور ليبرمان والأحزاب العربية، التي شاركت، للمرة الأولى، في مشاورات تشكيل الحكومة، وتؤيد غانتس في تشكيل الحكومة الجديدة بدلاً من نتنياهو، لكن، رغم التأييد الواسع من قبل الإسرائيليين، لتشكيل حكومة أقلية لإنقاذ البلاد من الانزلاق السياسي، يعارض نتنياهو، وبشدة، طرح التوجه إلى تشكيل حكومة أقلية بمشاركة الأحزاب العربية، معلناً أنّه سيترأس قوائم المعارضة لمواجهة أيّ مخطط لإشراك القائمة العربية في الحكومة المقبلة.
زعيم حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس

أوشكت المدة الزمنية أن تنقضي
على صعيد غانتس؛ أوشكت المدة الزمنية التي تمّ منحه إياها لتشكيل الحكومة أن تنقضي دون إحراز أيّ تقدّم، إضافة إلى أنّ الفترة الزمنية التي تمّ تفويضه فيها، قد تشهد حسماً لقضايا نتنياهو المتهم فيها، خاصّة قضية الرشوة، تحت مسمى "قضية 4000"، ولا شكّ في أنّ غانتس وأعداء نتنياهو وشريحة كبيرة من الشعب الإسرائيلي، يتمنون بطبيعة الحال إدانته وإنهاء حياته السياسية، في حين أنّ مناصري نتنياهو لديهم قدر كبير من الثقة بأنّه ستتمّ تبرئته، لا سيما أنّ هناك بعض المؤشرات المسربة من داخل حزب الليكود، تقول إنّ نتنياهو استقطب عدداً من كبار المحامين الأمريكيين، وجلبهم لحضور جلسة الدفاع الأولى أمام مندلبليت، المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية.

اقرأ أيضاً: هل ينجح بيني غانتس فيما فشل فيه نتنياهو؟
وبالتأكيد إذا نجح نتنياهو في النجاة من تلك القضية والبقاء على قيد الحياة السياسية، فقد تتاح له فرصة كبيرة لاستعادة ثقة الشعب الإسرائيلي، الذي لم يصوّت عدد كبير منه لنتنياهو، بسبب القضايا المشتبه بتورطه فيها، وهو من الطبيعي أن يسعى إلى انتخابات ثالثة، باعتبار أنّ موقفه سيكون أكثر قوة، وسيحصل على الأصوات التي فقدها في الانتخابات السابقة.
التقديرات السياسية ترى أنّ الرغبة الكبيرة من قبل مواطني إسرائيل في تشكيل حكومة أقلية بزعامة غانتس، تأتي نتيجة غياب أيّة بوادر إيجابية نحو تشكيل حكومة جديدة تتناصف فيها الأدوار بين الأحزاب الكبرى؛ فالعقدة استحكمت، ولا أحد يريد التنازل للآخر. الكتلتان اللتان تتصارعان على السلطة، وهما: "أزرق أبيض" و"الليكود"، لم تستطع إحداهما، حتى الآن، الحصول على الأغلبية التي تمكّنها من تشكيل ائتلاف حكومي مع الأحزاب الأخرى، والبلاد في حاجة إلى حكومة تدير شؤونها، في ظلّ المخاطر الحقيقية التي تحيط بها.
السياسة الإسرائيلية تطحن الماء
الكاتبة رويتل عميران تقول: "كلّما مرّ الوقت يظهر أنّ السياسة الإسرائيلية تطحن الماء، وبات المواطنون غير مبالين والحسابات الائتلافية تؤدي، المرة تلو الأخرى، إلى طريق بلا مخرج، وفي هذه الأثناء، تدير الدولة دائرة شؤون الموظفين، التي وإن كانت تحافظ على استقرارها، إلا أنها لا تستطيع اتّخاذ القرارات الحاسمة المهمة، العجز ازداد والميزانيات عالقة، والإصلاحات تذوي والعالم من حولنا يشتعل، وقضايا جديدة وقديمة تتوق لإيجاد حلّ لها، ولا توجد حكومة".

ليبرمان، الذي بنى نفسه على كراهية العرب، لن يكون مسروراً بالتعاون معهم، ومثله أشخاص في "أزرق أبيض"

في احتفال رسمي، وفّر للمواطنين فرصة لتخيله كرئيس للوزراء، أخذ غانتس على عاتقه التكليف الأسبوع الماضي، السماء لم تهوِ، وإسرائيل لم تسقط، ولكن بالقدر ذاته لم يصبح أحد متفائلاً على نحو خاص، واضح للجميع أنّه إذا واصل القيام بما كان يقوم به حتى الآن، فلن تتغير النتيجة، غانتس الذي شهد على نفسه بأنّه لن يخاف من اتّخاذ قرارات صعبة، مطالب بالفعل بخطوة دراماتيكية، تحطم الأواني والمفاهيم كي يُخرج إسرائيل من الطريق المسدود.
إنّ الخطوة الوحيدة التي يمكنها أن تخرج إسرائيل من العقدة، وفي الوقت نفسه أن تثبته كزعيم شجاع، هي خطوة حكومة أقلية برئاسة "أزرق أبيض"، والتعاون داخل الحكومة، أو بإسنادها من الخارج، حزب العمل، والمعسكر الديمقراطي، و"إسرائيل بيتنا"، والقائمة المشتركة، حكومة أقلية كهذه، باحتمالية عالية، لن تبقى لزمن طويل، ولكن لا يعني هذا أنّها لن تكون عديمة الغاية، العكس هو الصحيح؛ حكومة أقلية كهذه سيكون لها العديد من الفضائل، وهي أولاً: أنّها ستقطع دابر المؤامرة التي يرى كثيرون أنّها انعقدت بين نتنياهو والحكم، وتثبت أنّ إسرائيل لن تضيع، ثانياً: للمرة الأولى منذ زمن بعيد، ستساهم في شرعية المواطنين العرب، وتبدّد الخوف الذي نجحت دوائر عديدة في اليمين بإدخاله في عقول الإسرائيليين، وساهمت في شيطنة السكان العرب، ومنعت التعاون السياسي معهم. ثالثاً: حكومة أقلية ستتمكن من معالجة الشؤون المدنية المهمة لعموم الإسرائيليين، وتتخذ خطوات مهمة في المجالات الاجتماعية، مثل: المواصلات، والصحة، وبلدات المحيط، فإذا عارضت كتلة "الليكود"، من مكان جلوسها في المعارضة، مثل هذه الخطوات، فإنّها ستنكشف بكلّ عريّها، وتضعف فرصها للعودة إلى الحكم.
 أفيغدور ليبرمان

جدول الأعمال العلماني
وأخيراً؛ فإنّ جدول الأعمال العلماني الذي وقف في مركز الانتخابات الأخيرة، يمكن بمفاهيم عديدة أن يتحقق من خلال مواصلات عامة؛ في السبت، وزواج مدني، وقانون تجنيد على سبيل البداية، إنّ الشرط الذي طرحه رئيسا الحزبين الأصوليين، ليتسمان ودرعي، على نتنياهو، بأنّهما لن يدخلا الحكومة إلا إذا تمكّنا من سنّ قانون يمنع مواصلات عامة في السبت، هو مثابة تحدٍّ لغانتس، فحيال الروح الليبرالية التي تهبّ الآن من السلطات المحلية؛ فإنّ حزب الليكود بكتلته الأصولية والأصولية القومية، لم يكن ليسجل هدفاً ذاتياً في ملعبه أعظم من هذا، وبالتالي؛ إنّ حكومة الأقلية هي الأمر السليم، وليس الجوهري فحسب؛ بل السياسي أيضاً، فخلال استطلاع أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، يبين أنّ 50% من المقترعين لحزب إسرائيل بيتنا، لن يصوتوا مرة أخرى لهذا الحزب، من ناحية غانتس أيضاً، فإنّ الفشل في تشكيل حكومة قد يمسّ بشدة بصورته، والخوف من أن تزيد حكومة أقلية تستند إلى أحزاب عربية من نزع الشرعية عن اليسار الإسرائيلي، وحملة تحريض اليمين ضدّه، ليس تخوفاً بلا أساس، إضافة إلى ذلك، من المهم أن نتذكر أنّ الأيام ليست أيام أوسلو، وما يزال الطريق طويلاً إلى المفاوضات السياسية، التي يمكن لليمين أن يجري على ظهرها جولة شيطنة أخرى لليسار في هذه المرحلة، فإنّ أهدافاً مثل تعزيز المعايير السلطوية وإشفاء الشروخ في الشعب، تقدم أجندة اجتماعية وجدول أعمال علماني، وهي مهمة بما يكفي، وتحقيقها سيثبت أحزاب الوسط واليسار، كأحزاب حكم للمدى البعيد.
استيعاب غانتس للقائمة العربية
وختمت الكاتبة رويتل مقالتها؛ رغم الحديث الدائر عن استيعاب غانتس للقائمة العربية المشتركة في الحكومة المقبلة، إلا أنّ غانتس سيحاول حصد أصوات تغنيه عن الأصوات العربية التي أضافت له 10 مقاعد، وذلك بسبب أنّه يدرك أنّ ائتلافه إذا اعتمد على أصوات القائمة العربية، سيكون في مخاطرة أو مجازفة، باعتبار أنّ أيّة مواقف يتخذها ضدّ مصالح الفلسطينيين، وهو متوقع بطبيعة الحال، قد يترتب عليه سحب الثقة من القائمة المشتركة، وبالتالي يفقد عدد المقاعد التي أعطت له الأغلبية؛ لذا سيحاول جذب عدد من أعضاء الليكود، أو حزب شاس الديني، ولا يستبعد بعض السياسيين الإسرائيليين تحالف شاس مع "أزرق أبيض"، إذا سقط نتنياهو، باعتبار أنّ شاس له مواقف سياسية توصف بالوسطية وتؤيد التفاوض مع الفلسطينيين.

اقرأ أيضاً: إسرائيل تتّهم ترامب بخيانة الأكراد وتخشى من مصير مماثل
على صعيد القائمة العربية المشتركة، والتي حصدت 13 مقعداً، يعد ذلك إنجازاً تاريخياً وسياسياً لها، ويؤكد أنّ نواب القائمة المشتركة، بدؤوا يضعون مصالح فلسطينيي الداخل قبل مصالحهم أو طموحاتهم الشخصية، أما بالنسبة إلى الثقل السياسي للقائمة المشتركة، فهي قد تكون بداية لتحول مؤثر في الحياة السياسية الإسرائيلية، خاصة أنّ القائمة المشتركة هي ثالث أكبر حزب في الكنيسيت، وفق الانتخابات الأخيرة، إلا أنّ هذا الثقل يعتمد أيضاً على شكل الحكومة القادمة؛ فهي لن تدخل في تحالفات سواء مع اليمين أو الوسط واليسار، كما أنّه من المستحيل التصور أنّها يمكن أن تشارك في أيّ تحالف فيه ليبرمان، والذي قال إنّه لا يمكن أن يجلس مع حكومة وحدة وطنية موسعة، تستند لها أو تعتمد على الأصوات العربية.

اقرأ أيضاً: غانتس يرفض الشراكة مع نتنياهو: إسرائيل تحت نير الانسداد السياسي
القراءة الشاملة للمجريات لا تبشر بانفراج قريب يلوح في الأفق، فالمفاوضات بين اللاعبين الأساسيين فشلت، والمبادرات والصفقات التي يتم طرحها ترفضها الأطراف الأخرى، ونتنياهو يصرّ على البقاء حتى آخر نفس، حفاظاً على إرثه السياسي، وخوفاً من شبهات الفساد التي تطارده، وباتت السيناريوهات المطروحة والمعقدة تنحصر، فالسيناريوهات المطروحة حالياً تقوم على الآتي:
مناصرو نتنياهو لديهم قدر كبير من الثقة بأنّه ستتمّ تبرئته

السيناريوهات
السيناريو الأول: تشكيل حكومة موسعة وطنية تضم أعضاء حزبَي "الليكود" و"أزرق أبيض"، وهو ما حاول سابقاً رئيس "الدولة"، ريفلين، إقناع زعيمَي الحزبيَن، نتنياهو وغانتس، به، وبالتناوب على رئاسة الحكومة، إلا أنّ هذا الاقتراح مرفوض تماماً من غانتس، الذي يشترط أن ينسحب نتنياهو تماماً من "الليكود"؛ بسبب تورطه في قضايا فساد، وعدم استعداد غانتس للتعامل معه، وهو ما تعهّد به خلال حملته الانتخابية، أما نتنياهو؛ فلا شكّ في أنّه لن يتنازل، ومتمسّك بزعامته لليكود حتى آخر نفس.

اقرأ أيضاً: ردود عربية ودولية على تصريحات نتنياهو.. هذه أبرزها
السيناريو الثاني: حكومة وحدة وطنية تضمّ "الليكود" و"أزرق أبيض" و"إسرائيل بيتنا"، الذي يتزعمه ليبرمان، وإن كانت هذه المسألة ليست سهلة وتحتاج إلى تنازلات، خاصّة من نتنياهو، الذي لن يجد خياراً آخر إلا التضحية بالأحزاب الدينية، فليبرمان يصرّ على شروطه للتحالف مع الليكود، وأن يفرض على المتدينين التجنيد العسكريّ الإجباري، وهو ما ترفضه تماماً الأحزاب الدينية، وقد دعا ليبرمان أيضاً لتشكيل هذا الائتلاف الموسّع، مقترحاً تولّي نتنياهو الفترة الأولى من رئاسة الحكومة، لكنّه أصرّ على شروطه السابقة، هذا فضلاً عن أنّ غانتس يتمسك بشرط إبعاد نتنياهو عن أيّ ائتلاف يشارك فيه.

اقرأ أيضاً: نتنياهو وإيران.. وعسر الهضم
أما السيناريو الثالث، وهو الاحتمال الأضعف؛ فيقوم على تحالف أحد الحزبَين، "الليكود" أو "أزرق أبيض"، مع "إسرائيل بيتنا"؛ فالمحاولات السابقة لتحالف نتنياهو وليبرمان فشلت، وهو ما أدى إلى إعادة انتخابات نيسان (أبريل) الماضي، ويبدو أنّ الأمور لن تتغير، فليبرمان ما يزال متمسكاً بشروطه، وفي الوقت نفسه؛ لن يستطيع نتنياهو التخلي عن الأحزاب الدينية؛ لأنّه سيفقد 16 مقعداً للحزبَيْن الدينيَّيْن في الكنيسيت، وبالتالي حتى إذا تحالف مع ليبرمان فلن يحصل على الـ 61 مقعداً، أما تحالف ليبرمان مع غانتس، فهو أيضاً يواجه عدة عقبات؛ فرغم أنّ غانتس ليست لديه مصلحة مع الأحزاب الدينية، وتوجهاته تنسجم مع توجهات ليبرمان العلمانية، وكذلك قضية التعامل مع قطاع غزة، إلا أنّ ليبرمان يرفض أن تحسب في هذا التحالف أصوات القائمة المشتركة، التي يراها عدواً، على حدّ وصفه، بينما يقوم السيناريو الأخير على إعادة الانتخابات للمرة الثالثة، وهو أكثر السيناريوهات ترجيحاً، وهو خيار يتمنى الإسرائيليون تجنّبه، لتداعياته الاقتصادية، فضلاً عن أنّه سيزيد حالة التشتت والانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي، وسيكون السابقة الأولى في تاريخ دولة إسرائيل، التي تعاد فيه الانتخابات للمرة الثالثة خلال عام واحد.
إسرائيل والعقلانية!
إلى ذلك، يقول الخبير في الشأن السياسي، حيمي شلاف: رغم الضجة التي سترافق تشكيل هذه الحكومة، فإنّ حكومة أقلية ستعيد إسرائيل إلى العقلانية، على الأقل بشكل مؤقت، وسيقف على رأسها شخص يعدّ وظيفته مهمة جماهيرية، وليست ضيعة شخصية، وإلى جانبه قيادة حزبه وشخصيات قوية لها رأي، يتم فحصهم بحسب إنجازاتهم، بدلاً من المجموعة الحالية الضعيفة وغير المهمة، التي تمتاز بالأساس بالتملّق الأعمى، حكومة أقلية يمكن أن تدفع قدماً بخطوات مباركة؛ من زيادة الاندماج، ومزيد من المساواة للجمهور العربي، لكنّ احتمالية تحقّق ذلك، كما هو معروف، ضئيلة، ليبرمان، الذي بنى نفسه على كراهية العرب، لن يكون مسروراً بالتعاون معهم، وأشخاص في "أزرق أبيض"، مثل: موشيه يعلون، وتسفي هاوزر، ويوعز هندل، سيجدون صعوبة بالجلوس والتشاور مع القائمة العربية، هم سيفضلون عدم اليقين لانتخابات جديدة على ثغرة الهرب الآمنة التي هي أمامهم الآن، إذا لم ينحرفوا عن مواقفهم المتشددة، فقد يسجلهم التاريخ كمن فضلوا الرأي والموقف المسبق على تأييد حكومة إنقاذ.


صحيفة معاريف
مصدر الترجمة عن العبرية:

https://www.maariv.co.il/journalists/opinions/Article-727473

https://www.maariv.co.il/journalists/Article-726109



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية