هل يفر الإخوان المسلمون من تركيا؟ وأين ستكون وجهتهم؟

هل يفر الإخوان المسلمون من تركيا؟ وأين ستكون وجهتهم؟


12/05/2021

بحثت قيادات جماعة الإخوان المسلمين تطورات التقارب التركي المصري، وتعقد اجتماعات مستمرة لمناقشة توفير ملاذات أخرى آمنة تمهيداً للرحيل من تركيا، رغم التصريحات المطمئنة التي تصدرها حكومة أردوغان حول عدم تسليم عناصر وقيادات الإخوان الفارين من مصر.

وتدرس قيادات الجماعة توفير ملاذات آمنة في بريطانيا وكندا وماليزيا، وتردد اسم كوسوفو المجاورة لتركيا كأفضل خيار، لأنه يتواجد فيها تنظيم للإخوان، وعناصر إخوانية فاعلة، يمكن أن توفر تلك الملاذات وفرص العمل الممكنة، وفق العربية.

وكشفت مصادر إعلامية أنّ جماعة الإخوان تفكر جدّياً في إرسال عدد من شبابها وعناصرها المدانين في مصر والمقيمين حالياً في تركيا إلى كوسوفو تحت زعم العمل، على أن يتولى توفير ذلك أحد قيادييها، وبشرط عدم الانخراط في أي نشاط قد يلفت نظر السلطات الكوسوفية إلى حين استقرار أوضاعهم وحصولهم على الإقامة وكذلك الجنسية.

والإخوان يتواجدون في كوسوفو، ولديهم مؤسسات تعليمية وثقافية، وقامت السلطات الكوسوفية بإغلاق بعضها في 2014، بعدما ثبت تورط تلك المؤسسات في تجنيد كوسوفيين وإرسالهم للقتال في سورية، إلا أنّ الجماعة أعادت افتتاحها بعد تغيير مُسمى المؤسسات وأنشطتها.

 

قيادات الجماعة تبحث توفير ملاذات آمنة في بريطانيا وكندا وماليزيا، وتردد اسم كوسوفو المجاورة لتركيا كأفضل خيار

وأصبحت تقوم بأعمال إغاثية، وتوفير الطعام والمساعدات للفقراء، ويدير كل ذلك قيادي إخواني مصري يُدعى "ع. د" من محافظة كفر الشيخ شمال القاهرة، ويقيم في كوسوفو منذ أعوام، ويعمل لصالح إحدى المنظمات الخيرية الكبيرة.

ويعود تاريخ الإخوان وأنشطتهم في كوسوفو إلى العام 2008، وقد زادت أنشطتهم بعد وصول الإخوان إلى الحكم في مصر، فقد دعا الرئيس الإخواني محمد مرسي، رئيس الوزراء في كوسوفو وقتها هاشم تاتشي الذي أصبح رئيساً للبلاد فيما بعد، لحضور القمة الإسلامية في القاهرة، وقامت مساعدة مرسي للشؤون السياسية باكينام الشرقاوي بزيارة رسمية إلى كوسوفو في 17 شباط (فبراير) عام 2013 للمشاركة في الاحتفال بالذكرى الـ5 لإعلان الاستقلال.

 وأعلنت من هناك أنّ مصر في طريقها للاعتراف باستقلال كوسوفو، وبعد تلك الزيارة ظهرت مواقف تؤكد وجود بصمات للإخوان في كوسوفو، منها مثلاً تقدّم أحد رؤساء الحركات الإسلامية هناك بطلب لتسجيل أول حزب إسلامي سياسي في البلاد، رغم وجود حزب آخر معروف بتوجهه الإسلامي وهو "حزب العدالة" الذي كان يمثله في الحكومة وزير الصحة والبيئة فيما بعد فريد أغاني والمعروف بانتمائه لتنظيم الإخوان.

وخلال حكم الإخوان، توالت زيارات عناصر من جماعة الإخوان في مصر إلى كوسوفو، كان من بينهم الداعية صفوت حجازي، وتدفق كذلك عناصر من الإخوان للعمل في كوسوفو، وفي مؤسسات خيرية وإغاثية، وقام وفد من الأئمة في كوسوفو بزيارة الداعية القطري الجنسية المصري الأصل يوسف القرضاوي، وتم الاتفاق والتنسيق على تكثيف تواجد الجماعة وتجنيد عناصر جديدة دون لفت انتباه السلطات.

ولا شك أنّ تركيا تسعى للتمدد في أكثر من اتجاه من جنوب منطقة القوقاز إلى شرق أوروبا، وقد لعبت دوراً كبيراً، تحت غطاء الأدوار الإنسانية والإنمائية والاجتماعية، لتكريس نفوذ جماعات الإسلام السياسي في تلك المنطقة التي لم تلتفت لها أوروبا بالشكل المطلوب لاحتواء نزعة تطرّف تنامى في العقد الأخير بشكل لافت، وانكشف خاصة في العراق وفي الحرب السورية، حيث تشكلت جماعات مسلحة من دول البلقان ضمن المجموعات التي قاتلت مع تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية