هل نجح اليمين المتطرف بألمانيا في تأجيج "الإسلاموفوبيا"؟

هل نجح اليمين المتطرف بألمانيا في تأجيج "الإسلاموفوبيا"؟


19/03/2018

أظهرت دراسة جديدة زيادة في مستوى التعصب، في منطقة حوض نهر الرور غربي ألمانيا، التي كانت في السابق أحد أهم أماكن العيش المشترك بين الألمان، والجاليات المهاجرة التي اعتمدت عليهم في نشاطها الصناعي أكثر من أية منطقة أخرى في ألمانيا.

دراسة تظهر زيادة في مستوى التعصّب في منطقة حوض الرور التي كانت مركزاً للتعايش بين الألمان والجاليات المهاجرة

ووجد الباحثون علاقة مذهلة بين عدم الثقة المتزايد، ونجاح اليمين المتطرف؛ حيث تشهد هذه المنطقة زيادة مفاجئة في نسبة "الرهاب من الإسلام" (الإسلاموفوبيا)، وعدم الثقة بين المجتمعات المحلية والمهاجرين، خاصة خلال العامين الماضيين، وفق تقرير "مؤسسة بروست الذي نقلته دويتشة فيلة".

وفق تقرير "مؤسسة بروست"، يعتقد 37% فقط من سكان حوض الرور بأنّ الإسلام ينتمي إلى ألمانيا، وبالمقارنة مع استطلاعٍ آخر أُجري عام 2015، فإنّ عدداً أقلّ بكثير يقولون الآن إنّ لديهم أصدقاء مسلمين، أو إنّهم يعتقدون أنّ الإسلام "دين مثل أيّ دين آخر"، بينما ارتفعت نسبة الذين يعتقدون بأنّ الإسلام لا ينصف المرأة.

من جهة ثانية، انخفض وبشكل ملحوظ، عدد الذين يعتقدون بأنّه كان على الألمان العمل بجهد كبير في مسألة الاندماج، مع وصول الوافدين الجدد؛ حيث صارت النسبة الآن 18%، بعدما كانت 33%.

إضافة إلى ذلك؛ يعتقد 49% من السكان أنّ العيش معاً "بين الألمان والمسلمين"، هو أمر "صعب إلى حدّ ما"، مقارنة بـ 40% فقط يرون أنّ الوضع "غير معقد".

ورصدت الدراسة التغيرات الجذرية التي حصلت في المجتمع على محورين، أولاً: أزمة اللاجئين التي بدأت مع التدفق الكبير للاجئين عام 2015، وصعود حزب "البديل من أجل ألمانيا" في حوض الرور، وخلصت الدراسة إلى أنّ "نظرة ساذجة للغاية ومليئة بالكراهية للإسلام، كانت سائدة بين مؤيدي حزب "البديل من أجل ألمانيا"؛ حيث يعدّ 80% من مؤيدي هذا الحزب أنّ "العيش مع المسلمين صعب"".

49% من السكان يعتقدون أنّ العيش بين الألمان والمسلمين هو أمر صعب مقارنة بـ 40% فقط يرون أنّ الوضع غير معقّد

بالنسبة إلى اليمين الشعبوي، كانت منطقة حوض الرور قصة نجاح كبيرة خلال الانتخابات الماضية، في أيلول (سبتمبر) 2017؛ حيث حصلوا على نسبة 17% من الأصوات، وألحقوا هزيمة كبرى باليسار الوسطي من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي طالما كان أقوى حزب في المنطقة؛ حيث حصلوا على أقل نسبة في تاريخهم، وحققوا 20% من الأصوات فقط.

إلّا أنّ الدراسة أشارت إلى أنّ هناك عوامل مجتمعية أخرى تلعب دوراً في العلاقة الممزقة، ووجدت أنّ "الأطفال في حوض الرور معرضون لخطر أكبر من معظم الأطفال في مناطق أخرى، بسبب ضعف التعليم، وكونهم معزولين في مجتمعات عرقية أكثر من معظم الأطفال الألمان".

ومع ذلك، يؤكّد معدّو تقرير مؤسسة بروست، أنّه يجب "ألّا نيأس من أنّ الاندماج والتعايش قد فشلا"؛ حيث وجدوا أيضاً أنّ 86% من سكان حوض الرور، يعتقدون أنّ الاندماج مفيد للجميع، وقال 57% إنّهم يرون المسلمين الجدد "أصدقاء أو زملاء".

وتخلص الدراسة إلى أنّه بإمكان الحكومة الاتحادية أن تقوم بتغيير رئيس من أجل وقف المد المتصاعد لعدم التسامح، أبرزها مسألة "المواطنة المزدوجة"؛ حيث أدّى عدم السماح بحمل الجنسية الألمانية مع جنسية أخرى، إلى عدم تنازل العديد من المهاجرين عن جنسيتهم، ما حرمهم من التصويت والمشاركة في الحياة الألمانية، بشكل يؤدي إلى إلغاء الفصل العنصري، وهذا عائق دائم أمام الشعور بألمانيا كوطن، والمشاركة في العملية الديمقراطية لبلد عاش بعضهم فيه كلّ حياته".
 

الصفحة الرئيسية