هل قطع نتنياهو تمدّد السحب الإيرانية إلى غزة؟

هل قطع نتنياهو تمدّد السحب الإيرانية إلى غزة؟


كاتب ومترجم فلسطيني‎
25/11/2019

ترجمة: إسماعيل حسن


أثّرت تصفية مسؤول الجهاد الإسلامي في غزة، والنار المضادّة التي أطلقتها منظمة الإرهاب على مدن إسرائيل، تأثيراً مباشراً في الساحة السياسية، وحققت واقعاً جديداً قبل أيام فقط من انتهاء مدة تكليف رئيس حزب "أزرق أبيض"، النائب بيني غانتس، لتشكيل الحكومة؛ فقد قرّر قادة "أزرق أبيض"؛ بيني غانتس، وموشيه يعلون، وغابي أشكنازي، أن يزيلوا أخيراً إمكانية حكومة الأقلية بدعم النواب العرب عن جدول الأعمال، والسعي إلى حكومة وحدة مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وذلك بعد أن شاركوا نتنياهو رأيه في تصفية أبو العطا.

نجل شارون: رغم قطع نتنياهو أحد الأيادي الإيرانية الإرهابية في غزة، إلا أنّ إسرائيل فشلت في القطاع

وفي أعقاب العملية العسكرية؛ خرج سكان إسرائيل في مظاهرات كبيرة ضدّ القادة السياسيين والأمنيين والعسكريين، بعد أن دخلت أكثر من نصف المدن الإسرائيلية في حالة طوارئ قصوى بفعل وابل الصواريخ التي أطلقت من غزة، في وقت لم تستكمل الأجهزة الأمنية الاستعدادات لحالة حرب، وغالبية الملاجئ غير صالحة للاستخدام، والأبنية غير معدَّة للوقاية من الصواريخ، وإلى جانب هذا كلّه؛ لم يطمئن الإسرائيليون لأن تكون المنطقة الحدودية مع غزة قد باتت خالية من الخنادق، التي يمكن التسلّل عبرها وتنفيذ عمليات، ما جعل شوارع بلدات الجنوب وغلاف غزة والمحال التجارية خالية من السكان.
ما شهدته إسرائيل خلال جولة القتال من جدل وحوار داخلي حول أهدافها وتوقيتها والحاجة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، لم يقنع الإسرائيليون بما ادّعاه نتنياهو والقيادة الأمنية بأنّهم حريصون على ضمان أمنهم، فمع أول إطلاق لصفارة إنذار، وقبل معرفة التفاصيل؛ إذ الوضع يتّجه نحو تدهور أمني خطير، قررت عشرات العائلات الهرب إلى منطقة الشمال، علماً بأنّ هذه المنطقة مهدَّدة بتدهور أمني مفاجئ، في حال إسرائيل واصلت عملياتها في سوريا.
انتقادات غاضبة لنتنياهو
في مجمل كلّ ذلك؛ وجّه الإسرائيليون، مواطنون وسياسيون، انتقادات غاضبة إلى بنيامين نتنياهو، الذي أقدم بشكل مباغت على اغتيال أحد كوادر حركة الجهاد في غزة، في وقت يعاني فيه الداخل الإسرائيلي من أزمة سياسية عالقة، على وقع الفشل المتكرّر في تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، بعد جولَتين من الانتخابات خلال عام واحد.

اقرأ أيضاً: هل ينجح بيني غانتس فيما فشل فيه نتنياهو؟
بالنسبة إلى نتنياهو؛ حاول من خلال اغتيال أبو العطا إنقاذ نفسه من المأزق السياسي الذي يعاني منه، والدفع نحو انتخابات إسرائيلية ثالثة، لعلّه يكسب ثقة الإسرائيليين، ويحقّق انتصاراً خلال الانتخابات، وتأكيداً على ذلك؛ حرص نتنياهو قبل ساعات قليلة من تنفيذ عملية الاغتيال، على نشر تغريدة مفادها: "حكومة أقلية بدعم الأحزاب العربية = خطر على الدولة"، وأضاف في التغريدة مقولة عضو الكنيست، أحمد الطيبي، الذي قال في ذكرى وفاة ياسر عرفات: "ستبقى في قلوبنا دائماً".

اقرأ أيضاً: هل حقاً أنّ حكومة أقلية ستعيد إسرائيل إلى العقلانية؟
تغريدة نتنياهو حظيت بنقاش واسع، ومن يدرك حقيقة نتنياهو يعلم أنّه يمهّد لما هو خطير، فالإسرائيليون الذين ناموا على هذه التغريدة، استيقظوا على جنوب إسرائيل يحترق بالصواريخ، ما أثار غضباً عارماً ضدّ نتنياهو، اضطره إلى الخروج عن طوره ليقنع بأنّ توقيت عملية التصفية غير مرتبط بالمعضلة السياسية، إنّما في إطار قطع التمدّد الإيراني والخطر عن الدولة، ولكن رغم التأييد الإسرائيلي الواسع لعملية اغتيال القائد العسكري للجهاد الإسلامي في غزة، ظهرت تباينات وخلافات حول توقيت الاغتيال وأهدافه الحقيقية؛ فقد أعلن أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع السابق وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا"؛ أنّ بنيامين نتنياهو سبق له أن منع اغتيال أبو العطا العام الماضي، بل أبدى معارضة شديدة لذلك، وكذلك عارض الاغتيال غادي أيزنكوت، رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق، وبالتالي فمن يمنع اغتياله قبل عام، كيف له أن يقف على رجليه ويتبنّى مسؤولية اغتياله اليوم؟

لماذا عارض نتنياهو اغتيال أبو العطا العام الماضي؟
وأضاف في حديث متلفز موسّع، على القناة العبرية الثانية: "آن الأوان للتخلص من أبو العطا، وإرساله لعالم آخر، لكنّني قدّرت قبل عام بالضبط أنّ عمره قد انتهى، في حين عارضني نتنياهو آنذاك، دون شرح الأسباب التي دفعته لمعارضة الاغتيال، ليس مهماً ما هو الدافع، لكن المهم أنّه عارض الاغتيال، ومع ذلك أن يأتي الاغتيال متأخراً أفضل من ألا يأتي أصلاً"، وأشار إلى أنّ سلوك الجيش الإسرائيلي في غزة يستحق انتقادات حادة؛ لأنّه يكتفي بإصدار بيانات عن تنفيذ ضربات موضعية محددة، دون العودة لسياسة الاغتيالات، هذا خطأ كبير؛ لأنّه يتسبَّب بضغوط على الإسرائيليين، مع أنّنا نتلقى على مدار الأيام والأسابيع القذائف الصاروخية".

اقرأ أيضاً: إسرائيل تتّهم ترامب بخيانة الأكراد وتخشى من مصير مماثل
وأكّد ليبرمان أنّ سلوك نتنياهو في التلميح لعملية عسكرية في غزة لا معنى له دون وجود خطة مرتبة بشكل منظم، يجب التحضير جيداً للذهاب لأية عملية، ونوفر الإجابة عن سؤال ماذا ستكون النهاية في غزة؟ لعلّي أملك خطة منظمة في هذا الأمر؛ حيث نصل إلى حياة طبيعية في نهاية أية عملية قادمة، تحقّق الأمن والاستقرار لمواطني إسرائيل"، موضحاً: "طوال عملي في الحكومة الإسرائيلية، لم نشهد نقاشاً جاداً لعرض خطة متكاملة حول غزة، لأنّ نتنياهو ذاته منع إجراء مثل هذا النقاش، واكتفى بسياسة الخضوع من خلال دفع عشرات ملايين الدولارات لحماس داخل القطاع، من أجل تقوية جناحها العسكري ونشطائها، مما أثر كثيراً بقوة الردع الإسرائيلية، وصولاً لفقدانها كلياً".

اقرأ أيضاً: بعد فشل اغتيال قاسم سليماني: قلق إسرائيلي من هجوم إيراني
من جهتها، أعلنت عضوة الكنيست، تمار زيندبيرغ، من المعسكر الديمقراطي إدانتها لعملية الاغتيال في غزة، قائلة إنّ سياسة الاغتيالات أثبتت أنّها خاطئة وخطيرة، وهناك عدة أسباب لوقفها، وأضافت أيضاً، في مقابلة متلفزة بالقناة ذاتها: "محظور على إسرائيل أن تعود لهذه السياسة، أو الذهاب إلى حرب في غزة، خاصة في هذا التوقيت السياسي الحرج في ظلّ وجود حكومة انتقالية، والمستوى السياسي مطالب بالتوصّل لوقف إطلاق النار بدلاً من التدهور إلى حرب لا داعي لها".

اقرأ أيضاً: غانتس يرفض الشراكة مع نتنياهو: إسرائيل تحت نير الانسداد السياسي
في المؤتمر الصحفي الذي شارك فيه رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، إلى جانب نتنياهو، قال بنيامين نتنياهو: "كلّ من يعتقد أنّه يمكن أن يضرب مواطنين ويفلت من يدنا الطويلة مخطئ، حتى لو تجاهلنا حقيقة أنّه تمّت تصفية زوجة أبو العطا في غزة أيضاً، وفي دمشق تمّت تصفية ابن الهدف؛ فإنّ الأمور الوحيدة التي ثبتت هي أنّ الضمانة الوحيدة لأمن مواطني إسرائيل هي القبة الحديدية، وأنّه لا يوجد أيّ شيء مركز في الإحباطات المركزة التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي؛ إذ تأتي بعدها هجمات صاروخية على إسرائيل، وتعطيل جارف للدولة بأسرها".

لماذا امتنعت حماس؟
بالعودة إلى المواجهة العسكرية التي قادتها منظمة الجهاد الإسلامي، وامتنعت حماس عن الدخول فيها، يرى مراقبون أنّ بقاء الجهاد وحدها في الميدان دون تدخّل حماس، أمر لا يصعب على الجبهة الإسرائيلية مواجهته، رغم حجم الصواريخ التي سقطت على مدن إسرائيل، لكنّ وجهة نظر المراقبين تبين أنّ منظمة الجهاد الإسلامي، ستعاني من مشكلات في سلسلة القيادة والسلطة، بعد موت القائد الكبير، الذي قاد النشاط العسكري للجهاد في القطاع على مدار أعوام.
الكاتب والمحلل السياسي، أمنون أبروموفيتش، يقول: "ما حصل خلال جولة التصعيد الأخيرة مع غزة، من تسبّب حركة الجهاد الإسلامي التنظيم الفلسطيني الصغير، بإحداث شلل في الدولة كلّها، يعطينا إشارة عن تصور ما قد يحصل في حال انضمّت حماس وحزب الله وإيران لهذا القتال، ماذا سيحصل آنذاك، حينها سوف يتطلب الأمر تشكيل لجنة تحقيق رسمية، ويقول أمنون عن اغتيال أبو العطا، الذي يعدّ بمثابة القنبلة الإيرانية الموقوتة في غزة: "لقد كان الإحباط المركّز لبهاء أبو العطا خطوة صحيحة وضرورية، ثمرة جهد استخباري وعملياتي مشترك لأذرع الأمن، في قيادة أبو العطا للواء الشمالي في غزة لسرايا القدس، التابع للجهاد الإسلامي، وعملياً كالرجل القوي للتنظيم في القطاع، الذي  يتلقّى أوامر إيرانية عبر قادة عسكريين في الجهاد يقيمون خارج غزة؛ حيث خطط لعمليات إرهابية بطلب إيراني، وعمل على ضعضعة الأمن في جنوب البلاد، في ظلّ الإصرار المتواصل لفرص الوصول إلى تسوية وتحسين وضع سكان غزة. 

فقدت إسرائيل نجاعة آليات الإنهاء لديها، فممارسة الضغط العسكري على القطاع ليست ممكنة، خوفاً من دخول حماس إلى المعركة

وأضاف: "غياب التنسيق بين الأداء السياسي من جهة وغياب الأمن من جهة أخرى، كان سبباً أساسياً في إدخال البلاد في حالة تعطيل، وهذا ما جعل تنظيم الجهاد يفرح ويتمادى بقصفه، وهو يشاهد الدولة تعطلت كافة أنشتطها، ويرى أمنون في عملية الاغتيال؛ أنّ إحباط عملية إرهابية من خلال إصابة من يدحرجها أو يوجهها، هي عملية شرعية وواجب أخلاقي وعلى الجيش الإسرائيلي أن يبقيها كأداة ناجحة للقتال ضدّ الإرهاب في كلّ الجبهات، وبخلاف الرسائل التي خرجت عن عدم العودة إلى سياسة التصفيات، من المهمّ أن نفهم بأنّ الإحباط المركّز هو أداة ضرورية للقتال ضدّ الإرهاب، فعل خيراً رئيس الأركان الذي لم يتردّد في أن يقول في تصريحه للإعلام: إنّ "سياسة الإحباط المركز هي رافعة ضرورية وناجحة ضد الجهاد الإسلامي، ومن المهم لمنظمات الإرهاب أن تعرف وتستوعب أنّ الإحباط المركز خيار ما يزال على الطاولة؛ بل هو جزء لا يتجزأ من سلة القدرات العسكرية لإسرائيل، من هنا فإنّ الجولة في هذه المرحلة ليست معركة إستراتيجية من ناحية إسرائيل، فإنّ الإنجاز الذي تحدّد للعملية موضعي وتحقق فور بدايته، بالتالي؛ فإنّها تتطلع إلى إنهائها، واختيارها في التركز على الجهاد الإسلامي، وليس على حماس، كعنوان سلطوي هو تغيير عن سياسة طويلة الأعوام، تلقي بالمسؤولية الجارفة على حماس بالنسبة إلى كلّ عملية عسكرية ضدّ إسرائيل من أراضي القطاع، هكذا أبقى لحماس مجال مناورة كبير مقابل ما عرفته في الماضي.

اقرأ أيضاً: هل يندلع صراع شامل في المنطقة بعد الضربات الإسرائيلية لسوريا؟
وأشار؛ لقد فرضت حماس على نفسها ضبطاً للنفس، وامتنعت عن المشاركة في القتال، يمكن أن نفهم هذا على خلفية أنّها لم تتضرر من الأثمان التي دفعتها حركة الجهاد الإسلامي، بل واستخلصت منها المنفعة، تفهم حماس جيداً أنّ نشاط أبو العطا مسّ بمصالحها ومصالح سكان غزة.

لإسرائيل ولحماس مصالح مشتركة
لإسرائيل ولحماس، رغم عدائهما والنزاع الجوهري بينهما، مصلحة مشتركة في منع التصعيد، لكن من السهل التخطيط لبداية أيّة عملية عسكرية ويصعب التخطيط لنهايتها، ومع ذلك من المهم أن نفهم أنّ الصعوبة في إنهاء الحدث تنبع بالذات من تقييده وحصره بالجهاد الإسلامي فقط؛ لقد فقدت إسرائيل نجاعة آليات الإنهاء لديها، فممارسة الضغط العسكري الأساس على القطاع ليست ممكنة، خوفاً من دخول حماس إلى المعركة، بينما الجهاد الإسلامي أقلّ تأثراً بالضغط المصري، وغير معني بالتسوية، ولا يشعر بالمسؤولية عن سكان غزة، كما أنّ حركة الجهاد الإسلامي تجد صعوبة في وقف المواجهة قبل أن تحقق ضربة ذات مغزى وصورة انتقام وانتصار حيال إسرائيل، حماس هي المفتاح في لجم الجهاد الإسلامي، وتجب ممارسة جملة من الروافع غير العسكرية عليها، إغلاق المعابر وقف المال القطري، ومنع الكهرباء عن القطاع، حماس لا تسارع بعد إلى إنهاء المواجهة، ولم تستخدم بعد كلّ قدرتها على لجم الجهاد الإسلامي، بالمقابل؛ فإنّ أحداثاً مهمّة في تبادل الضربات بين إسرائيل وعناصر إرهابية تواصل إطلاق القذائف صوب البلدات، رغم إعلان التهدئة ووقف إطلاق النار، يمكنها أن تجرّ حماس والجهاد الإسلامي إلى المعركة، ويوضح: "تحوم فوق الأحداث مثلما في كلّ ساحة أخرى حول إسرائيل السحابة الإيرانية، حتى إن لم تكن إيران مشاركة تكتيكياً في قرار الجهاد الإسلامي في الأشهر الأخيرة على ممارسة القوة ضدّ إسرائيل، فإنّ المقدرات التي استثمرتها في تنظيم الجهاد على مدى الزمن، هي التي تسمح له اليوم بأن يهدّد مواطني إسرائيل حتى مدى 80 كيلومتراً من قطاع غزة؛ لهذا السبب أيضاً على الجيش الإسرائيلي أن يستغل الفرصة لضربة كبيرة لقدرات الجهاد وتعاظم قوته، كرسالة واضحة لطهران وقطع يدها في قطاع غزة".

اقرأ أيضاً: كيف نقرأ العملية الإسرائيلية ضدّ حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية؟
إلى ذلك، يقول غلعاد شارون، نجل الرئيس الراحل، أرئيل شارون؛ "رغم قطع نتنياهو، في حدّ قوله، أحد الأيادي الإيرانية الإرهابية في غزة، إلا أنّ إسرائيل من وجهة نظر غلعاد فشلت في غزة، ولم تحقّق أيّ نجاح في ذلك، في ظلّ عدم تحقيق الأمن لسكان الجنوب، فالمواجهة مع الجهاد الإسلامي قد تعود في أيةّ لحظة وبقدرات قتالية عنيفة، هم نجحوا في أن يجعلونا نعتاد على أن تتلقى المدن في غلاف غزة الضربات المتتالية، وأن تعطّل نصف الدولة، وكلّ ذلك بسبب غياب الردع، والفشل الذي نعيشه اليوم، إلى جانب السياسة الضعيفة التي تتبعها إسرائيل أمام الفلسطينيين في غزة، من خلال المساومة المتواصلة لتحقيق الهدوء بتقديم الأموال إلى منظمة حماس، إضافة إلى التسهيلات الاقتصادية وغيرها".


يديعوت أحرنوت
مصدر الترجمة عن العبرية:

https://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-5623584,00.html
https://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-5624049,00.html

https://www.ynet.co.il/articles/0,7340,L-5625510,00.html



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية