هل وصلت قطر إلى مونديال 2022 عبر بوابة الاقتصاد الفرنسي؟

هل وصلت قطر إلى مونديال 2022 عبر بوابة الاقتصاد الفرنسي؟


30/06/2019

تتناول وسائل الإعلام الفرنسية بشكل يومي التحقيقات مع الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي، والرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ميشيل بلاتيني، حول شبهات فساد تحوم حول منح قطر حق استضافة كأس العالم 2022.

وتستند وسائل الإعلام الفرنسية، بحسب ما أوردت صحيفة "العرب" اللندنية، إلى وقائع حصول قطر على حق استضافة مونديال 2022، على لقاءات واجتماعات ضمت المسؤولين الفرنسيين مع نظرائهم القطريين، وعلى تصريحات حقوقيين وسياسيين فرنسيين كانوا منذ أعوام ينتقدون الاستثمارات القطرية المبالغ فيها في فرنسا والأموال المتدفقة بشكل يثير الشكوك، تشكل أداة ضغط قوية على المعنيين للبث سريعاً في هذه القضية خاصة أن مونديال 2022 بات قريباً.

وسائل الإعلام الفرنسية تتحدث يومياً عن شبهات فساد تحوم حول منح قطر حق استضافة مونديال 2022

وربطت التحقيقات الفرنسية ملفات مونديال 2022 القديمة، بـ"انتفاضة الضواحي المهمشة"، وهي موجة من العنف شهدتها الأحياء الفرنسية المهمشة عام 2005، بعد مقتل شابين ‏فرنسيين من أصول مهاجرة تحولت المظاهرات إلى صرخة ضد التهميش والتمييز.

وأكدت التحقيقات، وفق وسائل الإعلام الفرنسي، أنّه في الظاهر لا علاقة للدوحة بهذه التفاصيل الداخلية، لكن تحقيقات أعقبت تلك الأحداث، وتطورات شهدتها فرنسا، والعالم، بمرور الأعوام كشفت أن هناك خيطاً رفيعاً رابطاً بين تلك الأحداث والأموال القطرية ودعم الدوحة لساركوزي الذي كان في ذلك الوقت وزيراً للداخلية، ثم بعد وصوله إلى قصر الإليزيه في عام 2007.

الدور القطري جاء مباشرة بعد تلك الأحداث، حيث سارعت الدوحة إلى عرض مبادرة الاستثمار في مشاريع اقتصادية واجتماعية في الضواحي الفرنسية المحرومة التي يقطن فيها عدد كبير من الشبان المسلمين. وأقرت الحكومة الفرنسية موافقتها على مشروع أثار جدلاً واسعاً، وقوبل بانتقادات اليمين واليسار.

فتحت هذه الخطوة أبواب فرنسا أمام قطر التي اشترت فريق باريس سان جرمان لكرة القدم (فريق ساركوزي المفضل) ومجموعة من الفنادق الفخمة في البلاد، وأغرت الحكومة الفرنسية بمشاريع استثمارية ضخمة، خاصة في خضم الأزمة المالية العالمية 2007-2008 التي نتجت عنها تأثيرات خطيرة في أوروبا.

وسائل الإعلام تشكل أداة ضغط قوية للبث سريعاً في هذه القضية خاصة أن مونديال 2022 بات قريباً

ظلت هذه العلاقة محور شد وجذب، ومحل متابعة دقيقة من الإعلام الفرنسي على غرار صحيفة ليبيراسيون وفرانس 24 ولونوفل ابرسفاتورو، ومنصات الإعلام الاستقصائي، مثل موقع ميديا بارت، الذي نشر عدة تقارير حول كيف أصبحت فرنسا هدفاً للمستثمرين القطريين سواء في عهد ساكروزي أو حتى في عهد خلفه فرانسوا هولاند، وإن كانت العلاقة مع ساركوزي أكثر متانة وارتبطت بشبهات فساد.

وفي نيسان (أبريل) 2010، اشترى صندوق "الديار القطرية" حصة في الشركة الفرنسية العملاقة فيوليا إنفايرومنت بما يمنحها حق التصويت في مجلس الإدارة. ويتعقب المحققون مبلغ 182 مليون يورو يشتبه في أنه استخدم لرشوة المسؤولين الفرنسيين، كما يبحثون في علاقة محتملة بين الاستثمار في فيوليا مقابل دعم فرنسا لقطر في سباق استضافة كأس العالم 2022.

في قلب الجدل الدائر حول أهداف هذه الاستثمارات، انتشرت شكوك فرنسية حول نوايا قطر الاستثمار في المناطق الفقيرة التي تضم عدداً كبيراً من مسلمي فرنسا.

وأكد كريم سادر، وهو خبير فرنسي في شؤون الشرق الأوسط، لقناة فرانس 24، أنه لا توجد هناك أي خدمة دون مقابل. وتابع "نميل إلى ربط تمويل الضواحي بأهداف قطر، نظراً إلى دور البلاد في تمويل ثورات الربيع العربي والإخوان المسلمين".

ومع أحداث الربيع العربي، بدأت الشكوك تتحول إلى اتهامات، خاصة بعد أن دعمت الدوحة جماعات إسلامية، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين وفصائل التيارات الإسلامية في تونس وليبيا ومصر وسوريا. ودقّ هذا جرس الإنذار في المجتمع الفرنسي.

بدوره، قال معهد جيت ستون الأمريكي في دراسة، إن قطر تسعى "لابتلاع الاقتصاد الفرنسي" من خلال شراء عدد من الأصول للسيطرة على مفاصل الدولة. وفق ما نقلت صحيفة ليبيراسيون الفرنسية في متابعتها للقضية.

وسائل الإعلام الفرنسية والتحقيقات فاقمت الضغوط على قطر مثلما تفاقمها على الفيفا لاتخاذ قرار عاجل لاسيما وأن موعد كأس العالم اقترب، فهل سيكون هناك ما هو جديد بخصوص مونديال قطر 2022.

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية