هل يهدد الشباب مستقبل أردوغان وحزبه؟

هل يهدد الشباب مستقبل أردوغان وحزبه؟


09/01/2022

يتخوّف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه، من جيل الشباب الذي يعاني من الأزمات الاقتصادية والأوضاع المعيشية الصعبة والبطالة والفقر، قبيل الانتخابات المقررة منتصف 2023.

ويعتقد مراقبون للأوضاع في تركيا أنّ الجيل الذي يلي جيل الألفية، والمتنوع سياسياً، يمسك بأحد مفاتيح مسار أردوغان نحو إعادة انتخابه، ومساعيه لإبقاء الحزب في السلطة لعقد ثالث على التوالي.

مراقبون: الجيل الذي يلي جيل الألفية، والمتنوع سياسياً، يمسك بأحد مفاتيح مسار أردوغان نحو إعادة انتخابه، ومساعيه لإبقاء الحزب في السلطة لعقد ثالث

لكن بعكس شباب 2002 حين كان صعود أردوغان بمثابة ابتعاد عن الفساد المنهجي والركود الاقتصادي، يبدو مراهقو الفترة الحالية أكثر ميلاً لإلقاء اللوم في متاعبهم على حكومته، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس" في تقرير لها.

وبحسب المديرة المساعدة لبرنامج جامعة ستانفورد حول تركيا عائشة علمدار أوغلو، فإنّ "الوضع الاقتصادي الصعب حالياً من شأنه أن يوسع الهوة بين ما يستطيع (الحزب الحاكم) توفيره وما يريده الشبان".

أوغلو: الوضع الاقتصادي الصعب حالياً من شأنه أن يوسع الهوة بين ما يستطيع (الحزب الحاكم) توفيره وما يريده الشبان

وسعياً نحو كسب الشباب، يتفهم الرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية الأهمية لتنظيم التجمعات والسعي لمعرفة سبل الوصول إليهم على الإنترنت.

وقالت علمدار أوغلو: "بمجرد متابعة خطابات الرئيس وسواه من قادة الأحزاب... نرى أنّ الشبان يشكّلون مصدر قلق كبير".

في استطلاع رأي شمل (3) آلاف شاب، خلصت وكالة “تركيا رابورو” إلى أنّ 58% لن ينضموا لأيّ حركة سياسية أو حزب، كسبيل لبناء مجتمع أفضل

وأضافت علمدار أوغلو: إنّ "حزب العدالة والتنمية جمع تقارير سعياً لتعليم كوادر الحزب كيفية استخدام التكنولوجيا الرقمية بفاعلية وسبل التحدث إلى جيل الشباب".

بالمقابل، يقلل رئيس فرع الشباب بالحزب الحاكم عن منطقة تشرشمبا (شمال) سميز عبدالصمد من أهمية تلميحات إلى أنّ الحزب لا شعبية له بين المراهقين.

وقال سميز: "يقولون إنّ الشبان يبتعدون عن حزب العدالة والتنمية، لكن لا شيء من هذا القبيل، إنّها أكاذيب، حزب العدالة والتنمية يهتم بالشبان أكثر من غيرهم".

سلجوقي: أداء حزب العدالة والتنمية أسوأ من المعدل الوطني لدى الشبان، واعتبارهم كتلة تصويت متجانسة غير صحيح

ورغم محاولات حزب العدالة والتنمية للاتصال بالشباب والحوار معهم على حسابات خاصة، إلا أنّه ثبت لديه أنّ كسب ثقة الناخبين الشبان مسألة صعبة المنال، وليس فقط بالنسبة إلى حزب العدالة والتنمية.

ففي استطلاع شمل (3) آلاف شاب في محافظات تركيا البالغ عددها (81)، خلصت وكالة الاستطلاعات "تركيا رابورو" إلى أنّ 58% لن ينضمّوا لأيّ حركة سياسية أو حزب، كسبيل لبناء مجتمع أفضل.

وقال مدير "تركيا رابورو" تجان سلجوقي: "لا يعتقدون أنّ المشهد السياسي الحالي يمكنه أن يخدمهم". وأوضح: "لديهم ثقة ضعيفة جداً بالأحزاب السياسية أو المؤسسات السياسية عموماً".

غيزيجي: إنّ الناخبين الشبان يمكنهم مع ذلك أن يحسموا مصير حزب ما في انتخابات متقاربة

ويرى سلجوقي أنّ أداء حزب العدالة والتنمية أسوأ من المعدل الوطني لدى الشبان، رغم أنّ "الفوارق (بين الأحزاب) لا تغير قواعد اللعبة" في هذه المرحلة. وحذّر سلجوقي أيضاً من اعتبار الشبان كتلة تصويت متجانسة، مؤكداً أنّ “الشباب متنوعون مثل الشعب التركي عموماً".

بدوره، قال مراد غيزيجي من وكالة الاستطلاعات: إنّ الجيل المولود بين 1980 و1999 يشمل العديد من الناخبين المترددين، وخصوصاً من النساء؛ ممّا يجعلهم ربما أكثر أهمية في الانتخابات المقبلة مقارنة بالفئة الأصغر سناً.

وقال غيزيجي لصحيفة "سوزجو": "هذه المجموعة التي تضم (18.4) مليون شخص، تمثل 32.6% من الناخبين"، غير أنّ الناخبين الشبان يمكنهم مع ذلك أن يحسموا مصير حزب ما في انتخابات متقاربة.

من جهته، قال يوسف ضياء غولر طالب الطب البالغ (20) عاماً: إنّه كأبناء هذا الجيل لا يمتلك ذكريات عن النهضة الاقتصادية في تركيا خلال العقد الأول من حكم أردوغان، ولكن لديه صورة واضحة عن الصعوبات التي يعيشها الأتراك في العقد الثاني.

وأضاف غولر: "أنا متشائم حيال المستقبل"، معرباً عن شكوكه بشأن جميع الأحزاب السياسية.

 وقال لوكالة "فرانس برس": "نحن بلد لا يمكن التكهّن فيه (بالمستقبل)، كيف أعرف ما سيحصل بعد أن أتخرج إذا كنت جاهلاً بما سيحدث بعد (5) أشهر؟".

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية