وثائق تكشف تدفق العشرات من الأتراك إلى المهرة وحضرموت ومأرب

وثائق تكشف تدفق العشرات من الأتراك إلى المهرة وحضرموت ومأرب


11/03/2020

تجاوزت تركيا مساعدتها لجناح الإخوان المسلمين في اليمن (حزب الإصلاح) مرحلة التمويل المادي، حتى تطور هذا الدعم إلى إرسال ضباط أتراك إلى اليمن دخلوا بشكلٍ سري لمساعدة ميليشيات مرتبطة بحزب الإصلاح، تنتشر وتنشط في محافظات تعز ومأرب وشبوة وأجزاء من محافظة أبين.

مصادر موثوقة تحدث لـ«الرؤية» عن مهام الضباط الأتراك الموجودين حالياً في محافظتي شبوة ومأرب بشكل رئيس، والطرق المموهة التي يدخلون من خلالها اليمن، والتي عادة ما تتم تحت الغطاء الإنساني أو بهويات بديلة تخفي هوياتهم الأصلية، وتسهل لهم الوصول إلى اليمن دون لفت الأنظار نحوهم.

وبحسب المصادر، يتواجد نحو 28 ضابطاً تركياً في محافظة مأرب، 16 ضابطاً منهم دخلوا المحافظة في عام 2017، وجاؤوا بصفة إنسانية ضمن موظفي الهلال الأحمر التركي الذي افتتح له مقراً في مأرب شرقي اليمن، كان بمثابة موقع اللقاءات والاجتماعات والتشاور مع قادة عسكريين يتبعون لحزب الإصلاح، وظل هؤلاء القادة الذين من بينهم ضباط في وزارة الدفاع اليمنية، يترددون على المقر المحاط بحماية أمنية مشددة بشكل مستمر.

وتشير المصادر إلى أن بقية الضباط دخلوا في فترات متفرقة لاحقاً، البعض منهم تحصلوا على جوازات سفر يمنية وبأسماء مستعارة، تم استصدارها بشكل غير قانوني، من مقري الجوازات اليمنية بمحافظتي مأرب وتعز، عن طريق تدابير نفذها جهازا الأمن السياسي الخاضعان لنفوذ حزب الإصلاح، ودخلوا اليمن على أنهم يمنيون عبر منفذ صرفيت في محافظة المهرة جنوب شرقي البلاد.

وفي الـ13 من ديسمبر المنصرم سُربت وثيقة صادرة عن وزارة الداخلية التي يديرها أحمد الميسيري، المدين بولائه للإخوان، كانت الوثيقة تطالب المعنيين بمنفذ صرفيت بالسماح لـ4 أتراك بالدخول إلى اليمن، رغم أنهم لا يحملون تأشيرات دخول تخول لهم المرور إلى الأراضي اليمنية، لكن تم إدخالهم بواسطة أذرع الإخوان في مصلحة الهجرة والجوازات بوزارة الداخلية.

واكد مصدر أمني رفيع في حديثه لـ«الرؤية» من محافظة مأرب، وصول الضباط الأتراك الأربعة إلى مدينة مأرب التي أقاموا فيها لـ5 أيام في أحد المقار العسكرية التابعة للإخوان، قبل أن يتم نقلهم إلى غرفة العمليات العسكرية المتقدمة في محافظة شبوة لمساعدة العسكريين التابعين لحزب الإصلاح في معاركهم مع قوات النخبة الشبوانية.

وأشار المصدر إلى أن الضباط الأتراك ساعدوا القادة الإصلاحيين في التخطيط لحملة عسكرية شُنت بعد أسبوع من وصولهم على مواقع في مديرية حبان بشبوة، حيث كانت مهمتهم التخطيط للعملية العسكرية التي حُشدت فيها قوات ضخمة مسلحة ومُذخرة بشكل كبير، ثم أعيدوا إلى محافظة مأرب بعد استكمال العملية.

وتذكر المصادر أن الإخوان بإيعاز تركي يرفضون العمل بآليات تنفيذ اتفاق الرياض، ويصرون على البقاء في محافظة شبوة للاستفادة من شريطها الساحلي الذي يخططون لاستقبال الدعم التركي من خلاله، ولذلك يرون أن اتفاق الرياض يجهض مخططهم هذا، كونه يجبرهم على الانسحاب إلى محافظة مأرب المعزولة عن الشريط الساحل لليمن.

ومع إعلان تركيا عزمها إرسال جنود إلى ليبيا، نشطت دعوات أطلقها ناشطون يتبعون لحزب الإصلاح في اليمن تطالب بإفساح المجال أمام تركيا في اليمن، من بينهم الصحافي أنيس منصور المقيم في قطر والذي يروج للأجندة التركية والقطرية على وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية الممولة من الدوحة ويدير شبكة من الناشطين على وسائط التواصل الاجتماعي.

ويؤكد الكاتب والمحلل العسكري اليمني خالد النسي أن «تركيا وإيران تريدان السيطرة على البلاد العربية وتقاسمها على أساس تاريخي وعبر أذرعهم في المنطقة وهم جماعة الإخوان المسلمين التابعة لتركيا والجماعات الشيعية التابعة لإيران وأخطرهم حزب الإصلاح وجماعة الحوثي في اليمن الذين أجادوا لعب التناقض وحقيقتهم واحدة».

وفي مواجهته الضغوط الشعبية المتفاقمة ضده، وعدم تقبله لدى الأطياف السياسية والعسكرية في اليمن، اندفع حزب الإصلاح إلى بناء تفاهمات مع جماعة الحوثي الانقلابية قضت بوقف القتال في محافظتي مأرب وتعز حيث النفوذ الإخواني الموغل، لكنه استغل وقت التهدئة مع الحوثيين لترتيب علاقته مع تركيا ورفع وتيرة الحملات الإعلامية المسيئة للتحالف العربي من خلال ناشطي الحزب ووسائل إعلامه.

عن "الرؤية"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية