هل نجحت أوروبا في حماية شبابها من التطرف؟

هل نجحت أوروبا في حماية شبابها من التطرف؟


13/12/2017

وجّهت هيئة استشارية أوروبية، نداء تحذيرياً لحكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بشأن عدم كفاية مبادراتها وإجراءاتها الرامية لردع الشباب عن الوقوع في براثن التطرف العنيف.

هيئة استشارية: إجراءات الاتحاد الأوروبي لا تردع الشباب بالوقوع في براثن التطرف

وعدّت اللجنة الاجتماعية والاقتصادية الأوروبية، في تقريرها الأخير، الصادر بعد الاجتماع الشهري لجمعيتها العامة، المبادرات المتعددة المتخذة من قبل مؤسسات الاتحاد الدول لمحاربة ظاهرة التطرف لدى الشباب؛ "لا تزال غير كافيةٍ، ولا تحقق الهدف المنشود منها"، وفق ما أوردته وكالة "آكي" الإيطالية.

وطالبت اللجنة، التي تضم 350 خبيراً وباحثاً من مختلف الدول الأوروبية، صانعي القرار في المؤسسات والعواصم الأوروبية، بالعمل بشكلٍ "أكثر فاعلية" من هيئات ومنظمات المجتمع المدني، خاصة المعنية منها بالشباب، على اعتبارها "الشريك الأفضل" الذي يمكنه أن يقدم مساهمات أساسية في مجال محاربة التطرف.

اللجنة الاجتماعية والاقتصادية الأوروبية: مبادرات الدول الأوروبية لمحاربة التطرف غير كافية 

وطالبت اللجنة السلطات المعنية في الدول الأوروبية، باستبدال المقاربات الأمنية "القمعية"، التي تؤدي دوراً على المدى القصير، بسياسات تقوم على الاستباق والردع والإرشاد، مؤكدة أنّه يجب أن يتم هذا العمل بشكل منسق، وعلى المدى الطويل.

لكنّ خبراء اللجنة، أبدوا تفهّمهم لقيام الدول الأعضاء في الاتحاد بتبني مبادرات أمنية سريعة المفعول، بسبب الهجمات الإرهابية التي ضربت أوروبا، والتي قام بها شبّان أوروبيون، وقعوا ضحية النظريات المتطرفة العنيفة.

وفي هذا الإطار، عدّ المسؤول في اللجنة، كريستيان موس، أسباب وقوع الشبان في براثن التطرف، عائدة إلى عدم امتلاكهم شعوراً حقيقياً بالهوية الأوروبية، وكذلك إحساسهم بالتهميش الاجتماعي، ما يسهّل عملية "غسل الدماغ" التي يتعرضون لها.

اللجنة تطالب باستبدال المقاربات الأمنية القمعية بسياسات تقوم على الاستباق والردع والإرشاد

وأضاف موس؛ أنّ النظريات المتطرفة تقترح على الشباب بدائل مغلوطة، ما يجعلهم يخرجون باستنتاجات وأجوبة جاهزة، تؤكّد أنّ لديهم عدواً يتعين محاربته، "ومن هنا أهمية البدائل التي تقدمها المنظمات الشبابية المدنية، والهيئات التعليمية والترفيهية"، وفق كلامه.

ويقترح المسؤول في اللجنة الاجتماعية والاقتصادية الأوروبية، العمل مع مؤسسات المجتمع المدني، والجمعيات غير الحكومية، بوصفها الطرف الذي يستطيع الوصول بشكل أسهل للشباب، وتوعيتهم بحقوقهم، وبالقيم الإنسانية التي يتقاسمها الجميع، المنصوص عنها في التشريعات الأوروبية للحقوق الأساسية.

وتعدّ اللجنة أنّ حماية الشباب من التطرف، يجب أن تكون من مسؤولية الجميع؛ بدءاً بأصحاب القرار، ومروراً بكافة الهيئات التعليمية، والمنظمات المدنية، والسلطات البلدية، والجمعيات المعنية بشؤون الشباب، ووسائل الإعلام، والشركات.

أسباب وقوع الشباب في براثن التطرف تعود إلى إحساسهم بالتهميش الاجتماعي

وأثنت اللجنة على عمل المفوضية الأوروبية، التي شكلت، عام 2015، شبكة التوعية ومحاربة التطرف، وضمت العديد من المتخصصين في الشؤون الاجتماعية والأمنية والقانونية، لافتاً إلى أنّه يتعين تعزيز عمليات تبادل المعلومات بين الدول الأعضاء، بشأن إجراءات محاربة الإرهاب والتطرف.

لكنّها عادت للتأكيد، أنّ هذا العمل لا يزال غير كافٍ، ويعدّ قاصراً عن تحقيق النتائج المطلوبة على المدى الطويل.

نشأت اللجنة الاجتماعية والاقتصادية الأوروبية عام 1975، وتضم 350 خبيراً وباحثاً من مختلف الدول الأوروبية، فأصبحت هيئة استشارية تقدم النصح، والتوصيات، لصانعي القرار في المؤسسات، بشأن طيف واسع من القضايا الاقتصادية والمجتمعية.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية