هل سيتفكَّك تنظيم الإخوان؟

هل سيتفكَّك تنظيم الإخوان؟


15/08/2021

عبدالله الجسمي

يتعرَّض الإخوان المسلمون إلى تراجع كبير لأسباب عدَّة خارجية وداخلية، نتيجة مواقفهم وممارساتهم التي كشفت حقيقتهم للشعوب، وبدأت بالتسرب إلى داخل التنظيم، فهل سيتفكك تنظيم الإخوان؟

الأرجح نعم، ‏فتنظيم الإخوان أصبح ‫يسير عكس التاريخ في كل شيء، حيث هناك تفاوت بين الأجيال داخله، علماً أن هذا لا يقتصر على الإخوان فقط بل يشمل غيرهم من الأحزاب والتنظيمات، لكن تأثير ذلك عليهم سيكون عميقاً عليهم.

منذ نشأتهم عام 1928، وهم ‏يسيرون على النهج والأفكار والفهم والممارسات نفسها، ويسعون إلى الأهداف نفسها، ولم يغيروا نهجهم وطريقة عملهم، وهذا ‏سيعمق الاصطدام بين الأجيال داخل التنظيم نفسه. كما أن الواقع العربي والعالمي تغيَّر منذ قرن فكريّاً وثقافيّاً بشكل كبير، وأصبحنا اليوم أمام ثورة تقنية جديدة ستحدث انقلاباً ثقافيّاً واجتماعيّاً وفكريّاً في المجتمع الإنساني، بدأت آثارها تظهر، وتؤثر ‏في قوى التسلط والردة والإنغلاق، علاوة على أن مسألة التعددية أصبحت واقعاً لا يمكن تجاوزه، ولا يمكن لطرف أيديولوجي معين الهيمنة على المجتمع والدولة وتمزيق مكوناتها. ‬

وهناك مسألة أخرى بدأت تعمقها الظروف الاقتصادية الحالية، هي ‏اتِّساع الهوة المعيشية بين أفراد المجتمع وتبلور مطالب شعبية لتحسين الأوضاع. إن مكونات تنظيم الإخوان هلاميَّة أي من كافة فئات المجتمع، وتتميز قياداتهم بالثراء، وهي تهيمن على التنظيم وتوجهه سياسياً ‏وفق مصالحها الاقتصادية، وفي الغالب ينتمي كثير من الإخوان للطبقة الوسطى التي سحقت تقريباً، والفئات محدودة الدخل، ما سيسهم في التفاوت بين مصالح القيادات الاقتصادية، ومصالح الفئات البسيطة ومحدودة الدخل المنضوية في الحزب، وسيدفع ذلك للتصادم معها أو الانشقاق عنها.

عن "الرؤية" الإماراتية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية