هل يظهر تنظيم داعش في تايلاند؟

هل يظهر تنظيم داعش في تايلاند؟


06/05/2021

نشرت وسائل إعلام تايلاندية أنباءً عن نشاط ونفوذ لتنظيم داعش، لا سيما في المقاطعات الجنوبية ذات الأغلبية المسلمة الملايو حيث الانفصاليين.

وحذرت مجموعة الأزمات الدولية من احتمالية ظهور موجة جديدة من الجهاديين العابرين للحدود في جنوب شرق آسيا، خاصة إندونيسيا وماليزيا وجنوب الفلبين، بعد نشر تقارير عن إلهام داعش لمقاتلين من تايلاند وتمويله لأعمال عنف، مستغلاً بعض الجماعات المحلية المتعاطفة معه.

حذرت مجموعة الأزمات الدولية من احتمالية ظهور موجة جديدة من الجهاديين العابرين للحدود في جنوب شرق آسيا

وقال تقرير المجموعة إنه لا يوجد دليل على أي ارتباط بين الملايو المتمردين المسلمين والجهاديين الأجانب، لكن يظهر جنوب تايلاند على السطح لتوفير ظروف مواتية للتوسع الجهادي، حيث أقلية سنية تشكّل أغلبية في منطقة الصراع؛ وصراع طويل الأمد مع القمع والعنف المتكرر من قبل السلطات التايلاندية.

بداية الظهور

نجح تنظيم داعش والقاعدة في بعض الأحيان في التوغل بين بعض الجماعات المسلحة التي تتبع أجندات محلية واستغل كلاهما الصراع في محيط دول القارة، وكانت البداية الحقيقية في تايلاند مع تصريح حكومي في كانون الثاني (يناير) 2016، حيث أعلن رئيس الوزراء التايلاندي، برايث تشان أوشا، أن قوات الأمن تحقق في علاقة 3 أجانب بالتنظيم الإرهابي، بعد أن أثاروا الانتباه خلال قيامهم بزيارة مدارس دينية بقصد التبرع لها ولمجموعة من الأئمة، مقابل أن يتم تعليم الأطفال بعض المبادئ عن التنظيم الإرهابي.

وبث التنظيم مقاطع إعلانية تمت ترجمتها بصورة نصية إلى اللغة التايلاندية، كما حدث في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2015، في شريط بعنوان No Respite، الذي بثته مؤسسة الحياة، الجناح الإعلامي لتنظيم داعش الإرهابي، وكذلك مقطع بعنوان "من داخل حلب"، في نيسان (أبريل) 2016، حيث تم عرض صورة للعالم وعلى بعض الدول إشارة سوداء خاصة بداعش، وكانت جنوب تايلاند من تلك المناطق.

هذا وبرز اسم "ذو القرنين"، عريس سومارسونو، كرئيس العمليات في الجماعة الإسلامية، وهو صاحب نشاط واسع يصل لتايلاند، بعد أن تم اعتقال سلفه المزعوم في ذلك المنصب المدعو رضوان عصام الدين، المعروف أيضاً باسم حنبلي، في بانكوك، الذي اعترف بصلات مع تنظيمات إرهابية معولمة.

ظهرت تقارير عن إلهام "داعش" لمقاتلين من تايلاند وتمويله لأعمال عنف مستغلاً بعض الجماعات المحلية المتعاطفة معه

ويرأس ذو القرنين الآن فرقة من المتشددين تسمى "العسكر الخاص" (لاسكار خوص)، وتم تجنيد أفراد الفرقة من نحو 300 إندونيسي كانوا قد تدربوا في أفغانستان والفلبين.

ويرى خبراء ومنهم ماكسيميليان مولر، في كتابه التمرد في جنوب تايلاند، الصادر عن مجموعة الأزمات الدولية، أنّ داعش لا توجد في جنوب تايلاند، لكنها يمكن أن تستفيد من الظروف المواتية، قائلاً: "يجب موازنة أن الأشياء يمكن أن تتغير مقابل التأكيد على عدم وجود شهية من بين قيادات الجماعات المسلحة القائمة للانتماء إلى داعش أو ما شابه من مجموعات التفكير، فكلما طال الصراع زاد حجم خطر زيادة الاستقطاب والتمرد المكثف الذي يمكن أن ينتشر، فضلاً عن سوء التقدير الذي يمكن للجهاديين العابرين للحدود استغلاله، عقب خروج مقاتلي داعش من الشرق الأوسط، وهذا لن يكون إلا أن تأخذ الحكومة على محمل الجد كل من التطلعات والمخاوف الاجتماعية الأوسع ومظالم جبهات التمرد المختلفة، وهذا سيتطلب القيام بذلك من بانكوك إعادة تنشيطها عملية حوار السلام".

داعش يصل الجنوب التايلاندي

منذ العام 2004، كان هناك عدد متزايد من الوفيات نتيجة للصراع بين الحكومة التايلاندية والولايات الجنوبية الثلاث يالا وناراثيوات وفطاني، وفي نفس العام وصل عدد الضحايا إلى 2000، ووقع حدثان مرتبطان بهذه الأعمال حيث قام أكثر من 100 مسلح بتنفيذ عمليات إرهابية على عشرة مواقع للشرطة في مقاطعات باتاني ويالا وسونغكلا في الجنوب.

كان رد فعل الحكومة عنيفاً بالقبض على مئات من السكان المحليين، معظمهم من الشباب، وأجبروا على خلع قمصانهم والاستلقاء على الأرض، وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم، ومات منهم في الحجز 78 رجلاً، وأثار هذا الحادث احتجاجات واسعة النطاق في جميع أنحاء البلاد، وأدى لعنف كبير، ووفقاً لجمعية الصحفيين التايلانديين هناك أكثر من 500 هجوم أسفر عن مقتل أكثر من 300 في المقاطعات الجنوبية حتى العام 2008.

اقرأ أيضاً: اعتقال ساعي بريد داعش في العراق... تفاصيل

وقد أصبحت التكتيكات المستخدمة خلال السنوات الماضية في صراع فطاني وحشية بشكل خاص، فمع أن المتمردين كانوا في الغالب يستهدفون قوات الأمن ورموز سلطة الدولة التايلاندية مثل المسؤولين الحكوميين والمدارس والمعابد، وفقاً لتقدير حديث، فإن أكثر من 90 في المائة من القتلى كانوا من المدنيين.

مع انهيار داعش في سوريا والعراق حاول بالفعل بعض مقاتلي التنظيم الوصول إلى تايلاند

واعتمدت مجموعتا  PULOو BRN، تكتيكات حرب العصابات، التي تعمل من المسارح الريفية على طول الحدود التايلاندية الماليزية، وكان جيل جديد من المقاتلين ينخرطون في القرى والمدن، ويتنقلون داخل المجتمع، وبهذه الطريقة أمكنهم نشر وإدامة السرد والدعاية الانفصالية، وكانت إحدى السبل الرئيسية للتلقين والتعبئة مدارس إسلامية، غير مرتبطة في الغالب بهذه المنظامت، لكنها حصريًا وفرت فرص عمل للشباب القادرين، الذين شكّلوا العمود الفقري لعودة التمرد المسلح.

اقرأ أيضاً: لأول مرة... فيديو يظهر زعيم داعش

ومع انهيار داعش في سوريا والعراق، حاول بالفعل بعض المقاتلين الوصول إلى تايلاند، وفي 21 كانون الثاني (يناير) 2016، ونشرت وسائل الإعلام تصريحات لرئيس الوزراء التايلاندي التي قال فيها للصحفيين "تحقق السلطات في تقارير عن زيارة ثلاثة أجانب لهم صلات بداعش، حيث يُعتقد أن ما يقرب من 1000 جنوب شرق آسيوي قد انضموا إلى داعش في الشرق الأوسط، وأظهرت صفحة العالم الإسلامي على فيسبوك علم داعش الأسود على خريطة أقصى جنوب تايلاند".

وفي وقت سابق ذكرت السلطات الماليزية أن شرطة مكافحة الإرهاب اعتقلت ستة أشخاص على صلة مزعومة بداعش في ولايات جوهور وكلنتان، ملقا وباهانج وبينانج، حيث إن المشتبه به السابع محمد مظفر أريف الجنيدي من كيلانتان، ورد إلى تايلاند، وكان جزءاً من عصابة كانت تقوم بتهريب أسلحة صغيرة من الجنوب لتايلاند.

ساهمت التطورات عبر الإنترنت في ظهور تصورات عن تهديد داعش لتايلاند، وحذر خبراء من اتخاذ نضال التحرير الجنوبي الانفصالي في تايلاند نغمات أيديولوجية راديكالية، وتحول خطاب النضال بشكل كبير إلى خطاب الراديكاليين من خلال الدعوة إلى الجهاد ضد الدولة وعملائها المحليين ومسلميهم الحلفاء.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية