هل نجحت قمة تونس في كسر الجمود العربي؟

هل نجحت قمة تونس في كسر الجمود العربي؟


01/04/2019

أكّد البيان الختامي للقمة العربية المنعقدة في تونس، أمس، على رفض قرار أمريكا الاعتراف بسيادة "إسرائيل" على الجولان.

وذكر أنّ قرار الاعتراف بسيادة "إسرائيل" باطل، شكلاً ومضموناً، مشدداً على لبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

وطالب البيان بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وفق مبدأ الأرض مقابل السلام.

وأشار البيان إلى رفض التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، وكذلك على مركزية القضية الفلسطينية للعرب.

وألمح إلى أهمية السلام الشامل كخيار عربي وفق مبادرة السلام العربية.

وذكر البيان؛ أنّه من غير المقبول بقاء المنطقة العربية مسرحاً للتدخلات الخارجية.

وتحدث عن ضرورة العمل على التوصل إلى تسويات في سوريا وليبيا، والحفاظ على وحدة أراضي العراق، واستقرار لبنان وتنمية الصومال.

ودان البيان استهداف الأراضي السعودية بالصواريخ الحوثية، مشيراً إلى أنّ أمن السعودية جزء من الأمن العربي.

وفي كلمة ختامية، أعلن الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، ارتياحه للقرارت التي توصلت إليها القمة العربية.

البيان الختامي لقمة تونس يؤكّد رفض قرار أمريكا الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان

وتضمنت كلمات القادة والزعماء العرب دعوات صريحة إلى مغادرة مربع الانتظار والبدء بصياغة رؤية عربية موحدة لمواجهة التدخلات الخارجية وفق آليات واضحة، ما يعكس رغبة جماعية في أن تدفع القمة بمُخرجاتها وقراراتها السياسية والاقتصادية والأمنية، نحو انعطافة جديدة.

وأكد العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز؛ أنّ "القضية الفلسطينية" ستبقى على رأس اهتمامات المملكة، حتى يحصل الفلسطينيون على حقوقهم، كما عبر عن رفض المملكة لأيّة إجراءات من شأنها المساس بالسيادة السورية على الجولان، وشدّد على أهمية التوصل إلى حلّ سياسي للأزمة السورية يضمن أمنها ووحدتها وسيادتها.

وبشأن اليمن، طالب الملك سلمان المجتمع الدولي بإلزام الحوثيين بوقف ممارساتهم "العدوانية"، وعبّر عن دعم المملكة لجهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حلّ سياسي، وفق المرجعيات الثلاث، ورأى أنّ السياسات "العدوانية" لطهران تنتهك المواثيق والمبادئ الدولية.

من جهته، هاجم رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بسبب دعمها لإسرائيل والخطوات التي اتخذتها في هذا الإطار، ابتداء من الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وانتهاءً بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، ورأى أنّ السياسة الأمريكية نسفت مبادرة السلام العربية.

بدوره، شدّد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، على ضرورة إيجاد حلّ للقضية الفلسطينية وقال: إنّ ما يتعرض له الفلسطينيون يمثل "وصمة عار" للعرب.

وأكد السيسي؛ أنّ الدول العربية اختارت السلام، وأضاف قائلاً: "يدنا ممدودة بالسلام مع التمسك بكامل حقوقنا"، وشدّد في كلمته على ضرورة تجديد الخطاب الديني ونبذ العنف والتطرف والإرهاب.

ومن جهته، أكد العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، أنّ الجولان، أرض سورية محتلة، وقال إنّ القضية الفلسطينية، كانت، وستبقى، الهمّ الأول الذي يشغل الوجدان العربي.

وركزت القيادات العربية في المشاورات واللقاءات الثنائية على ضرورة التحرك لقطع الطريق أمام التدخلات الخارجية التي زادت في توسيع دائرة الخلافات، وأربكت العمل العربي المشترك.

ونجحت قمة تونس، بتوقيتها ومضامين القضايا التي طرحتها، في لمّ شمل العرب، بعيداً عن الرؤى والأهداف المُتباينة والأجندات المُتضاربة، التي تعكسها الاصطفافات الخطيرة التي لا تُراعي مبدأ التضامن العربي، لتُحدث بذلك فارقاً سياسياً لا يمكن تجاهله في هذه الظروف السياسية، المعقدة وغير المسبوقة.

 

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية