واشنطن تختبر طرقاً جديدة لتطويق حزب الله في لبنان... تفاصيل

واشنطن تختبر طرقاً جديدة لتطويق حزب الله في لبنان... تفاصيل


27/07/2021

فادت معلومات مسربة عن السفيرة الأمريكية في لبنان، دوروثي شيا، أنّها طلبت من جميع أصدقاء وحلفاء أمريكا السياسيين في لبنان ترشيح شخصيات جديدة شفافة من أحزابهم مكان الوجوه القديمة، والتعاضد مع منظمات المجتمع المدني الكفيلة، برأي السياسة الأمريكية، بتغيير موازين القوى في لبنان بوساطة الانتخابات النيابية القادمة، على أن تعمد واشنطن إلى تقديم الدعم المادي لتلك المنظمات ذات المنشأ الأمريكي أساساً بملايين الدولارات، والهدف من ذلك هو الظفر بالأغلبية البرلمانية اللبنانية، وبالتالي إلحاق الهزيمة المدوية السياسية بحزب الله وحلفائه، بحسب موقع "آي إم ليبانون".

في السياق نفسه، استرسل مؤتمر معهد الشرق الأوسط حول لبنان، بحسب ما أورده "مرصد مينا"، بالحديث عن هذه الخطة، فقد أجمع الباحثون الذين شاركوا في أعماله على أنّ واشنطن شعرت بأنّ الحصار الذي تفرضه وما زالت على حزب الله استغرق مدة طويلة ولم يصل إلى خواتيمه السعيدة.

وفي الوقت ذاته، تجلت سلبيات الحصار بإلحاق الأذى بكل المواطنين اللبنانيين على مختلف أطيافهم ومشاربهم، سواء الموالون لسلاح الحزب أو المعارضون له، ما أدى إلى رزوحهم تحت وطأة الجوع القاتل والبطالة المرعبة والهجرة الجنونية والفقر المدقع والعوز الشديد، وكل ذلك في ظل استمرار صمود حزب الله واستمرار احتفاظه بكامل ترسانته العسكرية المتطورة القادرة على إلحاق الضرر الشديد بالكيان العبري الذي تعمل أمريكا منذ نشوئه عام 1948 على نصرة مصلحته أولاً وأخيراً.

الأمر المخيف لم يتجلّ في صمود حزب الله فحسب، بل تجلى بمضاعفة الحزب لقدراته العسكرية طيلة هذه الفترة، فضلاً عن أنّ مكسبه هو أنّ بيئته لم تنقلب عليه

واشنطن ستتكل مجدداً في لبنان على منظمات المجتمع المدني وأفرادها البالغ عددهم الآلاف، ويتقاضون رواتب بالدولار الأمريكي تتراوح بين 700 إلى 5000 دولار شهرياً

وخلص الباحثون إلى اعتبار أنّ الأمر المخيف لم يتجلّ في صمود حزب الله فحسب، بل تجلى بمضاعفة الحزب لقدراته العسكرية طيلة هذه الفترة، فضلاً عن أنّ مكسبه هو أنّ بيئته لم تنقلب عليه، رغم الضغوطات الأمريكية والغربية الأوروبية الحليفة الهائلة من الناحيتين الاقتصادية والمعيشية، وأنّ إسرائيل اعترفت بأنّ التخلص من الحزب عسكرياً أمر محفوف بالمخاطر، إن لم يكن مستحيلاً، لذا اقتنع الباحثون في نهاية المطاف بأنّ الأمر الوحيد القادر على هزيمة الحزب يبقى عبر الانتخابات النيابية القادمة فقط.

في غضون ذلك، نقل المرصد عن مصادر خاصة، لم يسمّها، أنّ واشنطن دعمت منظمات المجتمع المدني مادياً إبّان الحرب الأهلية اللبنانية، علماً أنّ تلك المنظمات الموالية لها لعبت دوراً أساسياً في إسقاط أنظمة عربية وأوروبية شرقية، من هنا تجزم المصادر بأنّ دور تلك المنظمات في لبنان محكوم عليه بالنجاح التام في هزيمة حزب الله وحلفائه من فريق 8 آذار نيابياً، وهذا ما سيجعل الحزب عقب هزيمته السياسية يُقدم على تقديم تنازلات عسكرية كبرى.

 وبحسب المصدر نفسه، فإنّ من المتعارف عليه تاريخياً أنّ واشنطن وجدت في المساعدات الخارجية ملاذاً في تحقيق أهدافها التوسعية في كل أنحاء العالم، عندما أثبتت أنّ مهمتها تكمن في دعم الحلفاء مادياً من خلال إخراجهم من الكوارث التي حلت بهم عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، وأهم تلك المنظمات التي قدّمت المساعدات والأموال كانت منظمة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID التي تعمل على تغيير موازين القوى في مختلف أنحاء الدول.

منظمةUSAID  لها في لبنان نشاطات كثيفة منذ عدة أعوام، وحسب المعلومات المتوفرة يبدو واضحاً أنّ واشنطن ستتكل مجدداً في لبنان على منظمات المجتمع المدني وأفرادها البالغ عددهم الآلاف، ويتقاضون رواتب بالدولار الأمريكي تتراوح بين 700 إلى 5000 دولار شهرياً، وهذا السلوك الأمريكي الذي سوف تشكل تلك المنظمات رأس حربة إنجاح مخططه، كما تجزم واشنطن، بات جاهزاً لخوض المعركة النيابية في لبنان، وسيكون جسر عبوره نحو ضفة الانتصار السياسي البرلماني حشده الإعلامي المتين والسياسي القوي والاقتصادي المحصن.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية