هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه؟

هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه؟


14/12/2021

محمد ليلو كريم

"العِلْـمُ (الجمع: العُلومْ) أي ’المعرفة‘، هو أسلوب منهجي يقوم ببناء وتنظيم المعرفة في شكل تفسيرات وتوقعات قابلة للاختبار حول الكون. يرتكز مفهوم العلم على مصطلح المنهجية العلمية الذي بدوره يدرس البيانات ويضع فرضيات لتفسيرها ويقوم باختبارها وكل هذه العملية للوصول إلى معرفة قائمة على التجربة والتأكد من صحتها بدل التخمين/ ويكيبيديا."

بعد قيام الجمهورية الإسلامية في ايران وتملّك الفقيه للدولة وإعلان الدستور الديني كمرجع قانوني للبلاد لم تُطرَح قضايا جوهرية تتعلق بالعقيدة والتاريخ الذي تحدث عنهما النص وتبناهما المسلمون، وإلا ما الدافع لإشعال ثورة وتغيير نظام حكم وإقامة دولة ناطقة بلسان الإسلام، وما الداعي لهدر مليارات من الأموال وملايين النفوس وتسخير شعب كبير وتجنيد الأرض والثروات والأجيال ونحن لم نقف على الفارق المعلوم الذي خوّل الولي الفقيه شطر الكوكب الى نصفين؛ مؤمن وكافر، وما هي الحصيلة النفعية الناتجة عن هذا التقسيم.

هل تمكن الولي الفقيه من إحداث معجزة ترفعه فوق الزعامات العالمية وتُبيّن الفارق بين ولي ولي الله وأولياء غير الله، أو هل تمكن من استخراج دليل قرآني دامغ يُظهر وبوضوح تام كمال النص ونقصان كل نص آخر.

قِبال ثنائية الحق والباطل نضع ثنائية النافع وغير النافع ومن ثم نحتكم للعِلم ومعاييره ونبحث عن أي الشطرين أفضل من ناحية النتاج العلمي وبكافة حقوله ونخلص الى مقابلة الولي الفقيه مع عالِم غربي متخصص لنستشرف وبأسلوب منطقي حقيقة كون إمام الشيعة المزعوم - الغائب سيظهر ويُظهِر درجات من العِلم لم يبلغها البشر، فهل كان الولي الفقيه وهو نائب الإمام أعلى البشر عقلًا وعلمًا، وما نتاجه العلمي.

دعك من براعة الولي الفقيه في ترتيل القرآن، ودعك من دموع الولي الفقيه المنسكبة عند كل ذِكرٍ لصاحب العصر، ودعك من صيحات العقيدة التي يطلقها الولي الفقيه يُناصر بها الله ورسوله وعلي وفاطمة والحسن العسكري وولده، ولنضع جانبًا تقييم الولي الفقيه للعالم على أساس الحق والباطل، الإيمان والكفر، المقاومة والتطبيع؛ ولننظر في شأن الولي الفقيه العلمي ونتحقق أيُ الحقول العلمية تناسب تخصصه العلمي، وما مدى التوفيق الإلهي الذي شمله فأفرده بمعجزة علمية دونها علوم العالمين.

ما هي الضرورة العلمية لولاية الفقيه على نطاق العالَم الحديث المتسارع علميًا؟

أن لم تكن مُتَنبِّهًا - عزيزي القارئ - لنظرية "الاصطفاء الإلهي" الشيعية - الأثني عشرية فأنا أطلب منك تذكّر نظرية الاصطفاء الطبيعي (وهو يعني أن الطبيعة تلجأ إلى الانتخاب فتحتفظ بالانتقالات "الإرثية" النافعة وتنفي الانتقالات الضارة، وبذلك يتطور الكائن إلى كائن أعلى أو أرفع/ منقول) لتكون الصورة واضحة عبر مثال علمي. ولكن اصحاب نظرية الاصطفاء الإلهي يرفضون اعتبارها "نظرية" فهي عندهم قاعدة ثابتة لحركة التاريخ، وعندهم أن ثباتها وحتميتها عقيدة مقدسة يُحرَّم التشكيك بها بتاتًا. فهم يقولون بقاعدة اصطفاء إلهي يتدرج فيها الخلق صعودًا وعلى القمة يتربع الإمام المعصوم، والتدرج لا يعني التطور، بل هو سلسلة يكون فيها مكان الإمام المعصوم ثابتًا لا يطاله التغيير والتبدّل. ويأتي بعد الإمام المعصوم الولي الفقيه، ولأن الإمام المعصوم الكامل علميًا غائب فالدور بعده مباشرة يُناط بالولي الفقيه، ومنطقيًا ووفق قاعدة الاصطفاء الإلهي المقدسة يكون الولي الفقيه أعلم أهل الدنيا، ولهذا يقولون بالولاية العامة للولي الفقيه وبطلان كل زعامة غير زعامته العالمية، وبحسب قولهم الاعتقادي يكون الولي الفقيه أعلم من كل عالِم في العالَم، وعلم الولي الفقيه أعلى وأرفع من كل علم. ولكن؛ أن نظرنا في قولهم بتفحص علمي لا عقائدي "إيماني.. أصولي.. حوزوي.. ديني" ما الدليل الدامغ المتداول لإثبات قولهم علميًا؟

ملاحظة: الاصطفاء الإلهي يحدث في جهاز الإيمان، أو عضو الإيمان، وجهاز أو عضو الإيمان يتكامل ليستوعب حضور الحجة وحجيته، والحجة هو الشخص السوبرمان الذي لا يُضاهى بعلمه وتركيبه الجسماني، وليس في جعبتي تعريف علمي يُخبركم ما هو جهاز أو عضو الإيمان كما هو الحال عند تعريف الدماغ والذكاء والتفاوت الذهني.

لم يصدر عن الولي الفقيه الأول ولا الثاني، الخميني وخامنئي، أي كتاب علمي يُثبِت وبعد جهد بحثي تخصصي أصل الإنسان، ويكون الكتاب من ابداعات الولي الفقيه العلمية الفذة، ومن نتاج جهده الخاص، وأن تطلب النتاج أجهزة غير موجودة أبتدع الولي الفقيه أجهزة وكل تقنية ضرورية لإنجاز المهمة. وبهذا المُنجز العلمي يدحض الولي الفقيه كل رأي علمي وبحث تخصصي وقول مختبري ويعترف له المتخصصون بذلك، فهل لدى الولي الفقيه هكذا امكانية علمية تمكنه من مقارعة أهل التخصص؟

عن "ميدل إيست أونلاين"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية