هل كشف تقرير"بي بي سي" قطر؟

هل كشف تقرير"بي بي سي" قطر؟


18/07/2018

مشاري الذايدي

الجديد في تقرير "بي بي سي" الأخير عن تمويل دولة قطر، عن وعي ومعرفة وتصميم، لتشكيلة بديعة من التنظيمات المتطرفة، السنية والشيعية، في العراق وسوريا، هو أن التقرير صادر من "بي بي سي" نفسها! فضلاً عن تفاصيل إضافية مثيرة.
مليار دولار أمريكي هو مجموع ما دفعه المفاوض القطري، بأمر مباشر من الدوحة، وشملت البركات القطرية ثلة من متطرفي الحشد الشعبي الطائفي الموالي لإيران، ضمن صفقة إطلاق سراح 28 قطرياً بينهم أفراد من العائلة الحاكمة اختطفوا في العراق عام 2015.
"بي بي سي" البريطانية نشرت تقريرا للصحافي (بول وود) عرض فيه رسائل قال إنه حصل عليها من مصادر حكومية تؤكد أنّ قطر تلقت مساعدات من عدة أطراف في عدة دول لضمان إطلاق سراح المختطفين.
قبل ذلك، كانت صحيفة "واشنطن بوست" - ولا تتهم هذه الصحيفة الأمريكية، مثلها مثل "بي بي سي" البريطانية، بمحاباة أحد - قد نشرت تفاصيل الصفقة في أبريل (نيسان) 2018، وتقرير "بي بي سي" أضاف أن سلطات قطر، عكس ما زعمت، كانت تعلم بهوية الإرهابيين الذين كانت تتعامل معهم حينها.


من الساخر بالتقرير هو أن أحد المفاوضين من كتائب حزب الله، يدعى أبو محمد، أخذ السفير جانبا وطلب مبلغ 10 ملايين دولار لنفسه، فأجابه السفير القطري بدهاء الأحنف بن قيس: "لتحفيزه، أخبرته أيضا أنني على استعداد لأن أشتري له شقة في لبنان"!
السخاء القطري لم يقتصر على ميليشيات الجنرال الإيراني قاسم سليماني المتطرفة، بل كان عادلاً، ولا طائفياً، في نفحاته! حيث أثبتت الوثائق المسربة أن قطر لعبت دور الوسيط بين جيش الفتح (سني أصولي) وإيران، من أجل خروج اتفاق "المدن الأربع" ذاك الاتفاق الفضيحة لكل أطرافه السنية والشيعية، وضحيته هم الأهالي من شيعة وسنة سوريا بوادي بردى وريف حلب.
ليس هذا فحسب، جاء في هذه الكشوفات، أنه في مرحلة ما طلب الخاطفون أن تغادر قطر التحالف العربي ضد الحوثية باليمن، وتأمين إطلاق الجنود الإيرانيين المحتجزين في سوريا.
دائرة متصلة ببعضها: إيران وقطر وقاعدة وحشد وحزب الله وحوثي.

"بي بي سي" البريطانية، و "واشنطن بوست" الأمريكية، هي من أخبرنا بخفايا الصفقات القطرية هذه، لا قناة "العربية" أو جريدة "الشرق الأوسط".
هنا نسأل، بشكل عام، من موّل جماعات الفتنة والتطرف كل الـ20 سنة الماضية بالبحرين والسعودية والإمارات ومصر، مثالاً لا حصراً؟!
قنوات مثل قناة "الحوار" بإدارة الإخواني عزام التميمي بلندن، وأشباهه مثل سعد الفقيه... من كان يسقي زرعهم الذي طرح حنظل الإرجاف بالبلاد؟ سؤال لذوي النهي والحجى.

عن "الشرق الأوسط"


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية