وثائق جديدة تكشف خفايا علاقة القاعدة بإيران

وثائق جديدة تكشف خفايا علاقة القاعدة بإيران


09/09/2018

أعادت وثائق جديدة لزعيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، تسليط الضوء على العلاقة بين التنظيم المتطرف الإرهابي وإيران.

وكشفت دراسة أعدّها مركز "أمريكا الجديدة"، في واشنطن، وجود علاقة تعاون بين إيران وتنظيم القاعدة، خلال أعوام كثيرة، وأنّ الهدف من هذا التعاون كان تمكين القاعدة، لخدمة مصالح إيران.

وثيقة لبن لادن تؤكد أنّ الإيرانيين اقترحوا على جهاديين التدرّب في معسكرات حزب الله لمهاجمة مصالح أمريكية في الخليج

واعتمدت الدراسة على 300 وثيقة سرية، حصلت عليها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه"، بعد الهجوم على المجمّع الذي كان يسكنه زعيم القاعدة، أسامة بن لادن، في أبوت آباد الباكستانية، عام 2011، وفق ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط".

وبحسب التقرير؛ لم يكن التعاون بين إيران والقاعدة "على أساس إستراتيجي"؛ وذلك بسبب "الاختلاف الآيديولوجي، وغياب الثقة بين الطرفين"، بل كانت علاقاتهما بسبب "المصالح المتبادلة التي تقتضيها ظروف كل مرحلة".

وركّز التقرير على وثيقتين من وثائق "سي آي إيه"؛ واحدة منهما من 19 صفحة، خصّصت للعلاقة بين القاعدة وإيران، تقول هذه الوثيقة: إنّ "أيّ تعاون قد تقدمه إيران لـلقاعدة؛ سيكون مبنياً على أساس خدمة سياستها الخارجية ضدّ الولايات المتحدة"، ووصفت الوثيقة هذه السياسة بأنها "تتسم بخصومة حقيقية، وأنها ليست مسرحية افتراضية".

وقالت الوثيقة: "إيران مستعدة لتقديم دعم ومساعدة، بالمال والسلاح، وكلّ ما هو مطلوب"، و"النظام الإيراني يجسّد البراغماتية السياسية المبنية على أساس "الغاية تبرّر الوسيلة"".

إيران حاولت إقناع بن لادن بالتوسط لوقف هجمات أبو مصعب الزرقاوي ضدّ الشيعة ومواقعهم المقدسة في العراق

ذهبت الوثيقة أبعد من ذلك؛ حين ذكرت، بين أمور أخرى، أنّ "الإيرانيين اقترحوا على بعض (الجهاديين الجدد) التدرب في معسكرات حزب الله في لبنان، من أجل مهاجمة مصالح أمريكية في السعودية والخليج".

وتشير إحدى الوثائق؛ إلى أنّ إيران حاولت، العام 2004، إقناع بن لادن بالتوسط لوقف هجمات أبو مصعب الزرقاوي ضدّ الشيعة ومواقعهم المقدسة في العراق.

وبحسب الوثائق؛ كان رأي القاعدة أنّ إيران وضعت، في البداية، "سياسة مرنة" نحوها، وذلك منذ تأسيسها العام 1988؛ لهذا "لم يجد أفراد التنظيم، بل حتى أفراد أسرة ابن لادن، غضاضة في اللجوء إلى إيران، بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر)، وما تلاها من سقوط طالبان"، وأيضاً "استخدم القاعدة إيران ممراً لتهريب الأشخاص والمال سراً"، رغم ذلك؛ فإنّ الوثائق لا تخفي عدم الثقة القائمة بين الطرفين، وتصوير القاعدة لإيران على أنها كيان معادٍ، وأنّ زيارة أو إقامة أعضاء من القاعدة في إيران، "رغم اعتراض البعض، كانت ملاذاً مؤقتاً، أو ممراً آمناً لدول أخرى"، كما توضح الوثائق.

عدم الثقة بين إيران والقاعدة أثبتته وثيقة من وثائق القاعدة، تصف الولايات المتحدة بأنّها "العدوّ الحالي"، وأنّ إيران هي "العدوّ المؤجل".

في الوقت نفسه، تعرض أفراد القاعدة في إيران للاعتقال مرات كثيرة، مثلاً، بعد أن أخلّ بعضهم بشروط الإقامة، أو تناقلوا آراءً عدّتها حكومة إيران مخالفة لسياستها.

 وأيضاً، نشطت الاستخبارات الإيرانية في متابعة هؤلاء الأفراد، والتجسّس عليهم، ومراقبة اتصالاتهم الهاتفية وتحركاتهم.

وثيقة من القاعدة وصفت الولايات المتحدة بأنّها العدو الحالي وأنّ إيران هي العدوّ المؤجَّل

لكنّ سياسة إيران نحو القاعدة تغيّرت عمّا كانت عليه خلال الثمانينيات والتسعينيات؛ عندما وقع هجوم (11 سبتمبر) على الولايات المتحدة، الذي أعلن بوش إثره الحرب ضدّ الإرهاب، ووضع إيران في قائمة "محور الشرّ".

وبحسب تقرير مركز "أمريكا الجديدة"؛ قلّ عامل عدم الثقة، وذلك لسببين:

في جانب إيران؛ صارت تريد تحالفات معها ضدّ الولايات المتحدة. وفي جانب القاعدة؛ احتاجت إلى إيران ملجأً، بعد أن بدأ قادتها يفرّون من أفغانستان.

وكشفت الوثائق؛ أنّ "القاعدة كانت براغماتية في جهودها لتأمين الملجأ لقادتها، أو الإفراج عن قادتها الذين اعتقلوا هنا وهناك".

في الشهر الماضي؛ أصدر فريق من خبراء الأمم المتحدة تقريراً يفيد بأنّ زعماء القاعدة في إيران، "أصبحوا أكثر نفوذاً" ويعملون مع زعيم التنظيم المتطرف، أيمن الظواهري، للتأثير في الأحداث في سوريا. ونقل التقرير عن سفراء دول أعضاء بالأمم المتحدة؛ أنّ الإيرانيين والظواهري "تعاونوا مع جماعة على صلة بتنظيم القاعدة في إدلب."

وكان التقرير، الذي أصدرته لجنة تحقيق أمريكية حول هجمات الحادي عشر من سبتمبر، قد كشف كيف زوّدت إيران وحزب الله تنظيم القاعدة بخبرة تقنية، كانت مفيدة في تنفيذ تفجيرَي سفارتي أميركا في كينيا وتنزانيا.

في بداية هذا العام؛ نشرت صحيفة بريطانية تقريراً يفيد بأنّ؛ "إيران تخطط لأن تبعث تنظيم القاعدة من رحم تنظيم داعش"؛ وذلك "عبر تنسيق بين طهران وقادة عسكريين من القاعدة، سافروا إلى دمشق من أجل تجميع صفوف مقاتلي داعش، وتأسيس تنظيم قاعدة جديد يشبه "فيلق القدس" وحزب الله".

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية